قصة سان ميشيل لأكسِل مونتي
ترجمة: علي كنعان
الحلقة رقم (30)
XXXI
سباق الزوارق
كان ذلك في أوج الصيف، نهار متألق طويل من أشعة شمس لا تفتر. انتقلت السفارة البريطانية من روما وأقامت مركزها الرئيس في سورنتو. كان السفير يعتمر قبعة البحار جالسا على شرفة فندق ڤتوريا، يمسح الأفق من خلال نظارته المونوكل أملا بالريح الشمالية الباردة أن تبدأ تهب على مياه الخليج الصقيلة. وكانت "سيدته هيرميوني" المحبوبة على متن الزورق الراسي، وهي متلهفة للانطلاق بقدر ما هو متلهف. لقد صمم زورقا سريعا بنفسه وأعد له الأشرعة بإبداع رائع ومهارة تقنية، دون مساعدة أحد. وغالبا ما اعتاد أن يقول إنه لا يأبه أن يبحر به عبر الأطلسي، وقد كان أشد فخرا به من أي شيء آخر من إنجازاته الدبلوماسية المتألقة. لقد اعتاد أن يمضي اليوم بطوله في زورقه، وقد لوحت الشمس وجهه بالبرونز كأي صياد سمك من سورينتو. كان يعرف الساحل من تشيڤيتا ڤاكيا حتى بونتا ليكوسا تقريبا كما كنت أعرفه. ولقد تحداني مرة في سباق إلى مسينا وألحق بي هزيمة منكرة بفعل ريح تالية وبحر هائج، وكان في غاية المسرة.
وقلت: "انتظر حتى على شراعي الثاني والشراع الحرير المثلث".
كان يحب كابري ويعتقد أن سان ميشيل أجمل مكان رآه في حياته، وكان قد رأى الكثير. كان يعلم القليل عن تاريخ الجزيرة، لكنه كان تواقا كتلميذ مدرسة أن يعرف المزيد.
كنت في ذلك الوقت أقوم باستكشاف الكهف الأزرق. ولقد سحبني المعلم نيكولا مرتين وأنا في نصف حالة إغماء خارج ذلك الممر الجوفي الشهير الذي يعبر، حسب التقاليد، أحشاء الأرض إلى قصر تيبريوس الذي يرتفع ستمئة قدم فوق سهل داميكوتا، وربما فساد قصر أغسطس. كنت أمضي أياما بكاملها في الكهف الأزرق، وقد اعتاد اللورد دوفرين غالبا أن يأتي مجدفا بقاربه الصغير ليزورني وأنا في عملي. وبعد سباحة ممتعة في المياه الزرقاء، كانت من عادتنا أن نجلس ساعات خارج النفق الغامض، ونحن نتحدث عن تيبريوس وطقوس العربدة في كابري. ولقد قلت للسفير إن ما يتردد من هراء عن السرداب الخفي الذي كانوا يتصورون أن تيبريوس كان ينزل فيه إلى الكهف ليلعب مع غلمانه وفتياته قبل أن يخنقهم، هي مثل سائر أقاويل سويتونيوس( 1) البذيئة. لم يكن النفق من شغل الإنسان ولكن بفعل الحت البطيء الذي يحدثه ماء البحر في الصخر. لقد زحفت فيه أكثر من ثمانين يردة، وأقنعت نفسي بعد المجازفة بحياتي أنه لا يؤدي إلى مكان معين. ذلك أن الكهف كان معروفا للرومان وقد أثبتته اقتفاءات الأثر المتعددة التي قام بها البنَّاء الروماني. لقد غاصت الجزيرة ستة عشر قدما منذ ذلك الحين، وكان دخول الكهف في تلك الأيام من خلال القبو الضخم