ندعوكم للتعرف معنا على منزلة «قلب العقرب» من مشروعنا الجديد #منازل_القمر للشاعر والمفكر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي
ونعرض هنا تباعا ًالثماني والعشرون منزلة التي ينزلها القمر كل عام قوامها ثلاثة عشر يوماً لكل منزلة، عدا جبهة الأسد أربعة عشر يوماً، ما يجعل السنة 365 يوماً تمثل التقويم الشمسي للعرب.
---------------------
القَلب: 20 كانون الأول (ديسمبر) – 1 كانون الثاني (يناير)
اليوم يبدأ طالع "القَلبُ"وهو"قلبُ العقرب"، وثاني مَرْبعانية الشِّتاء،"(أربعينيَّة)، ثاني منازل الشِّتاء، وثاني العقارب،، ورابع المنازل اليمانيَّة، وطالعه في العشرين من كانون الأول (ديسمبر)، ومدَّته ثلاثة عشر يومًا.
وهو نجم أحمر مضيء، مضطرب، وراء "الإكليل"، قريب من" الجَبْهة"، بين نجمين خفيَّين، تسميهما العرب" نياطَي القلب"، أي: علَّاقتيه.
و"نياطا القلب" نجمان خفيان، والقلب في وسطهما، وهو خارج عنهما إلى الشمال. و"الشَّوْلة" ذنبه، والنجوم التي على طرفها؛ جبهته،أمَّا إبرته فلطخة مستطيلة فيما بين "الشَّوْلة" و"النَّعائم الصادرة".
وسمَّاه أصحاب الصور ممن رسموا قبَّة السَّماء " قلبًا" لوقوعه موضع القلب من صورة العقرب. والقلوب أربعة: "قلب العقرب"، و"قلب السَّمكة"، و"قلب الثَّور"، و"قلب الأسد". وكلَّما ذُكِر القلب على الإطلاق دون إضافة فالمراد "قلبُ العقرب".
وفي العلوم الحديثة وما أظهرته المراصد الكونيَّة والتليسكوبات مثل "فويجر" و"هابل"، فإنَّ نجم "القلب" (Antares) ألمع نجوم كوكبة العقرب وترتيبه الخامس عشر بين أكثر النجوم لمعانًا في السَّماء الليليَّة، وهو نجم عملاق أحمر ثنائي، قدره الظاهري يتراوح بين 0.9 و 1.1، ويتغيَّر كلَّ خمس سنوات، وزمرته الطَّيفيَّة M1 lB يبعد مداره نحو 600 سنة ضوئيَّة عن الأرض. ويتميز بحجمه الكبير إذ يبلغ قطره (300 مليون كم)، أي أنَّه يكبر قطر الشَّمس بنحو 430 مرة. وعلى الرغم من أنَّه أبرد من الشَّمس، إلَّا أنَّ طاقته الإشعاعيَّة تبلغ 60000 ضعف طاقتها، وسطوعه 170 ضعف سطوعها. واحمرار "القلب" إشارة إلى دنوِّ أجله وقربه من نفاد طاقته، وهو معرَّض في أي لحظة للانفجار والتحوُّل إلى نجم صغير أو ثقب أسود.
المظاهر الطبيعيّة:
يستعمل الناس ما في طبعه الحرارة: كالزَّنجبيل، والفلفل. وفي الزراعة يستمر فيه تسميد النخيل، ويشرع الفلاحون بتهيئة الأرض لموسم زراعي شتوي، و يُلبس فيه الثقيل من الملابس لتدفئة الجسم، وتُشتل فيه العروات المتأخرة (العُرْوات تطلق على الخضروات التي تزرع لموسمين في السَّنة) مثل: الطماطم، والبصل، وفصوص الثوم، والباذنجان، والفلفل، ويجتهد فيه البستانيون في حماية محاصيلهم من الصقيع، ويُمتنع فيه عن ريِّ الأشجار إلا ما كان ضروريًا، ويتم فيه تقليم العنب والأشجار النَّفضية (متساقطة الأوراق)، ويكفُّ الفلاحون عن نثر السَّماد العضوي (الدبال)، ويزرع في منزلة القلب: البقدونس، والكزبرة، والبابونج، والخبيز، والمريميَّة، و الحلبة، والعصفر (القرقم)، والزعتر، وقصب السُّكر، والجزر، والفول، والعدس،والعنب.
