Sunday, March 24, 2019

ليوناردو دافنشي: رحلات العقل - راقب الناس بانتباه





ليوناردو دافنشي: رحلات العقل

راقب الناس بانتباه في الشارع وفي الميدان، وفي الحقل. دوّن ملاحظاتك بإشارة موجزة إلى الأشكال، مثلاً ارمز إلى الرأس بالحرف اللاتيني O))، وللذراع بخط مستقيم أو مائل، وكذلك افعل بالنسبة للرجلين والجسم. وعندما تعود إلى المنزل اعمل على هذه الملاحظات إلى أن تحولها لرسم مكتمل.  

في بعض الأحيان يتطلب التدوين مُكْنَة الشعر المكثفة:
Onde del mare di Piombino
Tutta d'acqua sciumosa
Dell' acqua che risalta del sito
Dove chadano li gran pesi perchussori della acque
[أمواج البحر على بيومبينو،
 والماء زبدٌ
- كلُّ- الماء الذي يهدر 
من حيث تسقط كل أثقال
 المياه الشديدة الصادمة.] 
أو هذا التعليق الذي يشبه الهايكو ولكنه يكاد يكون مطموساً 
La luna densa
  Ogni densa e grave
Come sta la lu
Na
[القمر كثيف، وأي شيء كثيف ثقيل: فما طبيعة القمر؟] 

وتحتوي بعض الكراسات على بعض نوع أو آخر من الأطروحات ، أو على الأقل جمعٌ متأنٍّ للمعلومات حول موضوعٍ معين- مخطوطة باريس الجزء الثالث حول الضوء والظل، ومخطوطة ليشيستر حول الجيوفيزياء، ومخطوطة تورينو الصغرى حول رحلات الطيور الجوية،...، الخ. ولكن حتى هذه المخطوطات تحتوي على الكثير من المواد خارج الموضوع. والسمة الرئيسية لمخطوطات ليوناردو هي تعدديتها، وكثرة أنواعها: والاهتمامات المتباينة والمتدافعة في شيء من الاكتظاظ في الغالب الأعمّ. 
يستعصى في بعض الأحيان تأريخ الصفحات صعبةً؛ بسبب عادة ليوناردو الذهنية الدائمة، التحليق في دائرة مثل طائر جارح حول اهتماماته العديدة، يكرُّ راجعاً على بعض الأفكار والملاحظات ليعدّلها مرة أخرى بعد سنوات. إنّه على وعي بهذه الصعوبة، ويعتذر للقاريء النظري المستقبلي" لك العتبى، أيها القاريء، فنسبة لتعدد المواضيع، وعجز الذاكرة عن الإحاطة بها"، ويقول بعض المواضع: " لن أكتب هذا فقد فعلت من قبل.""  
والمخطوطات عبارة عن خارطة ذهنية لعقل ليوناردو. فهي تشتمل على كل شيء بدءاً من أنصاف الجمل المقتضبة، والحسابات المتعرجة، إلى الاطروحات العلمية المكتملة الإثبات، والتمارين الأدبية. واختصاص المواضيع يتفاوت في طبيعته من التشريح إلى علم الحيوان مروراً بالديناميكيا الهوائية، والعمارة، وعلم النبات، وتصميم الأزياء، والهندسة المدنية والعسكرية، دراسة الأحفوريات، والهيدروغرافيا (علم وصف المياه)، والرياضيات، والموسيقى، والبصريات، والفلسفة، وعلم الآلات، ورصد النجوم، وتصميم الموانيء، وزراعة الكروم. والدرس العظيم الذي تقدمه المخطوطات هو أنَّ لا شيء فوق التساؤل والشك، والتحقيق، والتمحيص، والمعالجة، وتحليله إلى عناصره الأولية. 
وقد كان يوكل إلى نفسه أعمالاً منها تختلف في درجة أهميتها وعظمتها:
صف كيف تتشكل السحب، وكيف تتلاشى، وماهي أسباب تصاعد البخار من مياه الأرض إلى الهواء، وأسباب تكوّن الضباب، وما يجعل الهواء يتكثف، ولِمَ يبدو أكثر أو أقل زرقة في مختلف الأوقات.
صف... ما هو العطس، وماهو التثاؤب، التوعك، والتشنج، والشلل، والارتعاش برداً، والتعرق، والرهق، والجوع، والنوم، والعطش، والشهوة....
صف لسان طائر نقار الخشب... 

