Tuesday, March 19, 2019

ليوناردو دافنشي: رحلات العقل - 4 - سُبُل النجاة





ليوناردو دافنشي: رحلات العقل

4-سُبُل النجاة

كانت ميلانو في عام 1485 تحت رحمة طاعون دَبْلِيّ لثلاث سنوات. فقد عرف ليوناردو ماهو الطاعون في فلورنسا: حيث انتشر هناك في عام 1479، ولكنّه لم يدم لأكثر من بضعة أسابيع. وكان هذا الطاعون أسوأ بكثير. ووفقاً لبعض التقديرات التي ربما شابتها المبالغة، قد أودى بحياة ما يقارب ثلث سكان الحضر. ولا تخفى صوره علينا:  الأحياء المنكوبة، والهواء الملوّث، والجثث التي تُنقل إلى المقابر الجماعية. الخطب الهيستيرية من المنابر. والفحص الشخصي المقيت بحثاً عن التضخم في الغدد أو "الدمامل" والتي هي نواقل للعدوى. وفي 16 مارس 1485 كان هنالك كسوف كامل للشمس قوبل بالتشاؤم. وقد شاهده ليوناردو من خلال فرخ كبير من الورق المثقب، كما هو موصى به في مذكرة وجيزة بعنوان: "كيف تراقب الشمس اثناء الكسوف دون إضرار بالعينين". 
وقد كان ليوناردو أثناء فترة الطاعون كلها يعمل على لوحة عذراء الصخور: ليس ثمة ما يدعو لافتراض أنّه ذهب إلى أي مكان آخر في ميلانو، عدا مرسم آل دي بريديس قرب بوابة تيسينيز. ونحن نعرف تماماً نزق ليوناردو: رجل مضمخة بأريج ماء الورد أصابعه. تؤذيه الروائح النتنة، مثلما تفعل الحشود المتراصة والعدوى التي يحملونها بحسب تعبيره. " يرعى هذا الحشد من الناس معاً مثل الماعز واحدة خلف الأخرى، يعبأون الأركان عفونةً وينشرون الطاعون والموت".  فاللوحة مكان مسحور ممنوع على كل هذه الأشياء: مغارة حجرية رائعة تبعد أميالاً عن كل شيء، تردد أدعية الفلوات. 
وحوالي هذا الوقت كتب وصفة دواء- ربما كان هذا عقاراً سرياً مضاداً للطاعون: 
خذ بذور الزؤان الطبي
وروح النبيذ في قطعة من القطن
وقليل من السيكران الأبيض
وقليل من عشبة مشط الراعي
وبذور وجذور نبتة خانق الذئب
وجففها جميعا، ثم اخلط هذا المزيج مع الكافور لتحصل على الدواء.  
وقد خرجت أولى أفكار ليوناردو الناضجة حول "المدينة المثالية" شكلاً وتطبيقاً من مرجل الطاعون هذا، ومنه اكتسبت إلحاحها وضروريتها.
وكان هذا حديث الساعة في عصر النهضة. وقد كان لالبرتي وفيلاريتي حوله جدال ومناقشات، وسبقهما في ذلك المعماري الروماني العظيم فيتروفيوس، وليس من الصعب تخيل ليوناردو وهو يحاور صديقه المتعلم دوناتو برامانتي حول الأمر. وتبين رسوماته وملاحظاته المؤرخة في 1487 مدينة مستقبلية بهيجة ومخططة بميادينها وممراتها وأنفاقها وقنواتها ("مستقبلية" بتلك الفكرة العجيبة للطريق المسدود: والمستقبل كما تم تصوره في الماضي). 
لتقام المدينة على مستويين- المستوى العلوي للسابلة والمجتمع والعناصر الجمالية، بشكل مقارب جداً" لمناطق المشاة" في المدن الحديثة. بينما المستوى السفلي يُخصص بشكل رئيسي لشبكة من القنوات التي تستخدم لحركة البضائع والحيوانات لأغراض التجارة، وللمخازن، ولمساكن من يدعوهم "عامة" الناس. الشوارع واسعة، وارتفاع واجهات المباني منتظم، وتطول المداخن لنفث الدخان عالياً بعيداً عن الأسقف. وهو يوصي باستخدام أنواع الدرج الحلزوني في المباني العامة، وذلك نسبةً لأنّ للدرج المربع زوايا معتمة يحولها الناس إلى مِبْولات.  وقد كان يُفكر في نظام صرف صحيِّ متطور لمجابهة الطاعون بلا شك. كما كانت لديه بعض الأفكار حول دورات المياه النموذجية أيضاً- ليس بالضبط المراحيض الدافقة للماء، كما اخترعها جون هارينغتون بعد ذلك بقرن، ولكنها ممتازة في تصميمها: " ينبغي أن يكون مقعد المرحاض قابل للانعطاف مثل الباب الدوار في الأديرة، والعودة إلى موقعه الأول باستخدام ثقل موازن. ويجب أن يكون السقف ذو فتحات فيه حتى يستطيع المرء التنفس".  
  