المغمور الذي كان يُرى عبر الماء الصافي. والفتحة الصغيرة التي كان ينفذ بطوفه الصغير من خلالها هي في الأصل نافذة تهوية للكهف، ومن الطبيعي أنها لم تكن زرقاء في ذلك الحين لكنها مثل عشرات الكهوف الأخرى على الجزيرة تماما. ولم تكن معلومات باديكر( 2) صحيحة بأن الرسام الألماني كوبيش هو الذي اكتشف الكهف الأزرق في 1826. فالكهف كان معروفا في القرن السابع عشر باسم كهف جراتولا، وأعيد اكتشافه في 1822 على يد الصياد أنجيلو فيرارو من كابري، وقد منح معاشا مدى الحياة من أجل اكتشافه. ونظرا للعرف المشؤوم عن تيبريوس، والذي تحدر عبر الأجيال في حوليات تاسيتوس، فقد أخبرت اللورد دوفرين أن التاريخ لم يقترف خطأ فاضحا أسوأ من الحكم على هذا الإمبراطور العظيم بالعار لما وصمه نابليون بـ"الحط من قدر الإنسانية"، وهو غريم رئيسي. كان تاسيتوس كاتبا لامعا، لكن حولياته كانت قصصا تاريخية، وليست تاريخا. كان عليه أن يقحم جزافا عشرين سطرا عن طقوس العربدة في كابري لكي يكمل صورته عن الطاغية النمطي وفق المدرسة البلاغية التي ينتمي إليها. وما من صعوبة في تعقب أكثر من مصدر مشبوه كان قد استقى منه هذه الإشاعات الفاسدة. وإلى جانب ذلك، فقد بينت في بحثي، "الدراسة السيكولوجية لتيبريوس"، أنها لا علاقة لها بحياة الإمبراطور في كابري. وذلك أن تاسيتوس نفسه لم يكن يعتقد بأن طقوس العربدة في كابري واضحة في مروياته لأنها لا تضعف بأي طريقة مفهومه العام عن تيبريوس كإمبراطور عظيم وكرجل عظيم "محبوب الشخصية وعظيم التقدير"، إذا استعملنا كلماته بذاتها. وحتى تابعه سويتونيوس، وهو أقل منه ذكاء بكثير، أورد أشد القصص فحشا مع ملاحظة أنها "نادرا ما يجوز أن ترتبط به وما تزال أقل من أن تصدق". وقبل ظهور الحوليات – بعد وفاة تايبريوس بثماني سنوات – ما من رجل وطني في التاريخ الروماني، ذي سجل حياة نبيلة لا شائبة فيها، كان أنظف من الإمبراطور العجوز. وما من أحد من الكتّاب الذين تحدثوا عن تيبريوس تفوه بكلمة واحدة عن عربدات كابري، وبعض هؤلاء الكتاب كانوا من معاصريه، ولديهم فرص من المقام الأول لالتقاط كل تخرصات الألسنة الشريرة في روما. ويتحدث فيلو، اليهودي الورع المثقف، بجلاء عن الحياة البسيطة والنظيفة التي كان على كاليجولا أن يعيشها مكرها مع جده بالتبني في كابري. وحتى ابن آوى( 3) سويتونيوس، الغافل عن مقولة كوينتيليان( 4) الحكيمة إن الكذاب ينبغي أن يتمتع بذاكرة جيدة، ارتكب خطأ فاضحا في القول عن كاليجولا إنه كان يتنكر بشعر مستعار ليتفلت من العين الصارمة للإمبراطور العجوز، كلما مال للغواية في كابري. وسينيكا( 5)، مستنكر الرذيلة، وبليني( 6) – وكلاهما من