Showing posts with label العربية. Show all posts
Showing posts with label العربية. Show all posts

Wednesday, December 21, 2016

هل تعرف ماهي منزلة قلب العقرب؟




ندعوكم للتعرف معنا على منزلة «قلب العقرب» من مشروعنا الجديد #منازل_القمر للشاعر والمفكر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي
ونعرض هنا تباعا ًالثماني والعشرون منزلة التي ينزلها القمر كل عام قوامها ثلاثة عشر يوماً لكل منزلة، عدا جبهة الأسد أربعة عشر يوماً، ما يجعل السنة 365 يوماً تمثل التقويم الشمسي للعرب.
---------------------
القَلب: 20 كانون الأول (ديسمبر) – 1 كانون الثاني (يناير)
اليوم يبدأ طالع "القَلبُ"وهو"قلبُ العقرب"، وثاني مَرْبعانية الشِّتاء،"(أربعينيَّة)، ثاني منازل الشِّتاء، وثاني العقارب،، ورابع المنازل اليمانيَّة، وطالعه في العشرين من كانون الأول (ديسمبر)، ومدَّته ثلاثة عشر يومًا.
وهو نجم أحمر مضيء، مضطرب، وراء "الإكليل"، قريب من" الجَبْهة"، بين نجمين خفيَّين، تسميهما العرب" نياطَي القلب"، أي: علَّاقتيه.
و"نياطا القلب" نجمان خفيان، والقلب في وسطهما، وهو خارج عنهما إلى الشمال. و"الشَّوْلة" ذنبه، والنجوم التي على طرفها؛ جبهته،أمَّا إبرته فلطخة مستطيلة فيما بين "الشَّوْلة" و"النَّعائم الصادرة".
وسمَّاه أصحاب الصور ممن رسموا قبَّة السَّماء " قلبًا" لوقوعه موضع القلب من صورة العقرب. والقلوب أربعة: "قلب العقرب"، و"قلب السَّمكة"، و"قلب الثَّور"، و"قلب الأسد". وكلَّما ذُكِر القلب على الإطلاق دون إضافة فالمراد "قلبُ العقرب".
وفي العلوم الحديثة وما أظهرته المراصد الكونيَّة والتليسكوبات مثل "فويجر" و"هابل"، فإنَّ نجم "القلب" (Antares) ألمع نجوم كوكبة العقرب وترتيبه الخامس عشر بين أكثر النجوم لمعانًا في السَّماء الليليَّة، وهو نجم عملاق أحمر ثنائي، قدره الظاهري يتراوح بين 0.9 و 1.1، ويتغيَّر كلَّ خمس سنوات، وزمرته الطَّيفيَّة M1 lB يبعد مداره نحو 600 سنة ضوئيَّة عن الأرض. ويتميز بحجمه الكبير إذ يبلغ قطره (300 مليون كم)، أي أنَّه يكبر قطر الشَّمس بنحو 430 مرة. وعلى الرغم من أنَّه أبرد من الشَّمس، إلَّا أنَّ طاقته الإشعاعيَّة تبلغ 60000 ضعف طاقتها، وسطوعه 170 ضعف سطوعها. واحمرار "القلب" إشارة إلى دنوِّ أجله وقربه من نفاد طاقته، وهو معرَّض في أي لحظة للانفجار والتحوُّل إلى نجم صغير أو ثقب أسود.
المظاهر الطبيعيّة:
يستعمل الناس ما في طبعه الحرارة: كالزَّنجبيل، والفلفل. وفي الزراعة يستمر فيه تسميد النخيل، ويشرع الفلاحون بتهيئة الأرض لموسم زراعي شتوي، و يُلبس فيه الثقيل من الملابس لتدفئة الجسم، وتُشتل فيه العروات المتأخرة (العُرْوات تطلق على الخضروات التي تزرع لموسمين في السَّنة) مثل: الطماطم، والبصل، وفصوص الثوم، والباذنجان، والفلفل، ويجتهد فيه البستانيون في حماية محاصيلهم من الصقيع، ويُمتنع فيه عن ريِّ الأشجار إلا ما كان ضروريًا، ويتم فيه تقليم العنب والأشجار النَّفضية (متساقطة الأوراق)، ويكفُّ الفلاحون عن نثر السَّماد العضوي (الدبال)، ويزرع في منزلة القلب: البقدونس، والكزبرة، والبابونج، والخبيز، والمريميَّة، و الحلبة، والعصفر (القرقم)، والزعتر، وقصب السُّكر، والجزر، والفول، والعدس،والعنب.
وفي "الإمارات" تزهر طائفة من النباتات في منزلة "القلب" منها: "المرخ"، و"الكحل"، و"الرَّمرام" ترياق سمِّ الأفاعي والعقارب، و"السلي"، و"الحنضد"، و"الرمث" الزكيُّ العبق، و"الخريط"، و"السويدة"، و"الغاف" الكريم بظلِّه، و"الظفرة" التي تحمل اسم بلاد، و"الحنزاب"، و"السِّدر" الغني بنبقه (نبج)، و"العوسج" الذي يداوى به الجذام، و"بربين الجدي"، و"الشكع"، و"الهَرْم"، و"البنج" الذي يبعث في الجسم السكون، و"الصَّبار"، و"الخناصر"، و"حُوَّا الغزال"، و"الطرثوث"، و"الثندة"، وغيرها.
قال ساجع العرب: "إذا طلع القلبْ، جاء الشتاء كالكلبْ، وصار أهل البوادي في كرب، ولا يمكِّن الفحلَ إلا ذاتُ ثَربْ". (وتشبيههم الشتاء بالكلب دليل على أنهما سمِّيا هرَّارين، لهرير الشتاء عند طلوعهما ومعنى هَرَّ أي نبح وكشَّر عن أنيابه).
ويعتقد العرب أنَّ الزواج في "القلب" جيِّد.
قال عبد هند الثعلبي:
فَسيروا بِقلْبِ العقربِ اليومَ إنَّهُ سواءٌ علَيْكم بالنُّحوسِ وبِالسَّعْدِ
وقال الأسود بن يعفر:
وُلِدْتُ بِحادي النَّجْمِ يَتْلو قَرِينَهُ وَبِالْقَلْبِ قلبُ العقربِ المتوقِّدِ
يقول: "وُلدْتُ بغروب هذا وبطلوع هذا. وهما منحوسان، و حادي النَّجم هو الدَّبَران.
وكانوا يكرهون السفر إذا كان القمر نازلًا بالعقرب،لأنَّ "قلب العقرب" قريب من "الدَّبَران".
وقال أبو الحسين الصوفي:
يعلوهُ نورٌ باهِرٌ وَحُمْرَهْ كأنَّهُ إذا اسْتَنَارَ جَمْرَهْ
لَقبه الأعرابُ قلب العَقْربِ يجيءُ في أشْعارِهِم والْخُطَبِ
وقال ابن منير الطرابلسي:
تطْلُعُ الشَّمْسُ لنا من شَفَقٍ وهو يبدو طالعًا من شَفَقَينْ
قُلتُ لِلكاهِنِ حينَ اختَلَستْ عَينُهُ عَيني فَجَرَّ الحَيْنُ حَيْن
قَمَرُ العَقربِ خُوِّفْتَ فَمَنْ مُنْقِذِي مِن قمرٍ في عَقْرَبَينْ
وقال أبو العلاء المعرِّي:
فمِنَ الغَمائمِ لو علِمْتَ غَمامةٌ سَوداءُ هُدْباها نَظيرُ الهَيْدَبِ
يا سَعْدَ أخْبِيَةِ الَّذينَ تَحَمَّلوا لمَّا رَكِبْتِ دُعيتِ سَعْدَ المَرْكَبِ
غادَرْتني كبَنَاتِ نَعْشٍ ثابتًا وجَعَلْتِ قلبي مِثْلَ قلْبِ العَقْرَبِ
وقال ابن جابر الأندلسي:
إنْ خِفْتَ من فَتْكِ المهنّدِ والقَنا فإذا رَنَتْ وإذا مَشَتْ لا تَقْرَبِ
في قلبِ بُرْقُعِهَا مَحَاسِنُ أُنْزِلَتْ قمرُ السَّماء لَنا بقلبِ الْعَقْرَبِ
وقال الأخطل:
إذا طلعَ العَيُّوقُ والنَّجْمُ أوْلَجَتْ سَوالِفَها بينَ السِّماكينِ والقَلْبِ
(القلب: قلب العقرب. والسِّماك الأعْزَل، والسِّماك الرَّامح، فالرَّامح: بين يديه كوكب يقال له: رُمْحُ سَعْدٍ، والأعْزَل: مفرد لا كوكب بقربه، والنَّجم: الثُّريا والعيُّوق يتبع الثُّريا، وإذا طلع النَّجم بالغداة كان ابتداء الحر ورقيبه العقرب، فعنى الأخطل أنهم لا يسيرون بالنهار مخافة الحر ويسيرون إذا طلع القلب والسِّماكان، وهما يطلعان من أول الليل إذا طلعت الثُّريَّا غدوة، وأولجت: أدخلت، يعني الإبل والسالفة: جانب العنق).