وقد كان ليوناردو- كما عرّفه كينيث كلارك، " أكثر البشر فضولاً دون كلل أو مللٍ في التأريخ". وتوثّق الكراسات لسعيه الحثيث وراء اهتماماته. والتي تميل بشكل كبير تجاه فكرة عظيمة للمعرفة الكونية، ولكنّها تركز في وقت من الأوقات أو إحدى الصفحات على ملاحظات، وتجارب، وأسئلة، وحلول محددة ودقيقة.  إنّه تجريبي المذهب بامتياز، وينصّب نفسه بكل فخر(ليوناردو دافنشي المتعلم من التجربة).  بل قد عبرت عادته في حب الاستطلاع عن نفسها في شيء قليل من حدة الطبع، وهو موجود في عشرات الصفحات في مخطوطاته: عندما أراد أن يجرب سنّة قلم جديدة، فهو يعبث كالمعتاد خاطّاً العبارة "dimmi" أي "أخبرني"، إنها صوت فضول ليوناردو، يبحث عن قطعة جديدة من البيانات. أخبرني ماذا، أخبرني كيف، أخبرني لماذا- وهناك بلا شك الكثيرين في فلورنسا وميلانو وغيرها ممن سمعوا ترددات ديمي الليوناردية المفعمة بالتحديّ. 

ورقة مشكّلة نموذجية من حوالي 1490
وفي أطروحات التلوين يكتب ليوناردو أنَّ التلوين يجب أن يعبّر عن "الأحداث الذهنية"- accidenti mentali  من خلال الحركات الجسدية لما به من أشكال.  وتحضرني هذه العبارة عندما أقرأ كراساته، والتي كانت بالفعل مملوءة بـ"الأحداث الذهنية"، كبيرة وصغيرة، ومشروحة بدقة، تتخللها بروعة تشكيلة ثرية من النكات العابرة، والملح، والمقتطفات الشعرية، ومسوّدات الخطابات، والحكايات العائلية، والوصفات، وقوائم المشتريات، وقوائم المهملات، والإفادات البنكية، وأسماء وعناوين العارضين، وما شابه ذلك، والذي يوجد هو الآخر هناك. 
وفي سِيَر ليوناردو الأولى أحد المصادر الرئيسية الأخرى للمواد الأولية. وأشهر شهادة حوله في كتاب جورجيو فازاري بعنوان حياة أكثر الرسامين والنحاتين والمهندسين القدماء، والمعروف باسمه الشائع حياة الفنانين. هذا الكتاب الشهير- والمطبوع للمرة الأولى في فلورنسا في 1550- أساسي لأي سيرة لفنانيّ إيطاليا القدامى وبشكل عام يبرر استحسان من مايكل أنجلو المسن له:

لقد أحييت ذكريات ماتت
وبرغم طول الزمن وقانون الطبيعة 
تحظون أنت وهم بالشهرة الأبدية  

(في الحقيقة أنَّ فازاري كان يُجِلُّ مايكل انجلو وقد يكون هذا هو السبب وراء تخصيص أطول سيرة في كتاب حياة الفنانين لسرد قصة حياته، ما يقارب 40000 كلمة، مقابل 5000 كلمة فقط عن ليوناردو.)