معاصريه – يتحدثان عن عزلة تيبريوس الصارمة في كابري. صحيح أن ديو كاسيوس يضع بعض الملاحظات العرضية عن هذه الإشاعات البذيئة، لكنه لم يستطع إلا أن يلاحظ بنفسه التناقضات التي وقع فيها ولا يمكن تفسيرها. وحتى محب الفضائح جوڤينال( 7) يتحدث عن "شيخوخة الإمبراطور الهادئة" في بيته على الجزيرة، محاطا بأصدقائه المثقفين وعلماء الفلك. وبترارك، المؤيد الصارم للفضيلة، يشهد بعزلة الرجل الجليلة خلال السنين العشر الأخيرة من حياته. إن قصة طقوس العربدة في كابري التي كانت مستحيلة تماما من وجهة نظر علم النفس، كانت قبل اليوم مفهومة من قبل ڤولتير. كان تيبريوس في الثامنة والستين لما اعتزل في كابري في سجل حياة متواصلة من الفضيلة الصارمة، لم يرتب بها حتى أسوأ أعدائه. والتشخيص المحتمل بشيء من خبل الشيخوخة المشؤوم كان مستبعدا باعتراف جميع الكتاب أن الرجل العجوز في كامل صحته العقلية ونشاطه حتى موته في سنته الـ 79. إن عرق الجنون الذي يسري في سلالة جوليانوس كان، فوق ذلك، غائبا عن كلوديانوس. كانت حياته على الجزيرة حياة رجل عجوز متوحد، الحاكم المرهق من عالم جاحد، مثالي مغموم، يعاني المرارة وانكسار القلب، ومصاب بما يدعى اليوم بوسواس المرض، وذكاؤه الرائع وحسه النادر بالدعابة ما يزال يجعل إيمانه بالبشرية مستمرا. كان يرتاب ويزدري معاصريه، ولا عجب في ذلك، لأنه كان عرضة لخيانة كل رجل أو امرأة وثق به. ولقد استشهد تاسيتوس بكلماته لما رفض الالتماس بإقامة هيكل له من أجل مقامه المقدس كما فعلوا لأغسطس، وذلك قبل سنة من اعتكافه في كابري. ومن غير مصنف الحوليات، سيد السخرية الألمعي والغمز الماكر، كان يمتلك الوقاحة بأن يقتبس ساخرا مناشدة الإمبراطور المهمة بالازدهار من أجل حكم عادل؟
"أما بالنسبة إلي، أيها الآباء الشيوخ، فأنا أصرح لكم أني لست أكثر من إنسان، وكل عملي أن أؤدي واجبات إنسان؛ هذا يكفيني إذا كنت أسد بجدارة المكان الرئيس بينكم؛ وهذا ما أود أن يتذكرني به أولئك الذين سوف يعيشون بعدي. وإذا حكموا علي بأني جدير بأسلافي، سهران على مصالحكم، ثابت في الخطر، ومقدام في مواجهة العداوات لخدمة الشعب، فإن ذلك كفاية وأكثر من كفاية. هذه هي الهياكل التي سأشيدها في قلوبكم، وهذه هي الصور الأجمل، وهذه هي التي ستبقى بشكل أفضل. أما بالنسبة لتلك الأشياء المبنية من حجارة، إذا انقلب الحكم على الازدهار إلى كراهية، فهي لن تكون إلا قبورا مخزية. وأنا منذ الآن وحتى آخر أيامي أتوسل للآلهة أن تهبني روحا مطمئنة ومدركة لواجباتي من أجلهم ومن أجل بني البشر؛ ومن هنا أسأل مواطنينا وحلفاءنا أن يشرفوا حياتي واسمي باستحسانهم وذكرياتهم الكريمة".