Tuesday, October 11, 2016

مدينة أصفهان



ندعوكم للتعرف على هذه الحكاية من #رحلة_ابن_بطوطة، المسماة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وهي جزء من مشروعنا #أدب_الرحلة كما ندعوكم لمتابعة النصوص والحكايات التي سننشرها من الرحلة تباعاً في الأيام القادمة، ينتخبهاويعتني بها الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي لقراء الصفحة الكرام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«مدينة أصفهان»

قال ابن بطوطة: ووصلنا إلى مدينة أصفهان وهي من كبار المدن وحسانها إلا أنها الآن قد خرب أكثرها بسبب الفتنة التي بين أهل السنة والروافض، وهي متصلة بينهم حتى الآن، فلا يزالون في قتال.
وبها الفواكه الكثيرة، ومنها المشمش الذي لا نظير له، يسمونه بقمر الدين، وهم ييبسونه ويدخرونه، ونواه ينكسر عن لوز حلو، ومنها السفرجل الذي لامثيل له في طيب المطعم وعظم الجرم، والأعناب الطيبة، والبطيخ العجيب الشأن الذي لا مثيل له في الدنيا إلا ما كان من بطيخ بخارى وخوارزم، وقشره أخضر، وداخله أحمر ويدخر كما تدخر الشريحة بالمغرب، وله حلاوة شديدة ومن لم يكن ألف أكله فإنه أول أمره يسهله وكذلك أتفق لي ما أكلته بأصفهان.
وأهل أصفهان حسان الصور وألوانهم بيض زاهرة، مشوبة بالحمرة والغالب عليهم الشجاعة والنجدة، وفيهم كرم وتنافس عظيم فيما بينهم في الأطعمة تؤثر عنهم فيه أخبار غريبة، وربما دعا أحدهم صاحبه فيقول له: اذهب معي لنأكل نان وماس، والنان بلسانهم الخبز والماس اللبن.

Sunday, October 9, 2016

حكاية نساء ذيبة





ندعوكم للتعرف على هذه الحكاية من #رحلة_ابن_بطوطة، المسماة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وهي جزء من مشروعنا #أدب_الرحلة كما ندعوكم لمتابعة النصوص والحكايات التي سننشرها من الرحلة تباعاً في الأيام القادمة، ينتخبهاويعتني بها الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي لقراء الصفحة الكرام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«حكاية نساء ذيبة»
((ونساء ذيبة المهل «المالديف» لا يغطين رؤوسهن، ولا سلطانتهم تغطي رأسها. ويمشطن شعورهن، ويجمعنها إلى جهة واحدة. ولا يلبسن أكثرهن إلا فوطة واحدة تسترها من السرة إلى أسفل، وسائر أجسادهن مكشوفة.
وكذلك يمشين في الأسواق وغيرها.
ولقد جهدت لما وليت القضاء بها أن أقطع تلك العادة وآمرهن باللباس، فلم أستطع ذلك. فكنت لا تدخل إلي منهن امرأة في خصومة إلا مسترة الجسد، وما عدا ذلك لم تكن عليه قدرة. ولباس بعضهن قمص زائدة على الفوطة، وقمصهن قصار الأكمام عراضها. وكان لي جوارٍ كسوتهن لباس أهل دهلي يغطين رؤوسهن، فعابهن ذلك أكثر ما زانهن إذ لم يتعودنه.
وحليهن الأساور وتجعل المرأة منها جملة في ذراعيها، بحيث تملأ ما بين الكوع والمرفق، وهي من الفضة. ولا تحمل أساور الذهب إلا نساء السلطان وأقاربه. ولهن الخلاخيل، ويسمونها البايل ، وقلائد ذهب يجعلنها على صدورهن، ويسمونها البسدر.
ومن عجيب أفعالهن أنهن يؤجرن أنفسهن للخدمة بالديار على عدد معلوم من خمسة دنانير فما دونها. وعلى مستأجرهن نفقتهن، ولا يرين ذلك عيباً، ويفعله أكثر بناتهم. فتجد في دار الإنسان الغني منهن العشرة والعشرين.
وكل ما تكسره من الأواني يحسب عليها قيمته. وإذا أرادت الخروج من دار إلى دار أعطاها أهل الدار التي تخرج إليها العدد الذي هي مرتهنة فيه، فتدفعه لأهل الدار التي خرجت منها، ويبقى عليها للآخرين.
وأكثر شغل هؤلاء المسأجرات غزل القنبر. والتزوج بهذه الجزائر سهل، لنزارة الصداق وحسن معاشرة النساء.
وأكثر الناس لا يسمي صداقاً، إنما تقع الشهادة، ويعطى صداق مثلها. وإذا قدمت المراكب تزوج أهلها النساء، فإذا أرادوا السفر طلقوهن، وذلك نوع من نكاح المتعة.
وهن لا يخرجن عن بلادهن أبداً. ولم أر في الدنيا أحسن معاشرة منهن. ولا تكل المرأة عندهم خدمة زوجها لسواها، بل هي تأتيه بالطعام، وترفعه بين يديه، وتغسل يده، وتأتيه بالماء للوضوء، وتغم رجليه عند النوم. ومن عوائدهن أن لا تأكل المرأة مع زوجها، ولا يعلم الرجل ما تأكله المرأة. ولقد تزوجت بها نسوة، فأكل معي بعضهن بعد محاولة، وبعضهن لم تأكل معي، ولا استطعت أن أراها تأكل، ولا نفعتني حيلة في ذلك)).

Saturday, October 8, 2016

بَيروتْ – بِرلينْ – بَيروتْ




ندعوكم للتعرف على حكاية «أين الجمل والصحراء؟» من رحلة "بَيروتْ – بِرلينْ – بَيروتْ" لــ "كَامل مُرُّوَه" وهي جزء من مشروعنا #أدب_الرحلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أين الجمل والصحراء؟
ورأيت في محطة غراتز فتاة مجندة، يقال لها ولا ريب حسناء في أيام السلم، تحمل "بسطة" عليها أرغفة محشوة باللحم، فتذكرت أنني لم أتناول طعام الفطور، وتقدمت منها طالباً رغيفاً، فأجابت:

- أرجوك البطاقات أولاً.