وفي "الإمارات" تزهر طائفة من النباتات في منزلة "القلب" منها: "المرخ"، و"الكحل"، و"الرَّمرام" ترياق سمِّ الأفاعي والعقارب، و"السلي"، و"الحنضد"، و"الرمث" الزكيُّ العبق، و"الخريط"، و"السويدة"، و"الغاف" الكريم بظلِّه، و"الظفرة" التي تحمل اسم بلاد، و"الحنزاب"، و"السِّدر" الغني بنبقه (نبج)، و"العوسج" الذي يداوى به الجذام، و"بربين الجدي"، و"الشكع"، و"الهَرْم"، و"البنج" الذي يبعث في الجسم السكون، و"الصَّبار"، و"الخناصر"، و"حُوَّا الغزال"، و"الطرثوث"، و"الثندة"، وغيرها.
قال ساجع العرب: "إذا طلع القلبْ، جاء الشتاء كالكلبْ، وصار أهل البوادي في كرب، ولا يمكِّن الفحلَ إلا ذاتُ ثَربْ". (وتشبيههم الشتاء بالكلب دليل على أنهما سمِّيا هرَّارين، لهرير الشتاء عند طلوعهما ومعنى هَرَّ أي نبح وكشَّر عن أنيابه).
ويعتقد العرب أنَّ الزواج في "القلب" جيِّد.
قال عبد هند الثعلبي:
فَسيروا بِقلْبِ العقربِ اليومَ إنَّهُ سواءٌ علَيْكم بالنُّحوسِ وبِالسَّعْدِ
وقال الأسود بن يعفر:
وُلِدْتُ بِحادي النَّجْمِ يَتْلو قَرِينَهُ وَبِالْقَلْبِ قلبُ العقربِ المتوقِّدِ
يقول: "وُلدْتُ بغروب هذا وبطلوع هذا. وهما منحوسان، و حادي النَّجم هو الدَّبَران.
وكانوا يكرهون السفر إذا كان القمر نازلًا بالعقرب،لأنَّ "قلب العقرب" قريب من "الدَّبَران".
وقال أبو الحسين الصوفي:
يعلوهُ نورٌ باهِرٌ وَحُمْرَهْ كأنَّهُ إذا اسْتَنَارَ جَمْرَهْ
لَقبه الأعرابُ قلب العَقْربِ يجيءُ في أشْعارِهِم والْخُطَبِ
وقال ابن منير الطرابلسي:
تطْلُعُ الشَّمْسُ لنا من شَفَقٍ وهو يبدو طالعًا من شَفَقَينْ
قُلتُ لِلكاهِنِ حينَ اختَلَستْ عَينُهُ عَيني فَجَرَّ الحَيْنُ حَيْن
قَمَرُ العَقربِ خُوِّفْتَ فَمَنْ مُنْقِذِي مِن قمرٍ في عَقْرَبَينْ
وقال أبو العلاء المعرِّي:
فمِنَ الغَمائمِ لو علِمْتَ غَمامةٌ سَوداءُ هُدْباها نَظيرُ الهَيْدَبِ
يا سَعْدَ أخْبِيَةِ الَّذينَ تَحَمَّلوا لمَّا رَكِبْتِ دُعيتِ سَعْدَ المَرْكَبِ
غادَرْتني كبَنَاتِ نَعْشٍ ثابتًا وجَعَلْتِ قلبي مِثْلَ قلْبِ العَقْرَبِ
وقال ابن جابر الأندلسي:
إنْ خِفْتَ من فَتْكِ المهنّدِ والقَنا فإذا رَنَتْ وإذا مَشَتْ لا تَقْرَبِ
في قلبِ بُرْقُعِهَا مَحَاسِنُ أُنْزِلَتْ قمرُ السَّماء لَنا بقلبِ الْعَقْرَبِ
وقال الأخطل:
إذا طلعَ العَيُّوقُ والنَّجْمُ أوْلَجَتْ سَوالِفَها بينَ السِّماكينِ والقَلْبِ
(القلب: قلب العقرب. والسِّماك الأعْزَل، والسِّماك الرَّامح، فالرَّامح: بين يديه كوكب يقال له: رُمْحُ سَعْدٍ، والأعْزَل: مفرد لا كوكب بقربه، والنَّجم: الثُّريا والعيُّوق يتبع الثُّريا، وإذا طلع النَّجم بالغداة كان ابتداء الحر ورقيبه العقرب، فعنى الأخطل أنهم لا يسيرون بالنهار مخافة الحر ويسيرون إذا طلع القلب والسِّماكان، وهما يطلعان من أول الليل إذا طلعت الثُّريَّا غدوة، وأولجت: أدخلت، يعني الإبل والسالفة: جانب العنق).