وعلى الرغم من مركز فازاري كمصدر للسير، والسحر الذي تميز به أسلوبه، فيجب علينا الإقرار بأوجه قصوره ككاتب للسيرة: فهو متعجرف بخصوص التواريخ جزئياً أو موضوعياً في أحكامه، ومتحيز لأنصار الفلورنسية ( كان متأثراً بآل مديشي). وربما كانت أسوأ هناته هي ضعف أسلوبه السردي. وربما يصحّ هنا القول بأنَّ عبقرية ليوناردو الفذة دفعت بمعلمه أندريه ديل فيروكيو إلى اعتزال التلوين والاقتصار على النحت، ولكن لا يمكن التأكد من هذا الأمر؛ وذلك لأنَّ حيوات فازاري الأخرى تظهر مجاز التلميذ الذي يبالغ في تعظيم أستاذه. وهذا أسلوب بلاغي قديم يحبّه فازاري، ويتوقع أن يحبّه قراؤه أيضاً، وهو غير ذي قيمة حقيقية كدليل تأريخي. ولكن، بالنسبة لكل هذا الجدل، فإنّ فازاري يظل بلا قيمة: فهو راصدٌ لمّاح ومطّلع للغاية، وناقد حساس، وعلى الرغم من أنّه لا يعرف ليوناردو بصورة مباشرة- كان في الحادية عشرة من عمره عندما مات ليوناردو، ولم يخرج من محافظته ومسقط رأسه أريزو- وهو بلا شك يعرف أشخاصاً يملكون معرفة كهذه. لقد كان يجمع المعلومات بنشاط حول شخصيات في أواخر أربعينيات القرن السادس عشر. 

وفازاري هو المصدر الشهير، ولكنه ليس الوحيد، أو حتى الأقدم، من كتّاب سير ليوناردو القدماء، وقد يكون من المفيد أن نقول شيئاً ما عن المصادر الأخرى- الأقل شهرة- والذين سأستخدمهم. لقد كان أقدم تخطيط سردي موجز للسيرة مكتوباً في الزيبالدوني، أو الكتاب العام، للتاجر الفلورنسي، أنتونيو بيلي في بدايات عشرينيات القرن السادس عشر- هكذا بعد فترة قصيرة من موت ليوناردو. وقد اختفى الأصل، ولكن النص محفوظ في اثنتين من نسخ القرن السادس عشر.  ولم يعرف عن بيلي أي شيء في الغالب، ولكن أغلب الظن أنه تحصل على المذكرات المفقودة لرسام فلورنسا دومينيكو غيرلاندايو. وقد تم استخدام أوراق بيلي لاحقاً، كما قام فلورنسي آخر بتكبيرها، والذي جمع شهادات ثرّة من عدد من الفنانين من سيمابوي إلى مايكل آنجلو. وكان هذا الكاتب غير المعروف مشهور بالجاديّ المجهول، نسبة لأنَّ عمله موجود في مخطوطة تملكها عائلة جاديّ.  وبحسب دليل وثيق الصلة فإنه قد تم جمع مخطوطة من 128 ورقة حوالي عام 1540. وقد كانت هذه هي المصادر المستقلة التي سبقت فازاري (بيد أنّها كانت معروفة له) وأنَّ المجهول على وجه التحديد لديه بعض المواد المذهلة. وقد قام بتضمين بعض الحكايات التي رفده بها فنان فلورنسي يسميه هو إل جافينا، والذي كان له معرفة مباشرة بليوناردو.  

وقد كان يتركز في ميلانو أيضاً اهتمام معاصر بليوناردو، حيث عاش وعمل لعدة سنوات (لسنوات أكثر في الحقيقة من تلك التي عاشها أو عمل خلالها في فلورنسا)، وهنالك مواد بيوغرافية مهمة في مخطوطة لاتينية كتبها المؤرخ الطبيب صانع الشعارات اللومباردي باولو جيوفيو، أسقف نوسيرا، entitled dialogi de viris et foeminis aetate nostra florentibus(حوار يخص مشاهير عصرنا من الرجال والنساء)  وقد تمت كتابته على جزيرة إيشيا في أواخر عشرينيات القرن السادس عشر. وقد كان جوفيو – على الأرجح- يعرف ليوناردو شخصياً. فربما تقابلا في ميلانو، حيث كان جوفيو يمارس الطب منذ حوالي 1508، أو في روما بعد سنوات قلائل، عندما كان يقدم محاضرات في الفلسفة  في المدرسة الأولى ببولونيا. وقد عرفت كتاباته عن ليوناردو لدى فازاري الذائع الصيت- وفي الحقيقة كان جوفيو هو أول من زرع بذرة حيوات فازاري، أثناء مناقشة ساخنة حول أدب السيرة الجديد، في حفل عشاء في مقر الحبر الكاثوليكي فارنيز في روما. 