البطاقات؟ أجل، نحن الآن ضمن ألمانيا حيث يسود نظام التقنين الدقيق كل شيء، فلا ينال السائل شيئاً إلا بالبطاقات، ولا يستطيع أن يشتري ولو ورقة خس إلا بالبطاقات.
ولكن من أين لي البطاقات وأنا لم أدخل ألمانيا إلا منذ ساعات، ولم أحصل بعد على بطاقاتي؟
قلت لها ذلك، فأجابت أن خادم القطار هو مسؤول عن ذلك، وعليّ أن أرجع إليه في أمرها. ويظهر أنها أدركت من لهجتي أنني غريب، فقالت: أأنت إيطالي أم فرنسي؟
قلت: كلا، أنا عربي.

وانطلقت من حنجرتها شهقة، وأرفقتها بعبارة ألمانية، تشبه في لغتنا "بسم الله الرحمن الرحيم" وقالت: أنت عربي؟ أبيض اللون؟ وترتدي هذه الملابس؟ أين العمامة والجبة؟ أين الجمل والصحراء؟
وقبل أن أجيب راحت تنادي رفيقاتها وتصيح: هذا عربي! هذا عربي!
وتجمَّعَت فتيات المحطة حولي، وكلهن مجندات، ينظرن إليّ نظرات الدهشة والاستقصاء، كأنني أعجوبة القرن العشرين، ورحن يلقين عليّ أسئلة أذكر بعضها على سبيل المثال: كم زوجة لك؟ هل أنت أمير؟ ألا تزالون تقبلون أيدي بعضكم بعضاً؟
لا حاجة لأن أصف للقارئ الشعور الذي استولى عليّ في تلك الدقيقة.

وقد تكرر هذا المشهد بعد في أكثر رحلاتي، فنحن العرب مجهولون في أوروبا، تستقي الجماهير صورتنا فيها من روايات السينما الأميركية وخرافات ألف ليلة وليلة. وبين الهزل والجد رحت أحدث الفتيات عن العرب وبلادهم، وأرسم لهن صورة صادقة عنا.
ولا أدري ماذا ترك حديثي من الأثر في نفوسهن، وكل ما أذكره أن عروبتي حلت مشكلة البطاقات، إذ قدمت لي الفتاة البائعة الطعام بلا بطاقات، وذهبت في السخاء إلى أبعد من ذلك، فرفضت أن تتقاضى الثمن.
*من رحلة كامل مروة، بيروت.. برلين.. بيروت


جولة في لندن









تبدأ جولتي من فندق الرتز، مروراً إلى قلب الغرين بارك، التي تقع فيها إحدى محطات مترو أنفاق لندن وتحمل اسمها. افتتحت في 15 ديسمبر 1906. وفي جولتي هذه أطوف حول نافورة البرونز ( لتوأم أبولو، ربّة الصيد والقنص والحيوانات الضارية، ديانا وكلبها، الصيادة العذراء الأبدية... )
ثم مررت على النصب الذي أقيم لتخليد جنود الطيران وقاذفات القنابل الذين قضى منهم 55 ألف في مقارعة طائرات الألمان التي كانت تعبر بحر الشمال لترمي حممها فوق لندن.
ثم أعبر قوس ولنغتون الذي يخلّد دوق ولنغتون آرثر ويليزلي قائد الجيش البريطاني في معركة واترلو الفاصلة في 18 يونيو عام 1815م في قرية واترلو قرب بروكسل ، ولقد كانت هزيمة الجيوش النابليونية من المرارة بحيث أصبحت كناية متداولة عند الإنجليز إذا ما عانى أحدهم حظا سيئا فيقولون (بأنه وافق واترلو).
وفوق القوس هناك نصب برونزي يمثّل عربة الحريّة، وهو أضخم نصب برونزيّ في أوروبا كلّها، كما مررت على نصب حاملي المدافع الرشّاشة، حيث يقف تمثال برونزي جميل وكأنه تذكير بخطوات الموت غير المنظورة التي كانت تجوس بأقدامها مدينة المحاربين لندن.
وبعد ذلك أجدني بمواجهة المدوّنة على فندق اللانزبرو، وهي في الأصل الكتابة التي مكثت على مستشفى القديس جورج، التي افتتحت كمستشفى عام 1733؛ قبل أن تتأسس كلية للطب عام 1834 وأدمجت بالمستشفى عام 1868.
نقّبت عن أصل مفردة ( جورج ) فوجدت أنها تطلق على الحارث، وهذه اللفظة تختصر في العربية أو بعض من لهجاتها إلى (حارِ).

الخريف ينثر ذهبه، يا لها من سجّادة ملوكيّة للطبيعة تبهر الروح، وفي هذه البرهة يبزغ أمامي صفٌ من أشجار الدّلب، وكان لا يزال مزمّلاً ببقيّة من عباءةٍ خضراء. ثم أبلغ في جولتي نافورة الحياة، ومن ثم السبيكر كورنر حيث يضطرب جنباها في كل يوم أحد بخطبٍ ومطالبات مرتجلةٍ، وها أنا من مكاني هذا أرى رجلاً آسيويّاً بلحية كثّةٍ، ما إن وقع بصري عليه حتى تذكرت السائق ياسر، فكأنهما تحدرا من أب واحد أو لحية واحدة.
أعبر ساحة الماربل آرش حيث كان يتم فيها تنفيذ أحكام الإعدام. ومن هذا المكان تتفرّع طرقٌ عدّة وهو أمرٌ حيويّ في لندن، فطريق أكسفورد العريض المعشّق بأشهر أسماء الدور التجاريّة، وشارع الباركلين يقودك إلى أكثر فنادق المدينة شهرةً وهي تقف بأقدامٍ عملاقة على جانبيه.
ثم شارع أجوَر وتستطيع أن تطلق عليه شارع العرب، حيث تغزوه مظاهر الحياة العربية بمحاله ومقاهيه ومطاعمه، إنّ هذه الشوارع الثلاثة أشبه ما تكون بأوردة القلب الغليظة في هذه المدينة.
ومن طرقات وسبل لندن طريق بيز ووتر. أما الآن فأنا أقطع شارع أكسفورد متوجهاً إلى مبنى البورتمان، وقادني إلى كازينو البروتمان الشهير التي يهفو إليها المثليّون في لندن.
ثم أمرّ على مطعم زينه الذي يشتهر بمشاويه من اللحم والدجاج والبرياني، وهو أرقى مطعم باكستاني في لندن، يملكه رجلٌ من مواليد الأسد وطالعه في السعود.
وإذا ما جلت ببصري ستظهر آثار المعماريّ العظيم (ناش) باديةً للعيان والتي يستوطن الكثير منها مجموعةٌ من أثرياء الهنود، أما القوس (ماربل آرش) الذي بناه فلم يكن في الأصل من أجل هذا المكان، ولقد صممه في عام 1826 بعد أن استمدّ فكرته وبعض وحداته الهندسية من قوسي قسطنطين في روما والنصر في باريس، ويتاخمه فندق الكمبرلاند.
وفي براينزستون مررت على كنيسة عيد البشارة التي هجرها المصلّون، وفي زاوية منها انتصب نحت ذهبيّ للمسيح مصلوباً، فشعرتُ وكأن المسيح حمل صليبه وغادرها كذلك، فلقد كان الناس يمرّون من أمامها دون أن يكترثوا للمسيح وصليبه.