ونعرض هنا تباعا ًالثماني والعشرون منزلة التي ينزلها القمر كل عام قوامها ثلاثة عشر يوماً لكل منزلة، عدا جبهة الأسد أربعة عشر يوماً، ما يجعل السنة 365 يوماً تمثل التقويم الشمسي للعرب.
---------------------
القَلب: 20 كانون الأول (ديسمبر) – 1 كانون الثاني (يناير)
اليوم يبدأ طالع "القَلبُ"وهو"قلبُ العقرب"، وثاني مَرْبعانية الشِّتاء،"(أربعينيَّة)، ثاني منازل الشِّتاء، وثاني العقارب،، ورابع المنازل اليمانيَّة، وطالعه في العشرين من كانون الأول (ديسمبر)، ومدَّته ثلاثة عشر يومًا.
وهو نجم أحمر مضيء، مضطرب، وراء "الإكليل"، قريب من" الجَبْهة"، بين نجمين خفيَّين، تسميهما العرب" نياطَي القلب"، أي: علَّاقتيه.
و"نياطا القلب" نجمان خفيان، والقلب في وسطهما، وهو خارج عنهما إلى الشمال. و"الشَّوْلة" ذنبه، والنجوم التي على طرفها؛ جبهته،أمَّا إبرته فلطخة مستطيلة فيما بين "الشَّوْلة" و"النَّعائم الصادرة".
وسمَّاه أصحاب الصور ممن رسموا قبَّة السَّماء " قلبًا" لوقوعه موضع القلب من صورة العقرب. والقلوب أربعة: "قلب العقرب"، و"قلب السَّمكة"، و"قلب الثَّور"، و"قلب الأسد". وكلَّما ذُكِر القلب على الإطلاق دون إضافة فالمراد "قلبُ العقرب".
وفي العلوم الحديثة وما أظهرته المراصد الكونيَّة والتليسكوبات مثل "فويجر" و"هابل"، فإنَّ نجم "القلب" (Antares) ألمع نجوم كوكبة العقرب وترتيبه الخامس عشر بين أكثر النجوم لمعانًا في السَّماء الليليَّة، وهو نجم عملاق أحمر ثنائي، قدره الظاهري يتراوح بين 0.9 و 1.1، ويتغيَّر كلَّ خمس سنوات، وزمرته الطَّيفيَّة M1 lB يبعد مداره نحو 600 سنة ضوئيَّة عن الأرض. ويتميز بحجمه الكبير إذ يبلغ قطره (300 مليون كم)، أي أنَّه يكبر قطر الشَّمس بنحو 430 مرة. وعلى الرغم من أنَّه أبرد من الشَّمس، إلَّا أنَّ طاقته الإشعاعيَّة تبلغ 60000 ضعف طاقتها، وسطوعه 170 ضعف سطوعها. واحمرار "القلب" إشارة إلى دنوِّ أجله وقربه من نفاد طاقته، وهو معرَّض في أي لحظة للانفجار والتحوُّل إلى نجم صغير أو ثقب أسود.
المظاهر الطبيعيّة:
يستعمل الناس ما في طبعه الحرارة: كالزَّنجبيل، والفلفل. وفي الزراعة يستمر فيه تسميد النخيل، ويشرع الفلاحون بتهيئة الأرض لموسم زراعي شتوي، و يُلبس فيه الثقيل من الملابس لتدفئة الجسم، وتُشتل فيه العروات المتأخرة (العُرْوات تطلق على الخضروات التي تزرع لموسمين في السَّنة) مثل: الطماطم، والبصل، وفصوص الثوم، والباذنجان، والفلفل، ويجتهد فيه البستانيون في حماية محاصيلهم من الصقيع، ويُمتنع فيه عن ريِّ الأشجار إلا ما كان ضروريًا، ويتم فيه تقليم العنب والأشجار النَّفضية (متساقطة الأوراق)، ويكفُّ الفلاحون عن نثر السَّماد العضوي (الدبال)، ويزرع في منزلة القلب: البقدونس، والكزبرة، والبابونج، والخبيز، والمريميَّة، و الحلبة، والعصفر (القرقم)، والزعتر، وقصب السُّكر، والجزر، والفول، والعدس،والعنب.