مضينا صعدا إلى داميكوتا. كان الإمبراطور العجوز يعرف ما كان يعمل لما بنى قصره الكبير هناك، بجوار سان ميشيل. إن داميكوتا تشرف على أجمل منظر في جزيرة كابري. وقد أخبرت السفير أن كثيرا من اللقى التي كانت موجودة هنا صارت في يدي زميله السير وليام هاملتون، السفير البريطاني إلى نابولي في عهد نيلسون، وهي اليوم في المتحف البريطاني. وكثير منها ما زال مخبوءا تحت عرائش الكرمة، وكنت عازما أن أشرع في التنقيب هنا بجد في الصيف القادم، فعرائش الكرمة اليوم ملكي. التقط اللورد دوفرين زر جندي صدئ بين أنقاض الفسيفساء وألواح الرخام الملونة. عساكر من كورسيكا! نعم، مئتا جندي كورسيكي كانوا معسكرين هنا في 1808 ولكن معظم الحامية الإنجليزية في أناكابري كانت لسوء الحظ من الجنود المالطيين الذين انسحبوا في حالة فوضى حين اقتحم الفرنسيون المعسكر. كنت أطل على الجرف في أوريكو، فدللت السفير على المكان الذي رسا فيه الفرنسيون وتسلقوا الصخر شديد الانحدار، واتفقنا أنه كان بحق إنجازا عجيبا. نعم، لقد قاتل الإنجليز ببسالتهم المعتادة، ولكن كان عليهم أن ينسحبوا تحت جناح الليل إلى ما يعرف اليوم بسان ميشيل حيث كان آمرهم الميجور هاميل، وهو إيرلندي مثله، وقد مات من جراحه. وهو يرقد مدفونا في زاوية من مقبرة أناكابري. وما يزال في حديقتي المدفع ذو الرطلين الذي تخلوا عنه أثناء انسحابهم في اليوم التالي نازلين الدرجات الفينيقية إلى كابري. ومع الفجر فتح الفرنسيون النار على كابري من مرتفعات مونت سولارو، ويبدو غير مفهوم تماما كيف أوصلوا مدفعا إلى هناك. ولم يكن لدى الآمر الإنجليزي في المقر الإنجليزي في كابري إلا أن يوقع وثيقة الاستسلام. وما كاد الحبر يجف حتى ظهر الأسطول الإنكليزي في عرض البحر، وكان قد توقف مع سكون الريح في جزر بونزا. كانت وثيقة الاستسلام تحمل اسم رجل سيئ الطالع بشكل استثنائي، سجان النسر الأسير على جزيرة أخرى مستقبلا، السير هودسون لوي.
وفي طريق عودتنا عبر القرية إلى سان ميشيل، أشرت إلى بيت متواضع في حديقة صغيرة وقلت للسفير إن صاحبة البيت هي مارغريتا الجميلة، حسناء أناكابري. لقد تزوجت العمة "لورد إنجليزي"، هو من أقربائه، ما لم أكن مخطئا. نعم، إنه يتذكر جيدا أن ابن عم له تزوج فتاة إيطالية ريفية فخيب أمل عائلته، وقد أخذها إلى إنجلترا، لكنه لم يرها قطّ ولا يدري ما جرى لها بعد موت زوجها. كان مهتما بصورة هائلة وأرادني أن أخبره بكل ما أعرفه عنها، مضيفا أن ما يعرفه عن زوجها كان كافيا له تماما. قلت له إن ذلك حدث قبل مجيئي بوقت طويل. وأنا لم أعرفها إلا بعد رجوعها من إنجلترا أرملة بمدة طويلة، وكانت يومئذ امرأة عجوزا. وكل ما في وسعي أن أخبره به كان مما سمعته من دون كريسوستومو العجوز الذي كان كاهن اعترافها وكان معلمها أيضا. كان طبيعيا أنها لا تقرأ ولا تكتب، لكنها سرعان ما التقطت الكثير من الإنجليزية، بفضل عقلها الكابروي( 8) الذكي. لقد ناشدوا دون كريسوستومو، الذي كان رجلا مثقفا، أن يعطيها قليلا من الدروس في أمور مختلفة ليفسح في مجال محادثتها المحدود، وذلك لكي يؤهلها للحياة في إنجلترا زوجة للورد إنجليزي. كانت تتمتع بالجمال والأخلاق الكريمة بحكم مولدها كجميع بنات كابري. أما بالنسبة إلى جمال المظهر، فإنه لأمر موثوق أن نعتمد على تأكيد دون كريسوستومو بأنها كانت أجمل فتاة في كابري، لأني كنت أعتبره دائما خبيرا عظيما. ولقد خابت الجهود كلها في إثارة اهتمامها بأي شيء خارج جزيرتها هذه، فتقرر أن يقتصر تعليمها على تاريخ كابري ليمنحها على الأقل شيئا ما لتتحدث عنه إلى أنسبائها. كانت تصغي برعب إلى الحكايات الرهيبة كيف كان تيبريو يلقي بضحاياه من أعلى جرف سالتو دي تيبريو( 9)، وكيف كان يخمِّش وجه صياد السمك بمخالب سرطان، وكيف كان يخنق الغلمان الصغار والفتيات في الكهف الأزرق. كيف أمر حفيده نيرو بحارته أن يضربوا أمه بالمجاذيف حتى الموت على مرأى من الجزيرة، وكيف أغرق ابن أخيه كاليغولا ألوف الناس في بوزولي. أخيرا قالت بلهجتها المتميزة:
"لا بد أن هؤلاء الناس جميعا كانوا أشرارا جدا، وليسوا إلا مبتزين".