الغابة التشيليّة لـ «بابلو نيرودا»








تحت حمم البراكين، إزاء القمم الثلجية العاصفة، بين البحيرات الكبيرة، الغابة التشيلية المتشابكة الساكنة الشذية... تغوص الأقدام في أوراق الشجر الميتة، لقد خشخش غصن هش، هاهي أشجار "الراولي" الضخمة تشمخ بقاماتها المتغضنة، ثمة عصفور يعبر من الدغل البارد، يرفرف، يتوقف في غصون الشجر الظليلة، ثم من مخبئه يصفر مثل مزمار صغير...
يسري عبر أنفي حتى مسارب روحي شذى الغار البري، شذى شجيرة" البولدو" الداكن... سرو المخافر يعترض خطوي... إنه لعالم شاقولي: أمة من العصافير، حشد من الأوراق...
أتعثر بحجر، اخدش الوقبة المكشوفة، عنكبوت هائل ذو شعر أحمر يرمقني بعينين ثابتتين، بلا حراك، كبير في حجم سرطان... عقرب مذّهب ينفث نحوي سمه المنبثق، بينما يختفي قوسه القزحي المشع مثل برق خاطف...
حين أمر أجتاز غابة من شجر السرخس أكثر علواً من قامتي: تدع أن يساقط عليّ، فوق وجهي المشرئب، ستون دمعة تنهمر من عيونها الباردة الخضراء، ومن خلفي تظل مراوحها ترتعد لمدة طويلة...
ثمة جذع متآكلة: ياله من كنز... نبات الفطر الأسود و الأزرق قد منحها آذاناً، نباتات طفيلية حمراء قد أفعمتها بالجواهر والحلي، نباتات كسلى أخرى أعارتها لحاها و ينفجر، سريعاً، أفعوان يطلع من أحشائها المتآكلة، كما انبثاق الفجر، كما لو أن الروح هربت من جذعها الميتة...
و هناك بعيداً، كل شجرة انتحت مكاناً قصياً مبتعدة عن نظيراتها... تميس فوق بساط الدغل الكتوم، و كل ورقة سواء أكانت هيفاء أو مكتنزة أو ورفاء أو ملساء لها نمط مختلف و شكل آخر كما لو ان مقصاً ذا حركة متبدلة قد قصها ففصّلها بعضها ليس كبعض...
ثمة غدير، الماء الشفاف من تحت ينزلق فوق الحجر الأعبل و اليشب... تطير فراشة نقية كنقاوة الليمون، تتراقص بين الماء و النور... تحيّيني عن قرب الرياحين وهي تنحني لي برؤوسها الصغيرة الصفراء...
و هناك في الأعالي، مثل قطرات فصدت من الشرايين، تماوج زهور" الكوبيهوية" الحمراء... الأحمر منها هو زهر الدم، و الأبيض منها هو زهر الثلج.

Wednesday, October 5, 2016

الْمطَرْبش أَنوَر عليفتشا







ندعوكم للتعرف على حكاية «الْمطَرْبش أَنوَر عليفتشا» من رحلة "بَيروتْ – بِرلينْ – بَيروتْ" لــ "كَامل مُرُّوَه" وهي جزء من مشروعنا #أدب_الرحلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورأيت "مطربشا" يسير مع امرأة محجبة إلى يمينه، ومع فتاة حسناء سافرة إلى يساره، فاستوقفته وقلت له بالفرنسية: هل لك أن تدلني على مطعم؟
ولم يفهم الرجل الفرنسية، فكررت السؤال بالألمانية، ثم بالتركية، ففهم طبعاً، لأنّ كل "بشناقي" يتكلم التركية إلى جانب الكرواتية والصربية، وعلى الأثر سألني الرجل عن هويتي، فما كدت أقول له إنني عربي، حتى طوقني وراح يقبلني، ثم قَدَّمني إلى والدته وزوجه، قائلاً لهما:
- هذا أخ عربي من البلاد المقدسة.
وأراد الرجل أن يدعوني إلى بيته، فاعتذرت لضيق الوقت، فأصرّ على مرافقتي على الأقل في المدة الباقية، وعلى الأثر أرسل والدته إلى البيت في سيارة، ورافقني هو وزوجه في التجوال. وكنا كلما خطونا بضع خطوات التقينا بأحد معارفه، فيقدمني إليه قائلاً:
- هذا أخ عربي من الديار المقدسة.
وينضم الصديق إلينا، حتى أصبحنا نسير في شبه مظاهرة. وكان كل منهم يلقي عليّ سؤالاً عن العرب وعن بلادهم، ويتلهفون لسماع الأنباء عنا. وقد أدهشني سعة إطلاعهم على شؤون بلادنا، بينما نجهل وجودهم.
وانتهى بنا المطاف إلى مطعم فخم، وكان عددنا يتجاوز العشرين بين شباب وفتيات، وانتشرنا على مائدة طويلة. وقد أدهشني أن يكون الطعام طليقاً من كل قيد في كرواتيا، وأن يتمتع الإنسان بما شاء من المآكل، بينما يعيش الألمان على بعد عشرين كيلومتراً فقط من زغرب في ضائقة وكرب.
"عربي وأبيض؟"… لو سألت أن أحصي كم مرة أُلقي عليّ هذا السؤال أثناء غربتي في أوروبا، وفي البلقان بصورة خاصة، لما استطعت. فكل بلقاني تعرفت إليه كان يبادرني بهذا السؤال.
لقد سبق لي أن تعرضت لهذا الموضوع، وأعود الآن إليه بمناسبة وصولي إلى زغرب والعودة إلى إلقاء ذلك السؤال.
وفي أثناء الدعوة نهض الداعي –واسمه أنور عليفتش– وأعرب عن سروره وسرور إخوانه بهذه الصدفة التي جمعتهم بعربي، ثم غمزني بعينه وقال "بعربي… أبيض". وعلى الأثر نهضت وألقيت كلمة شكرت فيها حفاوة الإخوان، ثم تبسّطت في الحديث عن العرب، فكانت دهشة السامعين عظيمة عندما سمعوني أقول إنّ العرب بيض وليسوا سوداً، وإنّ مدينتنا –حتى في وضعها الراهن– تبز المدنية الأوروبية في عدة نواح.
ولعل السبب الرئيسي في جهل أوروبا الوسطى والبلقان للعرب هو إحجام العرب عن زيارتها.
فبينما يتردد العرب من مختلف ديارهم إلى إنكلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يندر أن يزور أحدهم البلقان، لذلك يجهل البلقانيون عنّا كل شيء إلا ما تنقله إليهم الأفلام الأميركية من صور مُشَوَّهة عن العرب والحياة العربية.
وإنني أنصح الذين يزورون أوروبا للاستجمام واللهو أن يزوروا أثينا وصوفيا وبوخارست وبلغراد وبودابست بدلاً من باريس ولندن، فيجدوا في العواصم البلقانية من أسباب التسلية والترفيه عن النفس ما لا يجدون في أي مكان آخر.
ولا ننسى أن البلقان يشبه بلادنا شبهاً غريباً، فهو مزيج من الغرب والشرق، وإن كان جوهره شرقياً أكثر مما هو غربي. ولا ننسى أيضاً أن البلقان ظل أربعمائة سنة خاضعاً للحكم التركي، وكان خالياً قبل ذلك من أي طابع ثقافي، فترك فيه الترك طابعهم، وهو طابع مستوحى بصورة إجمالية من الثقافة العربية.
والواقع أن كل أثر شرقي ظل في البلقان هو عربي الأصل. ويسهل على العربي طبعاً ملاحظة هذا الأثر، ولكن البلقاني بات يعتقد مع مرور الزمن أنه أثر تركي.
ومع أن البلقان مجاور لأوروبا الوسطى وبصورة خاصة لإيطاليا وألمانيا، ومع أن ألمانيا هي أكبر دولة صناعية في العالم وأغناها بالإنتاج الصناعي، فإن الرقي الآلي في البلقان لا يبزّنا في شيء.
بيد أن الخطوة الاجتماعية التي خطاها البلقان واسعة جداً. والخلاصة فإن البلقان هو تتمة طبيعة الشرق في اتجاه الغرب، والغرب في اتجاه الشرق، وفيه يجد الشرقي –كالغربي– ما يرضيه ويطيب له.
في الساعة السابعة والنصف غادرنا المطعم قاصدين إلى المحطة في شبه مظاهرة. وكان يرافقني زهاء ثلاثين شخصاً على الأقل، وأنا الذي دخل زغرب لساعتين خلتا وحيداً فريداً.

