ندعوكم للتعرف على #الرحلة_الأوربية
لــ محمد الحجوي، نائب مدينة "فاس"، وقد سافرإلى أوروبا ضمن وفد مغربي
رسمي لتمثيل السلطان في حفل تهنئة فرنسا بنصرها في الحرب العالمية الأولى،
وهو الحفل الذي تزامن مع عيد الجمهورية يوم 14 يوليوز 1919. خلع "الحجوي"
جلباب السياسي وارتدى عباءة التاجر، وتناول قلم الرحالة، لم تقتصر رحلته
على الشق الرسمي، بل تضمنت زيارة إلى الديار البريطانية، انبهر حينا
بالحضارة الأوربية وأعرض أحيانا أخرى، نعيد نشر أجزاء منها ضمن مشروعنا #أدب_الرحلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الرحلة الأوربيّة 1919م لمحمد الحجوي (لندن):
من الرحلة الأوربيّة 1919م لمحمد الحجوي (لندن):
وقفَ المترجمُ الهنديُّ إزاءنا ونظر إلى لباسنا المغربي وقال: هل أنتم يهود؟ فقلنا: نعوذ بالله، بل مسلمون.
فقال: سامحوني، التبسَ الأمر عليّ بهذا اللباس غير المنتظم الذي فيه بعض زيادات على البدن لا فائدة فيها.
فقلت في نفسي: لهذا أفتى الشيخ محمد عبده بلبس البرنيطة (القبعة) في بلد
الكفر. وكل من يلبس اللباس المخالف للزيّ الأوروبي في أوروبا فإنما يتعرّض
لمثل هذه الأسئلة ولضياع دُرَيهماته: فإنهم مهما رأوا زيّاً خلاف زيهم إلا
ويزيدون عليه في ثمن الأكل، بل كل البضائع: فإن كان تاجراً، فذلك الخسران
المبين في تجارته.
ولا تظهرُ ثمرةٌ دينيّة للبقاء في بلدهم بزيّ غير زيهم إلا إشهار الإنسان نفسَه، وجعْل عِرضه هدفاً للضّحك والمسخرة والإهانة.
فلباسُهم كسلاحٍ يُدفع به المتلاعبون بدراهم الغرباء، ووجب دفعُ صائل بما
أمكن (الصائل: القاهر المتغلب والمتطاول على الناس. لسان العرب: صول) ،
ولا يتخلص الغريب منهم إلا بلباسهم ولسانهم.
فإن كنت في بلدهم فالْبِسْ لباسَهم وتعلّمْ لسَانهم تَأْمَن مَكرهم. نعم،
لبسُ البرنيطة – والله – أصعب شيء على المسلم. فإذا دعتْ إليها ضرورةٌ
جازتْ كما يؤخد من كلام الزرقاني (أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي
الزرقاني المالكي المصري، المتوفى بمصر سنة 1122 هجرية، أحد أشهر شرّاح
"مختصر خليل".
ظلَّ كتابُه متداولاً، مقروءاً، في القرويين عقوداً عديدة)، شارح خليل،
عند قوله في الردة :كلُبْسِ زُنَّار، (أجاز الزرقاني لبس لباس غير المسلمين
في بلدهم).
وهذا السؤال من هذا الهندي كان ونحن لابسون جلابة (محرف عن الجلباب
العربي، وهي عباءة واسعة عريضة مؤلفة من 3 أجزاء رئيسة تدمج بالخياطة وهي:
القب: غطاء الرأس، وغطاء اليدين: الأكمام، وغطاء البدن.) وشاشية (طربوش
ليّن أحمر يعتمره بعض الموظفين والمخازنية) وكسوة ملف (الملف: »ثوب ناعم من
صوف كان أساس لباس المغاربة في فصل الشتاء).
ولو كنَّا بالكساء والبرنوس (كل ثوب رأسه منه ملتزق به) والعمة والفرجية
(نسبة إلى القائد فرجي مملوك السلطان أحمد المنصور السعدي، وهي ثوب يُتفضل
به مفتوح المقدمة بنحو 40 زراً) والقفطان (قفطان: لفظ تركي أصله خفتان: ثوب
فضفاض سابغ مشقوق المقدم يضم طرفيه حزام، تلبس فوقه جبّة.) لكان أكثر.
#أدب_الرحلة
No comments:
Post a Comment