مذكرات ورسومات موضوعها "المدينة المثالية"
في هذا الوقت أيضاً تحولت أفكاره إلى موضوع طيران البشر: 
انظر كيف تضرب بأجنحتها الهواء داعمة طرفين ثقيلين في الهواء المخفف لدرجة كبيرة...راقب أيضاً الهواء في حركته فوق البحر يملأ الأشرعة المنتفخة ويسوق السفن المثقلة بالأحمال.. حتى أنّ رجل بأجنحة كبيرة بما يكفي، ومحكمة التثبيت، ربما يتعلم كيف يتغلب على ممانعة الهواء، ويغزوه ويسخرّه، ويحلق فيه.  
وتستمر القطعة التي فيها الوصف والرسم التمهيدي لمنطاد: " إن كان لرجل مظلّة من قماش الكتّان المطلي عرضها 12 ذراعاً وطولها كذلك [24 قدماً]، فسيستطيع أن يلقي بنفسه إلى الأسفل من أي ارتفاع كبير بدون أن يؤذي نفسه." ويشير هذا إلى أنّه كان في ذلك الوقت يدرس بجدية إمكانية طيران الإنسان: وماذا غير ذلك يدفعه للتفكير في منطاد؟
وظل منطاد ليوناردو هرميّ الشكل على لوح رسمه حتى 26 يونيو 2000، عندما قفز به المظلّي الإنجليزي ادريان نيكولاس مختبراً إياه من ارتفاع 10000 قدم فوق حديقة كروغر الوطنية بأفريقية الجنوبية. كان المنطاد مصنوعاً وفق مواصفات ليوناردو بدقة على الأرجح، ما عدا استخدام النسيج القطني بدلاً من الكتّان. وقد نصبت على أعمدة من خشب الصنوبر، تزن حوالي 200 رطلاً- أثقل من المناطيد الحديثة العادية بأربعين مرةً تقريباً- ولكن على الرغم من هذا الوزن سار الإطلاق على الوجه الأكمل. وهبط نيكولاس 7000 قدمٍ في خمس دقائق: هبوط بطيء. وفصل نفسه استعداداً للهبوط الأخير مستخدماً منطاداً تقليدياً- لأنّ المنطاد الذي حلّق أولاً بتصميم ليوناردو لم يكن قابلاً للطي، وبذلك يكون معرضاً لخطر وقوع الآلة بكاملها من فوقه. " كان لدي شعورٌ لطيفٌ بالنشوة والاحتفال، ولم استطع منع نفسي من مخاطبته "سيد دافينشي، لقد وفيت بوعدك، أشكرك شكراً كثيراً."  قال نيكولاس عقب الهبوط.