Tuesday, October 4, 2016

البحث عن الزمن الضائع









أمّا كتاب «البحث عن الزمن الضائع» لــ «مارسيل بروست»، فلقد اقتنيته منذ زمن بعيد، ولكنّه هو الآخر ظل عصيّاً على القراءة، إلى أنْ أهداني صاحبي كتاب «البحث عن الزمن الضائع» مصوّراً، والذي أقدم على ترجمته ونقل هذه المغامرة الجريئة إلى اللغة الإنجليزية «آرثور جولد همر» ووضع رسومه الفنان «ايفين هيوت».
وما أن شرعت بقراءته حتى بدأت «كومبريه» تنفض عن جسدها أثيريته فتخرج جميع أزهار حديقة «بروست» وأزهار السيّد (سوان) ونيلوفر ساقية فيفون الأبيض وسكّان القرية الطيّبون ومنازلهم الصغيرة والكنيسة، وبدأت أتشرّبها كما تشرّبت كعكة (المدلين) الشبيهة بالصدفة شاي بروست وهو يغمسها فيه لتتداعى حياته أمام ناظريه ويستدعيها بقدراته اللغوية والتصويرية الباذخة.
لقد تفتّحت أمامي آفاق بروست، وأصبحت وأنّا أتقدّم في قراءته وأعيدُ ترسيم حدود عوالمه الباريسية وأخلق مجموعة من الصلات بيني وبينها كالقارئ والشبيه الذي ذكره «بودلير» في مقدمة كتابه أزهار الشر، وهنا أذكر مقولته بتصرف (أيها القارئ، يا شبيهي، يا أخي).
فمن بوسعه أنْ يمرّ على مقولة حصيفة وعميقة كهذه ولا ينحني لبروست : (مثل عصفورة يؤرجحها النسيم على خيط نور).

أو قوله: (ولقد أيقنت بعداء الستائر البنفسجية ولا مبالاة ساعة الحائط الوقحة التي كانت تثرثر بصوتٍ عالٍ كما لو لم أكن هناك.)
ثم شرعت في الوقت ذاته بقراءة النصّ العربي الذي ترجمه ياس بديوي وصدر بستة مجلدات عن دار شرقيات، وكان بديوي قد شرع بترجمته منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأصدر منه ثلاثة مجلدات (الثاني والثالث والرابع)، وتوفي قبل أن يتمها. لم ينغّص عليّ متعتي سوى تعسّر مترجمها الذي بذل بلا ريب جهدا عظيما.
ولكن الرواية كُتبت بفرنسية صافية، تتفلّت من أصابع المترجمين كلما حاولوا القبض على حياة النص الداخلية.
إنّه بلا ريب أمر يشقّ على من يريد التصدّي لمثل هذا العمل، والمشقة لا تقتصر على ترجماته العربية فحسب، بل وكذلك ترجماته إلى اللغات الأخرى.
ففي الكتاب الخامس مثلاً، كيف بمقدور المترجم أنْ يتصدى لترجمة جملة واحدة إذا أفردناها على هيئة شريط مستقيم فسيبلغ طولها أربعة امتار؟.
دفعتني هذه الأمور إلى أنْ أجعل لنفسي من عالم «بروست» نصيباً مختلفاً، فقررت بذل ما بوسعي لأتعلم فرنسية بروست في بحثه عن زمنه الضائع ليتسنى لي الاقتراب من مختبره عند تشكّل أولى لحظات خلقه، ولأكون قريبا من طقوس صنعته الخلّابة.
وهو ما سبق لي فعله من قبل مع نصوص حافظ الشيرازي، وجلال الدين الرومي، فلقد أردت مشاركتهم ذات المختبر الذي يُنضّج اللغة والأفكار مما اضطرني إلى تعلّم اللغة الفارسية، وصرت أقرؤهما بلغتهما الأم، وكأنني شريك لهما في برهة الخلق.
عالم «بروست» من العوالم التي لا يخرج المرء منها كما دخلها أول مرة، إنّه عالم ينهض بك أول الأمر قبل أن يعبر إليك بسلاسة ورشاقة.
ولقد انتخبت زمن «بروست» ليختلط بزمني في #مشروع_101_كتاب الأكثر تأثيراً في تاريخ الإنسانية، والذي انتهيت من تلخيض قرابة المئة كتاب منه وأطلقته قبل عام.

Sunday, October 2, 2016

ألف ليلة وليلة





ندعوكم للاستمتاع بــ «رحلات السندباد» من كتاب « #ألف_ليلة_وليلة » ، ضمن مشروعنا #كتب_مسموعة كما يمكنكم مطالعة الكتاب كاملاً من خلال موقعنا على شبكة الإنترنت.

Saturday, October 1, 2016

الجزئيات الثنائية والثلاثية - Double and Triple Bonds







ندعوكم لمشاهدة هذا "الفيديو العلمي" الذي يقدم معلومات عن الجزيئات الثنائية والثلاثية وعلم الكيمياء، وذلك ضمن المشاهدات المختارة من الشبكة العنكبوتية، التي ينتقيها الشاعر والمفكر الإماراتي / #محمد_أحمد_السويدي لأصدقاء الصفحة الكرام.
#مختارات_من_الشبكة
*المصدر: YOUTUBE

