Wednesday, July 20, 2016

طالع أكريسيوس




 
 
عندما سألَ «أكريسيوس» ملك «آرجوس» عرّافةَ «دلفي» عن الطالع، أجابته بأنّ هلاكه سيكون على يد حفيده، وإذ لم تكن له إلا ابنته العذراء «داناي»؛ فقد قام بحبسها في برج برونزي لا يطاله بشر. ولكنّ «زيوس» الشّبِقُ تسلل إلى مضجعها في هيئة رذاذ ذهبي وأحبلها؛ فوضعت غلاماً اسمه «بيرسيوس».
ثمّ أمر الملكُ بوضعِ الأمِ والصبيّ في صندوقٍ وألقاه في اليّم، فحطّ على سواحل جزيرة «سيفيروس»، والتقطهما صيّاد يدعى «ديكتيس»، آواهما عنده، إلى أنْ بلغ الصبيُ الحلم.
هام «بوليدكتيس» ملك الجزيرة وجداً بـ«داناي»؛ وأراد التخلص من الصبّي.. فأرسله في حفل أعدّه رأس «الميدوزا».
كانت «الميدوزا» فيما مضى فتاة رائعة الحسن، ولكن «منيرفا» مسختها وحشاً لأنها فَجَرَتْ مع «بوسايدون» إله البحر -الذي أغواها في صحن معبدها- فصّيرتها امرإة مفزعة، وصيّرت ظفائرها ثعابين، وصار مصير من ينظر إليها أن يؤول إلى كتلة من الحجر.
وحتى تكلّل رحلة «بيرسيوس» في البحث عن «الميدوسا» بالظفر، قدّم «هيرميس» سيفه المعقوف وصنادله المجنحة، وقدّمت «أثينا» درعها البرونزية المصقولة، و«هاديس» طاقية الإخفاء، وهدوه إلى غرب جزيرة (التفاحات الذهبية) فقصدها كالبرق الخاطف وجاء إلى «الجراياي»، وهما الأختان العجوزتان اللتان تحرسان «الميدوسا»، ولا تبصران إلا بعين واحدة تتبادلانها في ساعة محددة من اليوم.
خطف «بيرسيوس» العين بيد رشيقة في لحظة التبادل فلم يكدن يرينه، وسأل الحارستين عن مكان «الميدوسا» لقاء العين فدلتاه عليها.
رمى «بيرسيوس» العين في بحيرة هناك، وقصد كهف «الميدوسا» في الجانب الغربي، ولمّا دخل دنى فأبصر انعكاس صورتها في الدرع المصقولة التي أهدته إياه »أثينا«، فلمّا أخذها السٌّبَات أجهز بسيفه المعقوف على العنق، ففصل الرأس ودسّه في كيس من الجلد، ومن الدم المنبجس من عنق «الميدوسا» خلق البراقان «بيجاسوس» و«كرايساور».
 

No comments:

Post a Comment