رسم تمهيدي لمنطاد ليوناردو ومواصفاته في مخطوطة اتلانتكس المؤرخة في 1485.
وهذه هي طرق الهروب الذهني من المدينة المنكوبة بالطاعون- برّية عذراء الصخور الرحيمة، والطرقات المتجددة الهواء للمدينة الفاضلة، المساحات الواسعة المفتوحة للجو. ولكن كان هنالك شيء لا يستطيع المرء منه فراراً، أشياء مدفونة في وجدانه، كان هنالك منتج آخر في هذه الفترة ذاتها هو سلسلة عجيبة ومبينة من الرسومات المجازية الموجودة الآن في كلية كنيسة المسيح بأكسفورد.  وهي ذات موضوعين- حتمية الألم بعد اللذة، والأثر الضار للحسد على الفضيلة- ولكن يميل هذين الموضوعين إلى الاندماج أحدهما في الآخر، ويشعر المرء بأنّ الرسوم هي في الحقيقة تدور حول الشيء ذاته: الثنائية الأساسية للتجربة، والسلبية التي يجب أن تتخلل كل إيجابي، و"الآخر" الحتمي الذي يكمن ويدمر. وهما مرسومان بوضوحٍ فجٍ: يظهر عليها حس الاستعجال. 
اللذة والألم يتجسدان في صورة مخلوقٍ ذكرٍ مخنثٍ بجسد واحد ذو رأسين وزوجين من الأذرع. تقول الديباجة: " أن اللذة والألم يصوران نفسيهما كتوأمين، لأنّ أحدهما لا يكون أبداً دون الآخر، كما لو أنّهما قد علِقا معاً [appiccati]. الألم رجل كبير ذو لحية، واللذة شاب بشعر طويل. وعليه إذن يقدم الرسم تعليقاً على الأشكال والرسومات التمهيدية الكثيرة التي خطّها ليوناردو، في مختلف الأوقات وبمختلف الأساليب، لرجل عجوز(كثيراً ما يظهر فيها أشبه ب"رجل كسّارة البندق"، بذقن بارز وشفتين مذمومتين تنمان عن درَدٍ) في مقابلة شابٍ مليحٍ ذي شعرٍ أجعد. والديباجتان تحت الشكل تخبراننا بأن إحدى قدمي هذا الجسد المخنث تقف على ذهبٍ والأخرى على الطين. 