1001 Nights- ألف ليلة وليلة





الكتاب الذي طاف الدنيا بأرجائها، وتمثل فيه سحر الشرق، وترجم إلى معظم لغات العالم.
طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا سنة (1825) بعناية المستشرق (هايخت) فأنجز منه ثمانية أجزاء، مع ترجمته إلى الألمانية، وتوفي قبل إتمام الكتاب، فأنجز الباقي تلميذه (فليشر) المتوفى سنة (1888م).
ثم طبع مرات لا تحصى أهمها: طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1960م.
تقول الحكاية الأم التي تبسط ظلالها على حكايا الكتاب: (أنّ الملك شهريار لم يكتف بعدما اكتشف خيانة زوجته بقتلها هي وجواريه وعبيده، بل صار كل يوم يأخذ بنتاً بكراً فيزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها، فضج الناس وهربت بناتهم...
فسألت شهرزاد أباها الوزير أن يقدمها لشهريار قائلةً: (فإمّا أنْ أعيش، وإما ان أكون فداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن) ، وكان الوزير يطلع كل صباح بالكفن تحت إبطه، بينما ابنته شهرزاد تؤجل ميعاد موتها بالحكاية تلو الحكاية، حتى أنجبت للملك ثلاثة أولاد في ألف ليلة قضتها في قصره، وجعلته بحلاوة حديثها وطرافة حكاياها خلقاً آخر).
ولا شك في أننا غير قادرين على تلخيص أثر هذا الكتاب منذ شاع ذكره في أوربا، وليس في وسعنا هنا إلا تقديم نموذج منها بكتاب (غوته وألف ليلة وليلة) للألمانية كاترينا مومسن، ترجمة د. أحمد الحمو (دمشق: 1980) حيث عاش غوته منذ نعومة أظفاره مع هذا الكتاب، وكان يحفظ حكاياته إلى درجة أنه كان يلعب دور شهرزاد عندما تتاح له الفرصة، وكان في صباه وفي شيخوخته يستخدم رموز الحكايات وصورها في رسائله، وكان بالنسبة له (كتاب عمره).
كل ذلك والترجمة الألمانية لم تكن قد أنجزت بعد، وإنما كان يرجع إلى الترجمة الفرنسية المجتزئة التي قام بها المستشرق الفرنسي (أنطوان غالان) خلال الفترة (1704 - 1717م) وذلك قبل أن تظهر الترجمة الألمانية عام (1825م)، مما جعل غوته يمضي آخر سني حياته مع هذه الترجمة، وكانت وفاته سنة (1832م).
ــــــــــــــــــــــــــــ
*يمكنكم الاستمتاع بقراءة كتاب ألف ليلة وليلة من خلال موقعنا موقع الوراق.
http://www.alwaraq.net/Core/waraq/coverpage?bookid=26

Thursday, September 29, 2016

إحْدَى الراحَتَيْن






ندعوكم للإستمتاع بمقطوعة «إحْدَى الراحَتَيْن» ، لــ «صَفِي الدِين الحِلِّي»، من مشروعنا كتاب (#لخولة365_أنشودة_حب) بصوت الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي.
والتطبيق متوفر على iTunes
http://khawla.electronicvillage.ae

Wednesday, September 28, 2016

لا تثق في طاهٍ إيطاليٍ نحيلٍ





تقوم القرية الإلكترونية حالياً على ترجمة كتاب:
"Never Trust a Skinny Italian Chef" ، «لا تثق في طاهٍ إيطاليٍ نحيلٍ»
لــ "Massimo Bottura" لــ «ماسيمو بوتورا»،
من ترجمة: نجلاء عثمان التوم، وسوف نقوم بنشر أجزاء منها على الصفحة نرجو أن تنال إعجابكم.
«لا تثق في طاهٍ إيطاليٍ نحيل»
فصل "تورتلليني تسير على المرق"
في هذه النواحي، التورتلليني دِينٌ وعقيدةٌ. أيُّ شخص من أهل مودينا، لا يؤمن بالله، يعتقد في التورتلليني. يتعلم كل طباخ، باكراً جداً، أنه بغضِّ النظر عن المجهود المبذول، أو درجة جودة التورتلليني التي صنعها، سيقول الشخص الموديني الذي يستمتع بالأكل " التورتلليني التي تصنعها ممتازة، لكن لا شيء يمكنه مضاهاة تورتلليني أمي".
لا يمكنني تحمل هذا النوع من الجدال. لا يمكن أن تكون التورتلليني الأفضل هي من صنع والدتك، أو جدتك، بإستمرار. إذا نظرتَ إلى العالم بطريقة نوستالجية، فإنَّ تورتلليني جدتك ستكون هي الأفضل. لكن، إذا كانت نظرتك إلى العالم نقدية، فإنَّ التورتلليني التي تتناولها الآن قد تكون أفضل.
لقد بدأت القصة كلها من المَرَق. فخلال القرن السادس عشر صار المَرَق موضة معتمدة في مطابخ نبلاء شمال ايطاليا. كانت وصفة الكونسوميه (الاسم الفرنسي للمَرَق)، التي اقتسم بابوات الفاتيكان و حاملو لقب الدوق متعة تناولها، قد تسربت إلى ايطاليا من فرنسا. وكان المَرَق يُصنع بغلي اللحم المحتوي على عظام ببطء: لحم الديك، السُمَّان، البط، الثور، ولحم البقر. يستحلب المرق كلَّ النكهة والغذاء من اللحم، لكن لم يجرؤ أحد على رمي اللحم الصالح للأكل. عوضاً عن ذلك، يقوم العاملون بالمطبخ بتحضير حشوة فورية قوامها فتات اللحم المغلي، النثار الناتج عن قطع جُبن البارميزان، مِزع لحم الخنزير المملح أو المارتديلا، مع الملح، والفلفل، وجوز الطيب كبهارات. توضع الحشوة على مربع صغير من عجينة المعكرونة وتطوى بحركة واحدة سريعة حول الإصبع على شكل محرمة، والآن ها هي: التورتلليني.
لا تُصنع التورتلليني اليوم بالطريقة نفسها المذكورة آنفاً. صحيح أنَّ طريقة عمل العجينة ظلت كما كانت عليها بلا أي أثر من تغيير، لكن مكونات الحشو في تغير مستمر: إنه موضوع مثير للجدال يكون فيه امتلاك الوصفات العائلية السرية محط رغبة الجميع. ولا يحتاج الأمر لعين خبيرة لملاحظة الاختلافات البسيطة بين تورتلليني بولونيا، وتلك المصنوعة في ريجيو إيمليا، التي تبعد حوالي 40 ميلاً (64 كيلومتراً). في بولونيا تسيطر المارتديلا على الحشو. في المقابل، يزداد لحم الخنزير في الحشو المصنوع في ريجيو ايمليا، بينما يضع أهل مودينا الكثير من لحم الخنزير المملَّح و الكثير من جُبن البرميزان. التورتلليني في تلال كاستيرفيترو أكثر نعومةً وصغيرة بشكل مستحيل وتُعرف بإسم "شبيه الخنصر" لأنَّ العجينة ُتلف حول الخنصر. أما في الوادي، فهي أكبر حجماً، وبعجينة سميكة، مع حشوة لاذعة بعض الشيء. لعل ذلك هو السبب وراء إصراري على عمل التورتلليني في نسختيها هاتين: ليس فقط لنبقِ على أصابعنا مصطفة، بل وأيضاً لنبقِ على جذوة الجدال مشتعلة.
لكنْ، لم أستطيع مقاومة إغراء إثارة الغيظ. بالنسبة لأهل مودينا ليس ثمة سلطانية تورتلليني مملؤة بشكلٍ كافٍ. في عام 1998، خطرت لي فكرة ممتعة على نحو شرير؛ أن أقوم بتقديم ست قطع معكرونة تورتلليني تتهادى سائرةً على طبقة رقيقة من مرق لحم الديك معززة بمادة الجلاتين البحري الموجودة في الأجار أجار Agar Agar .
هل ستُلتهم قطع التورتلليني النادرة هذه بالحماس الديني نفسه الذي تُلتهم به السلطانية الممتلئة؟ والأهم من ذلك، هل ستتمكن هذه اللفتة من تجديد هواء الجدال القديم، وتعزز قناعتنا أنَّ التقاليد يجب أن ُتساءل، تُتبنى، وتُغير حتى يمكن لها الاستمرار؟ لطالما تساءلتُ لماذا مشى عيسى على الماء. هل كان يريد استفزاز منتقديه أم طمأنة أتباعه؟

Monday, September 26, 2016

خالد_الشيخ - 2





أغنية «إنتو نِسيتُونا»، من قائمة الأعمال المشتركة بين الشاعر الإماراتي #مُحمّد_أحْمَد_السُّوَيدي ، والفنّان #خالد_الشيخ ، نَرْجُو أنْ تحوز إعجابكم.
*كلمات: محمد السويدي
غناء: خالد الشيخ
Courtesy : Youtube

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_video_indetail.php?articleid=168 

قعدة قات !