وقد كان الفنان جيوفاني باولو لوماتسو مصدراً ميلانياً آخر، وقد كان فناناً واعداً جداً حتى أصيب بالعمى في حادثة عام 1571، وهو في الثالثة والثلاثين من العمر. وقد كرس فيما بعد،  بعضَ طاقاته الكبيرة، والفوضوية نوعاً ما في الكتابة، وأنتج سلسلة من الكتب، كان أهمها كتابه Trattato dell'arte della pittura (أطروحات في فن التلوين) والذي نُشر في عام 1584.  وهو معلِّق ممتاز، لأنه كان مكرساً بالكامل لكل ما يتعلق بليوناردو: فتخصص فيه. كما أنّه كان يعرف فرانسسكو مليزي، منفذ وصية ليوناردو، وقام بدراسة المخطوطات التي كان لميلزي حق التصرف فيها بمفرده، وسجل بعضاً منها- مفقود الآن. وقد كان لوماتسو في بعض الأحيان مثيراً للمتاعب في ما يخص الأعمال- فقد كانت لديه أفكار ومعلومات تناهض تقاليد دراسات ليوناردو (مثل دعواه الاعتباطية بأنَّ الموناليزا والجيوكندا لوحتان منفصلتان). لقد كان أيضاً هو أول من أكد على الملأ قليلاً أو كثيراً بأنَّ ليوناردو كان مِثلياً.   

وهنالك أيضاً اللوحات، التي تعتبر هي الأخرى وثائق على نحو أو آخر. فلوحة النهضة ليست تعبيراً شخصياً مثل الرسم العصري، ولكنها قد تظل تطلعنا على أمور حول الرجل الذي رسمها، وحول الظروف التي كان يعمل فيها. فهي تحمل رسالة ثنائية الأبعاد على مستوى اللوحة (مع التحذير المعتاد من تفسير الأعمال الفنية بيوغرافيا)، وفي البعد الثالث الغامض لسطح اللون، وبطبقاته ذات السمك الميكروني للصبغات المعلقة (1 ميكرون= 0100مم) والتي تحكي قصة إنشاء اللوحة تماماً مثل تراصفات صخرة تحكي قصة جيولوجية. وفي بعض الأحيان يتم تسجيل لمسة يد ليوناردو على سطح اللوحة- تنعِّم أو تلطِّخ- وبصمة الإبهام من وقت لآخر. ووفقاً لعلماء متفائلين بعينهم، فإنَّ اللوحات قد تحمل رسالة فعلية من الحمض النووي لليوناردو، والموجود مجهرياً بآثار الدم واللعاب، ولكن في وقت كتابة هذه السطور تظل هذه الآثار حصراً في مملكة الخيال العلمي. 
ومن الواضح جداً أنَّ الرسومات واللوحات الوثائقية هي تلك التي تصوّره هو فعلياً. وإن سعى أي شخص لتصوّر وجه ليوناردو دافنشي فمن الواضح أنْ تقفز إلى ذهنه تلك الصورة الذاتية الشهيرة للشيخ الملتحي والمحفوظة في مكتبة ريالي في تورينو.  وهذا الرسم مثير للجدل: فذلك النقش الباهت جداً أسفله، والمكتوب بيد معاصرة، تصعب قراءته لحد مزعج. وهنالك مزاعم تنفي كونها بورتريه شخصي على الاطلاق. وأعتقد أنها كذلك، ولكني أعتقد أيضاً أنّها أتخمت حسّنا البصري بليوناردو. إنّها ضرورية لتذكر المرء بأنَّ ليوناردو لم يكن دائماً شخصية كهنوتية بلحية طويلة بيضاء، ليس أكثر من شكسبير الذي كان دائماً رجلاً أصلع ذا لحية صغيرة مستدقة مثل لحية الماعز مصوّراً في منحوتة بيد مارتن دروشاوت. هذه الصور تأخذ طريقها إلى اللاوعي الجمعي، وتتحول إلى نوع من الرموز. إنها نقطة نقاش حول ما إن كان ليوناردو ملتحياً من الأساس قبل أواخر الخمسين: إنه حليق في اللوحة الشخصية لعام 1481 في تبجيل المجوس (الصفحة الأولى)، وفي اللوحة الشخصية المحتملة في منزل بانيغارولا الجديد في ميلانو في منتصف تسعينيات القرن الخامس عشر (انظر صفحة 312). 
وقد ابتدع للجاديّ المجهول (Anonimo Gaddiano) له وصفاً لفظياً رائعاً:" لقد كان جذاباً للغاية، ومتناسق الأعضاء، ورشيقاً وجميل المظهر. وقد ارتدى سترة قصيرة وردية-قرنفلية تصل إلى الركبتين في الوقت الذي كان معظم الناس يرتدون قمصاناً طويلة. ولقد كان له شعر مجعد جميل، مصفف بعناية، ينسدل حتى منتصف صدره." وهنالك فروق دقيقة في الأزياء وعلم الاجتماع والتي كان يجب التقاطها، ولكن الصورة الأساسية هي لشخص ذي مظهر أنيق، ومهندم قليلاً. هذا هو واحد من ذكريات الرسام الغامض الذي يدعى إل جافينا؛ وقد قدم هو المواد الأخرى التي قد تعود في تأريخها إلى حوالي 1504أو1505، عندما كان ليورناردو في مطلع العقد السادس من عمره. ومرة أخرى، ملاحظة واحدة، لا يرد فيها ذكر اللحية. لقد كان البورتريه الأقدم له على وجه التحديد بلحية هو الرسم الشخصي الجميل بطباشير أحمر في ويندسر (اللوحة رقم 15). هذا في الغالب هو عمل فرانسسكو ميلزي تحديداً، ربما مع بعض اللمسات الإضافية بريشة الأستاذ.   ويمكن أن تعود في تأريخها إلى 1510-1512، وعليه يظهر فيها ليوناردو مقترباً من أو يبلغ الستين من عمره. وقد أصبحت هذه الصورة الشخصية نموذجاً لتصوير ليوناردو بعد وفاته: وقد تأثرت بها لوحات كثيرة في القرن السادس عشر بما في ذلك المنحوتة الخشبية التي تبين سيرة فازاري عنه في نسخة 1568 من الحيوات. 