                    أمثولة اللذة والألم
ونقرأ في جزءٍ آخر من النص: "إن اخترت اللذة فاعلم أنّ من ورائها الشخص الذي سوف يَجلُب عليك الشقاء والندامة". لم يقاوم ليوناردو التورية، وهذا الشقاء (Tribolatione) متجسداً في المسامير الغامضة الصغيرة الشائكة التي تَتَساقط من يمنى العجوز، والتي كانت سلاحاً معروفاً في اللغة الإيطالية باسم tribolo. ويدعى بالإنجليزية "Caltrop"، وهو فخ كعب (باللاتينية Calx  تعني كعب". وهي مُصَوَّرَة في رسمٍ من أواخر ثمانينيات القرن الخامس عشر، والتي تقول ديباجتها "مسامير الحديد"، مع نصٍّ يشرحُ كيفَ ينبغي نَثرُهَا على الأرض في أسفلِ الخنادق لإعاقة تَقَدُّمِ العدو. 
كونت غيولو بيرو يستحضر معلِّقاً على هذه القطعة أنْ "قبل بضعة سنوات [كان يكتب في 1881م] عندما كانوا يبنون مدرسةً جديدةً لركوب الخيل في قلعة ميلانو، وقد وجدوا اثنين منهما والتي رأوها بأنفسهم وكانت تشبه، على نحوٍ دقيقٍ، تلك التي رَسَمها ليوناردو ووصفها." وهذه التورية هي ما يربط لرسم بأنشطة ليوناردو (أو ما كان يتمنى من أنشطةٍ وأعمال) مثل الهندسة العسكرية. 
يترك الألمُ مساميرَ الشقاءِ الصغيرة تسقطُ في إحدى اليدين، وفي الآخر يلوِّحُ بغصنٍ يُفتَرَض أنّه يمثل جَلْد الحَسْر. وتحاكيه أفعالُ اللذة: فهو يُسقط صَفَّاً من العملات خارج يده لأنّ اللذة باهظة (تذكَّر نكتة مودينا: "تعيّن عليَّ أن أدفع عشرة دوكاتٍ ذهبية فقط لأولج ذَكَري")، ويحمل قصبة مزمارٍ في يده الأخرى. وتفسير ليوناردو للمزمار رائع؛ لأنّه واحدٌ من تلك النصوص المُزدَوَجة الطبقات النادرة بخلاف المذكرة التي تحكي قصة الحدأة حيث يقطع موضوع-مادة فجأة ليَكشِفَ عن آخرٍ، موضوع ذو طابعٍ شخصيٍّ بالكامل. وهو يقول أنّ اللذة مُجَسَّدةٌ "بالمزمار في اليد اليمنى، والتي لا حول لها ولا قوة، والجروح التي يتركها سامَّة".  هذا هو المعنى الرمزي المُعلن، ولكنه يُصبِحُ نوعاً من الذكريات أو الأحلام كالآتي: 
إنهم يستخدمون المزامير في توسكانيا كركائز للأسرة، لتأكيد أن أحدهم قد شاهد أضغاث أحلام، وهنا يضيع جزءٌ كبيرٌ من عمرِ شخصٍ ما، وهنا يُهدَرُ الكثير من الوقت المفيد، وأنه في الصباح، عندما يكون الدماغ مستعداً ومرتاحاً، ويكون الجسم قادراً على أداء مهامٍّ جديدة، وعندئذٍ تُجنى الكثير من الملذات سواءً من خلال الذهن، مصوّراً لنفسه أشياء مستحيلة، وعن طريق هذا الجسد يتسنى التمتع  بهذه الملذّات التي هي دائماً ما تتسبب في فَشل الحياة (mancamento di vita  ( وهذا هو سبب استخدام المزمار لهذا الغرض.
وللمرء أن يفترض أن استخدام القصب المنسوج في الأَسِرَّة التوسكانية كان لأسبابٍ عمليةٍ أكثر منها رمزية، وأن الأخلاق التي يرسمها، وتتكشف في صيغته التي تحبس الأنفاس، هي شخصية لحدٍّ كبير؛ إنّها لحظة اعتراف: فقد راودته "أضغاث أحلام"، أو خيالات جنسية، عندما كان يستلقي على سرير في أوقات الصبح، إنّه يشعر بالسوء حيال هذا الأمر لأنّ عليه البقاء نَشِطاً ومُتَحركاً يقومُ بأمورٍ كثيرة، وربما بسبب أنّ الخيالات مِثلِيَّة في طبيعتها. حتى أنّ الجذع القضيبي في يدِ اللذة ما هو إلا ضعيف و"غير مفيد"، وهو، بكل وضوحٍ، رمزٌ لفَشّ النعوظ، والذي قد يشير، في معنى النص، إلى ما بعد الاستمناء أكثر منه إلى ما بعد المُجَامعة. فملاحظة العدوى - "الجروح التي يخلِّفُها سامة"- تُمَثِّل البقية الباقية من معنى الاشمئزاز من النفس والذي غُصّت به أجزاء اللوحة، ويبدو أنّ هذا يربطه مرةً أخرى بعدوى طاعون ميلانو السامة. 
وتقودنا رسومات "الفضيلة والحَسَد" في الاتجاه ذاته: فهي تُعبِّر عن الفكرة ذاتها، التي تقول بجوهرية هذه الصفات المتناقضة لبعضها البعض، وأنّها تفعل ذلك بتصوّرٍ يميل إلى الآيروسية. "الفضيلة"، يتذكر المرء أنّها لا تعني دماثة الخلق: بل تعني أنّ القوة (حرفياً "الرجولة")، إذ أنّ الفضيلة "Virtue"  مشتقة من الكلمة اللاتينية vir) أي الروح، والعقل اللذان يميلان إلى الصلاح. والفضيلة بمعناها الواسع، هي نفس المرء العليا أو الأفضل في جميع استعلاناتها. والحَسَد هو ما يُهاجم ويحط منها ويكبحها. مثل الألم واللذة، تم رسم الفضيلة والحسد كجسدين ملتصقين. والنص أسفل الرسم يقول: "اللحظة التي تُولد فيها الفضيلة، تُنَاقِض نفسها بولادة الحسد، لأنّك قد تجد جسداً بلا ظلٍّ ولا تجد فضيلةً دون حسدٍ". وفي الرسم نجد الحسد مطعوناً في العين بغصنِ زيتون، وبأنه بغصن من الغار أو الآس. وهذا، يشرح ليوناردو، "ليدلَّ على أن النصر والحقيقة يؤذيانها". بيد أنّ النص يصف الفضيلة كامرأة ("هي تلِدُ الحسد")، وهذا ليس واضحاً البتة في الرسم- فلا يترائى للجسد نهدان، ورقصة الجسدين توحي بالجِماع وبذات القدر تُجسِّدُ الولادة: في الحقيقة، هي شبيهة برسمٍ تشريحيٍّ شهيرٍ في ويندسر يصور زوجين نصفيين في وضعية الجماع. 
وفي رسمٍ آخر يُرى جسدين أنثويين يركبان علجوماً عملاقاً: وهنالك ديباجة تُعرِّفْهما على أنّهما الحسد والجحود، ويركض وراؤهما هيكلٌ عظمي للموت بمنجله مرة أخرى يستشعر المرء طقس الطاعون. الحسد يطلق سهماً على نقطة مثبّتٌ فيها لسان بشري: صورة معروفة للبلاغ "الكاذب". ويظهر الحسد في رسمٍ آخر وهو يركب على هيكلٍ عظميّ. وفي هذين الرسمين، كلاهما، كانت تُصوّرُ كامرأةٍ عجوز بثديين متدليين (ذاويين وضامرين)، ولكنّها ترتدي قناعاً على وجهها يُجمِّلُ هيئتها". وتصوير ركوب المرأة لا يخلو من إيماءات جنسية. ففيه صدىً لرسم عجيب من أوائل رسوم ليوناردو التمهيدية، والذي تَظهَرُ فيهِ امرأةٌ بخدّين ملوّنين على ظهر رجلٍ عجوز. ويُدعى هذا الرسم، بشكلٍ عام، أرسطو وفيليس.  ومن المعروف أن الفيلسوف أرسطو قد تزوج امرأةً تصغره بكثير، وهي حفيدة صديقه، وبيد أنّه لم يكن قد تجاوز الأربعين من العمر آنذاك، لكن تحولت القصة إلى فكرة الفيلسوف المسنّ الواقع في هوى الفتاة الصغيرة الجميلة. "تركب فيليس على ظهر أرسطو" يقول آرثر أ. بوفام، هي واحدة من تلك المواضيع العزيزة على تهكم القرون الوسطى، التي تُجسِّد إخضاع الفكر بالحب. فهي تنتمي إلى الدائرة ذاتها من قصص فيرجيل في السلة وشمشون ودليلة" .
وعلى ظهر الرسم يَكتُب ليوناردو سلسلة من الكلمات: "العشيقات، اللذة، الحب، الغيرة، السعادة، الحسد، الثروة، الحسرة". 