وفي "الإمارات" تزهر طائفة من النباتات في منزلة "القلب" منها: "المرخ"، و"الكحل"، و"الرَّمرام" ترياق سمِّ الأفاعي والعقارب، و"السلي"، و"الحنضد"، و"الرمث" الزكيُّ العبق، و"الخريط"، و"السويدة"، و"الغاف" الكريم بظلِّه، و"الظفرة" التي تحمل اسم بلاد، و"الحنزاب"، و"السِّدر" الغني بنبقه (نبج)، و"العوسج" الذي يداوى به الجذام، و"بربين الجدي"، و"الشكع"، و"الهَرْم"، و"البنج" الذي يبعث في الجسم السكون، و"الصَّبار"، و"الخناصر"، و"حُوَّا الغزال"، و"الطرثوث"، و"الثندة"، وغيرها.
قال ساجع العرب: "إذا طلع القلبْ، جاء الشتاء كالكلبْ، وصار أهل البوادي في كرب، ولا يمكِّن الفحلَ إلا ذاتُ ثَربْ". (وتشبيههم الشتاء بالكلب دليل على أنهما سمِّيا هرَّارين، لهرير الشتاء عند طلوعهما ومعنى هَرَّ أي نبح وكشَّر عن أنيابه).
ويعتقد العرب أنَّ الزواج في "القلب" جيِّد.
قال عبد هند الثعلبي:
فَسيروا بِقلْبِ العقربِ اليومَ إنَّهُ سواءٌ علَيْكم بالنُّحوسِ وبِالسَّعْدِ
وقال الأسود بن يعفر:
وُلِدْتُ بِحادي النَّجْمِ يَتْلو قَرِينَهُ وَبِالْقَلْبِ قلبُ العقربِ المتوقِّدِ
يقول: "وُلدْتُ بغروب هذا وبطلوع هذا. وهما منحوسان، و حادي النَّجم هو الدَّبَران.
وكانوا يكرهون السفر إذا كان القمر نازلًا بالعقرب،لأنَّ "قلب العقرب" قريب من "الدَّبَران".
وقال أبو الحسين الصوفي:
يعلوهُ نورٌ باهِرٌ وَحُمْرَهْ كأنَّهُ إذا اسْتَنَارَ جَمْرَهْ
لَقبه الأعرابُ قلب العَقْربِ يجيءُ في أشْعارِهِم والْخُطَبِ
وقال ابن منير الطرابلسي:
تطْلُعُ الشَّمْسُ لنا من شَفَقٍ وهو يبدو طالعًا من شَفَقَينْ
قُلتُ لِلكاهِنِ حينَ اختَلَستْ عَينُهُ عَيني فَجَرَّ الحَيْنُ حَيْن
قَمَرُ العَقربِ خُوِّفْتَ فَمَنْ مُنْقِذِي مِن قمرٍ في عَقْرَبَينْ
وقال أبو العلاء المعرِّي:
فمِنَ الغَمائمِ لو علِمْتَ غَمامةٌ سَوداءُ هُدْباها نَظيرُ الهَيْدَبِ
يا سَعْدَ أخْبِيَةِ الَّذينَ تَحَمَّلوا لمَّا رَكِبْتِ دُعيتِ سَعْدَ المَرْكَبِ
غادَرْتني كبَنَاتِ نَعْشٍ ثابتًا وجَعَلْتِ قلبي مِثْلَ قلْبِ العَقْرَبِ
وقال ابن جابر الأندلسي:
إنْ خِفْتَ من فَتْكِ المهنّدِ والقَنا فإذا رَنَتْ وإذا مَشَتْ لا تَقْرَبِ
في قلبِ بُرْقُعِهَا مَحَاسِنُ أُنْزِلَتْ قمرُ السَّماء لَنا بقلبِ الْعَقْرَبِ
وقال الأخطل:
إذا طلعَ العَيُّوقُ والنَّجْمُ أوْلَجَتْ سَوالِفَها بينَ السِّماكينِ والقَلْبِ
(القلب: قلب العقرب. والسِّماك الأعْزَل، والسِّماك الرَّامح، فالرَّامح: بين يديه كوكب يقال له: رُمْحُ سَعْدٍ، والأعْزَل: مفرد لا كوكب بقربه، والنَّجم: الثُّريا والعيُّوق يتبع الثُّريا، وإذا طلع النَّجم بالغداة كان ابتداء الحر ورقيبه العقرب، فعنى الأخطل أنهم لا يسيرون بالنهار مخافة الحر ويسيرون إذا طلع القلب والسِّماكان، وهما يطلعان من أول الليل إذا طلعت الثُّريَّا غدوة، وأولجت: أدخلت، يعني الإبل والسالفة: جانب العنق).
No comments:
Post a Comment