لوحة تورينو الشخصية
وهنالك صور غيرها وصور شخصية تغري بدراستها، والتي تضم  ما أعتقد- حتى الآن- أنه صورة شخصية غير معروفة له بريشة واحد من أشدّ تلاميذه الصغار ذكاءً في ميلانو. أما بورتريه تورينو فهو آخر لمحاتنا له: أصيل وعميق. إنه يظهره بشكل قريب جداً مما كان يبدو عليه في ذلك اليوم في عام 1518 عندما تم استدعاؤه بعيداً من دراساته لأنَّ الحساء كان سيبرد. فالصورة مراوغة للغاية، كما كان ليوناردو على الدوام. وترى شخصية ليوناردو العبقري، وشكله الوقور الشبيه بالمجوس، ولكنك عندها ترجع البصر كرة أخرى وترى رجلاً عجوزاً يحدق في ذكريات الماضي السحيق. 

----------------------------------------------
 ليوناردو دافنشي: رحلات العقلتأليف: تشارلز نيكول
ترجمة: أميمة حسن قاسم
محاولة استعادة شيء من ليوناردو الإنسان هي مهمة هذا الكتاب- ذلك هو، ليوناردو الإنسان الحقيقي، الذي عاش في وقت حقيقي، وأكل أطباقاً حقيقية من الحساء، مقابل ليوناردو الرجل الخارق، متعدد التخصصات.
بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، وبدافع من حب المعرفة والسعي لنشرها  قامت القرية الإلكترونية بتوفير هذه النسخة من كتاب ليوناردو دافنشي: رحلات العقل | تأليف: تشارلز نيكول | ترجمة: أميمة حسن قاسم
وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في جوجل بلس نأمل أن تحوز إعجابكم وأن تكون مساهمة في #نشر_المعرفة
صفحتنا الرسمية في فيس بوك :
منصتنا في جوجل بلس لمتابعة باقي مشروعاتنا 
(جميع الحقوق محفوظة)

No comments:

Post a Comment