رمزُ الحَسَد راكبة على ظهر الموت
ورسم أرسطو وفيليس الآن يكون أصغر مما هو عليه قبل بضعة سنوات من صدور رموز أكسفورد، ولكننا على ذات الأرضية الذهنية. وموضوع المادة للرسم التمهيدي أيروسية بالأساس، وانتُقدت الرمزيات بشكلٍ أكثر بصورةٍ غير مباشرة. وفي هذه الرسوم أحسَّ بالورطة أو العلاج -ستُفنى كل قوة دافعة بنقيضها:  كل شيء يُوضَع معاً سينهار، الذهب سيعود إلى تراب. وسيناضل الإنسان ليسمو، ولكنّه دائماً ما يُسحب إلى الوراء بالنقيض، الذي قد يكون حسد وخبث الآخرين، ولكن في أعماقه ما هو أهم من ذلك: الضعف المُميت، والمُذنب، والمُبَدِّد لطاقته أو "آفةِ" حياته الجنسية. 



-------------------------------------------------
 ليوناردو دافنشي: رحلات العقل
تأليف: تشارلز نيكول
ترجمة: أميمة حسن قاسم
محاولة استعادة شيء من ليوناردو الإنسان هي مهمة هذا الكتاب- ذلك هو، ليوناردو الإنسان الحقيقي، الذي عاش في وقت حقيقي، وأكل أطباقاً حقيقية من الحساء، مقابل ليوناردو الرجل الخارق، متعدد التخصصات.
بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، وبدافع من حب المعرفة والسعي لنشرها  قامت القرية الإلكترونية بتوفير هذه النسخة من كتاب ليوناردو دافنشي: رحلات العقل | تأليف: تشارلز نيكول | ترجمة: أميمة حسن قاسم
وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في جوجل بلس نأمل أن تحوز إعجابكم وأن تكون مساهمة في #نشر_المعرفة
صفحتنا الرسمية في فيس بوك :
منصتنا في جوجل بلس لمتابعة باقي مشروعاتنا 
(جميع الحقوق محفوظة)

No comments:

Post a Comment