ندعوكم للتعرف على رحلة «عين وجناح» الحائزة على جائزة ابن بطّوطة في الرحلات المعاصرة لـ «محمد الحارثي»، المشاهد التي سيخوضُ غمارها قارئ هذه الرحلة ما هي إلاّ مُحصِّلة لتجربةٍ ومغامرةِ حياةٍ أعطاها، كما أعطته، أفضل ما لديها في عَقده الثلاثين، يسُوح في الأرض الشاسعة أحجاراً ومُحيطات.. مأخوذاً، في الغالب، برنين النقيضين: الذهب..والرَّماد.. نعيد نشر اجزاء منها ضمن مشروعنا #أدب_الرحلة.
ــــــــــــــــــ
«قعدة قات !»
أفقنا من النوم متأخرين وشربنا القهوة في «الفورتي سيكند ستريت» الذي يعد من أكثر شوارع «نيويورك» حيويّة وحياة بصخب مقاهيه وحاناته ودور العرض السينمائية والمسرحية فضلاً عن تمركز أرقى محلات الأزياء والعطور على جانبيه، بعدها انتعلنا المترو النيويوركي القبيح (ولا مقارنة، هنا، بأبهة محطات مترو موسكو) إلى حيّ «البرونكس» الذي يتكدس فيه المهاجرون من أصقاع الأرض: أفارقة، هنود، عرب، صينيون، لاتينو-أميركيون...
كنا نتلذذ بالسير في ذلك الكرنفال العجيب من الأجناس (ثقافات، سحن، وروائح بضائع من مومبي ودمشق وكاراكاس وكنشاسا) عندما لفتت انتباهي لافتةٌ لافتة: «مطعم اليمن السعيد» الذي وجدتني أجرُّ صديقي إليه لتناول الغداء، مأخوذاً برائحة العصيد اليمني الشهير.
لم يكن الغداء اليمني الذي تشهيت عصيداً يمنياً تقليدياً، وإنما ندوة دسمة في العروبة وأشباهها تدور رحاها بين الطاولتين المجاورتين لنا، اضطررنا باستمتاع لا يُنكر إلى متابعتها والإنصات لحفيف سهامها التي يتقاذفها مهاجرون يمنيون ومصريون فحواها: تلك المغامرة التي لا جدوى منها سوى "إراقة دماء أبناء مصر الأحرار عشان شوية قبايل بيتناحروا في اليمن"، وعن حق العروبة الذي دافع عنه عبد الناصر "بشجاعة رجل صنعاني لا يخشى في الحق لومة لائم".
ظل النقاش البائس يتناوب بين السادات وعبد الناصر والملك فيصل والإمام والنكسة، إلى أن استل الصنعاني ذؤاباته إلى ساحة أخرى، مؤكداً لمحاوره المصري أنّ عالِم الجيولوجيا فاروق الباز هو من حدد موقع الوادي الذي هبطت فيه مركبة "أبولو-11" عام 1969 على سطح القمر، وأن ذلك ما كان ليتم لولا عبد الناصر، مغيظاً بمعلوماته الدقيقة عن عصر الفضاء مُباريه، مستمتعاً وهو يرتشف الشاي بِدويّ الحَجَر العلميّ الذي ألقاه في وجه خصمه.
لكن المبارزة، في آخر الأمر، لم تكن متكافئة لسببٍ بسيط هو تلك الروح التهكمية العالية لدى المصري الذي ألمح إلى فاروق الباز نفسه، قائلا: "آه، آه.. لو كان عَندُكُو واحد زيُّهْ فـ صَنعا كنتو حَتِقلبوا المريخ «قعْدِة قات»!".
*رابط الرحلة على موقع المسالك: https://goo.gl/8pqVCQ

Saturday, September 24, 2016

سهيل وشقيقتاه


قسم العرب المجّرة إلى شمال وجنوب، وأطلقوا على نجوم الجزء الشمالي إسم الشّاميّة، وعلى نجوم الجزء الجنوبي اليمانيّة، وزعموا أن سهيلا والشعريين كانت مجتمعة، فانحدر سهيل وجاز خط المجرّة جنوبا فصار يمانيّا وتبعته الشعرى اليمانيّة ولقّبت بالعبور وأمّا الشعرى الشاميّة فأقامت وبكت لفقد سهيل حتّى غمصت (أي ضعف بصرها) فلقّبت بالغميصاء.
والشعرى اليمانيّة هي أسطع نجوم السماء بعد الشمس والقمر، وهي النجم الوحيد الذي ذكر صريحا في القرآن في الآية الكريمة : "وإنّه هو ربّ الشعرى"
ورب النيّرين، أي ربّ الشعرى اليمانيّة والشمس والقمر.
والشعرى اليمانيّة من النجوم الثنائية (أي نجمان يدوران على بعضهما البعض)، وهي في كوكبة الكلب الأكبر. و الشعرى الشّاميّة سابع أسطع نجوم السماء، من النجوم الثنائية كذلك وهي في كوكبة الكلب الأصغر.
وأما سهيل فعملاق أبيض،وهو ثاني أسطع نجوم السماء بعد الشعرى اليمانيّة مقيم في الجنوب من الأفق، إذا طلع في أواخر الصيف، عنى ظهوره بداية التغيّر الفصليّ وانتهاء ريح السموم، وطلوعه في الجزيرة العربيّة بهيّ. يقول الساجع: طلع سهيل، وبرد الليل، وللفصيل الويل. والفصيل ولد النّاقة، وسمّي كذلك لفصله عن أمّه.
فلا يزال للفصيل في أمه حظ حتى يطلع سهيل. فإذا طلع أخذ أحدهم بأُذن الفصيل ثم استقبل به مطلع سهيل يريه إياه يحلف أنه لا يرضع بعد يومه قطرةً، ويفصله من أمه. وأهل البادية يعظّمون الفِصال عند طلوع سهيل.وقالوا النظر إلى سهيل يشفي من البرسام وهو بالسريانيّة مرض بالصدر، ولذلك قال مالك بن الريب لمّا شعر بدنوّ أجله في قصيدة رثى بها نفسه :
أقول لأصحابي ارفعوني فإنني يَقَر بعيني أن سهيل بدا ليا
وللأعمى التطيلي قصيدة جاء فيها:
وطالَ ثواءُ الفرقدين بِغِبْطَةٍ أما علما أَن سوفَ يَفْترِقان
وزايلَ بين الشعريين مُصَرِّفٌ من الدهر لا وانٍ ولا مُتَوان
فإن تذهبِ الشّعْرى العبورُ لشانها فإن الغُميصا في بَقِيّةِ شان
وجُن سهيلٌ بالثريَّا جنونَهُ ولكنْ سلاهُ كيفَ يلتقيان
وذلك لأن الثريّا شاميّة، وهي في كوكبة الثور.
ومن أساطير العرب: أن سهيلاً طلع بأرضِ العراق وقابل الزهرة، فضحكت إليه وقالت: ألسْتَ الذي يقال فيك إنك كنت عشّاراً (أي محصّل ضرائب) فمسخك الله شهاباً، عقوبة لك؟ فأجابها وقال: ليس كل ما يقوله النّاس حقاً، فقد قالوا فيك: إنك كنتِ امرأة فاجرة فمسخك الله كوكباً مضيئاً.
ويُسمى سهيل كذلك كوكبُ الخرقاء. لقول الشاعر:
إذا كوكبُ الخرقاء لاحَ بسحرِة سهيل أذاعتْ غزلها في القرائب
يريد أنَّ المرأة الخرقاء ( التي لا تحسن عملا إمّا من ترفّه أو عدم قابليّة) لا تشتغل بالغزل في الصيف بل تتمادى على التسويف والتفريط، حتى إذا طلع سهيل وذلك حين يقبل البرد قامت إلى قرائبها ليعنها، وجعلت تفرق بينهن غزلها. وبسبب هذه الملابسة سمي سهيل كوكب الخرقاء.
وفي مجرى سهيل نجمان يقال لهما: حضار والوزن وهما في كوكبة الحمامة يطلعان قبل سهيل. ومن كلامهم حضار والوزن مُحلِفان. وذلك أنه إذا طلع أحدهما فرآه الرائي قال لصاحبه: طلع سهيل فيقول صاحبه: ليس بسهيل فيتماريان حتى يحلفا، فلا بد من حنثِ أحدهما، وإذا كان الشيء يعرض فيه الشك كثيراً قيل: إنه لمحلف ومحنث.
قال أبو الطيّب المتنبي يشبّه نفسه بسهيل مخاطبا محمد بن إسحاق التنوخي:
وَإِنَّ مِنَ العَجائِبِ أَن تَراني فَتَعدِلَ بي أَقَلَّ مِنَ الهَباءِ
وَتُنكِرَ مَوتَهُم وَأَنا سُهَيلٌ طَلَعتُ بِمَوتِ أَولادِ الزِناءِ
أي إذا طلع سهيل وقع الوباء في البهائم، فجعل نفسه سُهيلا، وجعل أعداءه بهائم يموتون حسداً له، وجعلهم أولاد زنا كالبهائم لا أصل لهم.
رحم الله أبا محسّد لو أنّه علم ما نعلمه اليوم، واستقلّ ناقته الريح وسار بسرعة الضوء (أي 300 ألف كيلو في الثانية) لبلغ وسفينته الشعرى اليمانية بعد ثمان سنوات من السفر ولأشرف على الشعرى الشاميّة بعد ذلك بثلاث سنوات أخرى ولاحتاج إلى ثلاثمائة سنة ليبلغ سهيلا وازداد عليها تسعا.


