صحوت على هدير نهر "آرنو" الذي يعبق برائحة الزّان..
يا لهذه المدينة الساحرة، إنّها فيض فردوسيّ حتى وإن لم يمكث فيها "جوته"
سوى ساعات ثلاث، فعلى الرغم من أنه يوم مطير تعذّرت فيه جولتنا الصباحية
التي اعتدناها، إلاّ أنّ بهجةً غامرةً تجتاحك وأنت تصحو على هدير أوركسترا
"آرنو" الفخم.
عندما نزلنا لتناول الفطور، إنسابت موسيقى عذبة، وباذخة، وكأنّها ملتحمة بالمكان فيصلان إليك معاً، جلال المكان والموسيقى.
كانت تنسكبُ مثل عطر فتضمّخ الروح والمكان بجمالها، آه ...... إنني أعرف
هذه الأغنية، إنها أغنية أوهدهدة (نم قرير العين) من أوبرا (زايديه) لـ
"موزارت"..
من يُصدّق أنّ (زايديه) عملٌ لم يكتمل؟
فما أن أتمّ "موزارت" فصله الثاني، حتى هجره إلى عمل آخر، ومكث مهجوراً في
غياهب النسيان، ولم ينتبه النقاد إلى هذا البهاء المهجور، إلا بعد عقود
على وفاة "موزارت"، فوجدوه منقوصاً من المقدمة والفصل الثالث، والخاتمة.
وبعد مرور قرن على ميلاد "أماديوس" المحبوب (موزارت) أكملوا العمل، وسدّوا
نقصه، وعُرض للمرة الأولى، فتسلّق منذ ذلك الوقت سُلّم الخلود، ولم تلمس
قدماه الأرض من ذلك الحين.
أغنيتان.... "آرنو" و "موزارت" وأنا بينهما
ياله من صباح سعيد ...
ياله من صباح سعيد ...
كلُ شيءٍ مِنْ حولي يُردّد هدهدة المحبوب: نَم قرير العين يا حبي العزيز....
No comments:
Post a Comment