http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=159 

هل سمعتم عن مدينة «بَـلَـيِّش»؟

 


 
ندعوكم للتعرف معنا على مدينة «بَـلَـيِّش» - "VELEZ" من مشروعنا #مدن_أندلسية، في تجربة بصرية سمعية عن المدن التي زارها (لسان الدين بن الخطيب)، في رحلته المسماة (خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف). بصوت الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي.
والتطبيق متوفر على ITunes
http://andalus.electronicvillage.org

Friday, September 23, 2016

إخلاص للشاعر الروماني


ندعوكم للاستمتاع بقصيدة «إخلاص» للشاعر الروماني القديم «أوفيد»، ولد في سلمونا (في إيطاليا الآن) عام 43 قبل الميلاد، والقصيدة من #ترجمة الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي ، نرجو أن تحوز إعجابكم.
«إخلاص» لـ «أوفيد»*
أنا لا أسأل الإخلاص من امرأة حسناء
حسبي من الحقيقة اتقاء الألم
أنا لا أُلزمك التحّلي بالعفاف
بل أناشدك التكتم بالأمر
إنّ إدّعاء إمرأة الطهر لهو الطهر نفسه
يا للجنون
أن تعترف نهاراً بآثامك ليلا
وأنْ تُدلي علناً
بما إقترفت سراً
المُومس التي توشك أن تضاجع
رجلاً من قارعة الطريق
تحكم رتق الباب
فهل ينبغي لمثلك الجهر بمعصيته
لتقيمي على نفسك الدليل
الزمي الحكمة
وتعلمي محاكاة الفتاة العفيفة
ودعيني أصدّق أنك خيّرة
ولو لم تكوني كذلك
دعي الطيش للفراش
نحّي هناك الفستان جانبا
ولِيَلُفّ الفخذُ الفخذَ
لتهب الشفة القرمزيّة قبلها
وليعبّد الهوى ألف طريق للرغبة
لتنهمر الكلماتُ الآسرةُ والآهات
إلى أنْ تسري في السرير رعشةَ لعوب
اخْدَعِيني
واخدعي جميعَ مَنْ حولك
دَعيني في جَهل مِن أمري
أمضي في الحياة كالساذج السعيد
ما جدوى علمي برسائلك ذاهبة وآتية
ما جدوى مشاهدة أثريكما في السرير
أو فوضى الشَعْرِ وتلك فوضى لا يطيقها النوم
بل ما جدوى تلمّس الكدمات في جيدك
وإذا دفعتك الخيلاء
بالفجور على مرأى مني ومسمع
فارحميني وارحمي سُمعتك
أجنّ وأموت عندما تَجْهرِين بِالخَطِيئة
أنضح عرقاً من الرأس إلى القدم
حِينَها أُحبك وأقلاك
وبِلا جدوى
أتمنى زوالي وزوالك
أمَا وقَدْ جَنَحْتِ للكِتمان
فلنْ أتحرّى ولنْ أراقب
سأسدي الشكر للمكر والخديعة
وحتّى لو وقعتِ على الحقيقة
ورأيت فعلكَ الفاحشة بِأُمِ عَيْنِي
ستُنْكِر العين ما رأتْ عيانا
ستنالين نصراً سهلاً
من امرئ ينشدُ الخسارة
ولكن تذّكري شيئاً واحداً فقط
قولي لمْ أفعل
ولأنك ستحرزين قصب النّصر بجملةٍ قصيرةٍ كهذه
أحرزيه على عَاتق القاضي
إنْ لمْ تكن القضيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*#أوفيد هو: «ببليوس أوفيديوس ناسو»، "Publius Ovidius Naso" ، شاعر روماني كان مشهوراً في عهده، وكانت له شعبية كبيرة، وقد كان الإمبراطور أوغسطس يقدم له الاحترام البالغ، إلى أن أبعد من روما القديمة بسبب ظروف مجهولة في عام 8 ميلادية. ومن أشهر أعماله "التحولات" و"أموريس". من كلماته «الحب ضَربٌ من الحرب»، «لا يمتزج الكرامة والحب جيدا، ولا يستمران سويا إلا لفترة قصيرة».
Mohammed Alsowaidi
 

Thursday, September 22, 2016

جورج دي بوفون، عُمْرُ الأرضْ

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_video_indetail.php?articleid=166 


 
 
ندعوكم للتعرف على: «عُمْرُ الأرضْ» مع «جورج دي بوفون» "Georges-Louis Leclerc, Comte de Buffon"، من مشروعنا #المتحف_العلمي، يقوم على رعايته واختيار مادته المفكر والشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي، وهو مشروع تعليمي يهدف إلى نشر المعرفة باستخدام الوسائل الحديثة.
والتطبيق موجود على iTunes
http://science.electronicvillage.org

Monday, September 19, 2016

أَعَاتِكَة




 
ندعوكم للإستمتاع بمقطوعة «أَعَاتِكَة» ، لــ «أَبي دَهْبل الجُمَحِيّ»، من مشروعنا كتاب (#لخولة365_أنشودة_حب) بصوت الشاعر #محمد_أحمد_السويدي.
والتطبيق متوفر على iTunes
http://khawla.electronicvillage.ae