قال الأستاذ: "كان علي أن أفكر بذلك، ألم تسمعيني أقول إن تيبريو كان يخنق الفتيان والفتيات في الكهف الأزرق، وأنه..".
"هل هم كلهم موتى؟"
"نعم، طبعا، منذ ألفي سنة تقريبا".
قالت بابتسامة ساحرة: "لكن لماذا كل هذه الورطة حتى نزعج أنفسنا بهم، دعونا نتركهم في حالهم".
وهكذا انتهت مهمة تعليمها.
رجعت إلى جزيرتها بعد موت زوجها وانكفأت تدريجيا إلى حياة أسلافها البسيطة في سلالة أكبر من نسب لوردها الإنجليزي بألفي سنة. كنا نراها جالسة في الشمس على شرفتها الصغيرة، في يدها سبحة وفي حضنها قطة. لقد قبل اللورد دوفرين يدها بانحناءة احترام كأحد رجال البلاط. لقد نسيت إنجليزيتها كلها تقريبا وانطوت راجعة إلى لهجة طفولتها، وإيطالية السفير الكلاسيكية كانت غير مفهومة لها كما كانت لي.
وقال لي اللورد دوفرين ونحن نهم بالذهاب: "قل لها، قل لها مني إنها على الأقل سيدة عظيمة كما كان زوجها اللورد جنتلمان".
هل يود السفير أن يرى ابنة أخيها، مارغريتا الجميلة؟ نعم، إنه لا يطلب أي شيء أفضل.
استقبلتنا ماريغريتا الجميلة بابتسامتها الساحرة وكأس من أفضل نبيذ الكاهن، وكان الجنتلمان العجوز الشهم راغبا أن يعترف بقرابتهما بقبلة حانية على وجنتها الوردية.
كان سباق الزوارق المتوقع ولمدة طويلة سينطلق الأحد القادم، في مضمار مثلث: كابري، بوسيليبو، سورينتو، حيث سيستلم الفائز الكأس من يدي الليدي دوفيرين. زورقي الشراعي الجميل "الليدي ڤكتوريا" كان زورقا ممتازا كأفضل ما يمكن أن تبنيه اسكوتلاندا، من خشب الساج والفولاذ، وهو جاهز لكل طارئ، وآمن في كل الأحوال الجوية إذا جرت قيادته بشكل لائق، وإذا كان لي أن أعرف في حياتي أي شيء يستحق المعرفة فهو كيف أوجه دفة المركب. كان اليختان الصغيران صنوين، وهما ابنتا اللورد دوفيرن وقد أعطاهما اسميهما. وكان حظانا متعادلين. وفي الريح العاصفة والبحر الهائج، فلا بد أن أخسر على الأرجح، لكني أعتمد على شراعي الثاني الجديد وعلى شراعي الحرير المثلث بأن أرفع الكأس في ريح خفيفة والبحر هادئا. لقد وصلت الأشرعة الجديدة من إنجلترا وأنا ما أزال في روما، وجرى تعليقها بحرص في غرفة الأشرعة في عهدة باكتشال العجوز وحده، وهو المؤتمن أكثر من جميع من في البيت. إنه يعرف وظيفته جيدا، وهو ينام والمفتاح تحت وسادته ولا يسمح لأحد أبدا أن يدخل الحرم. ومع أنه صار في السنوات الأخيرة حفار قبور متحمس، فقد كان قلبه لا يزال على البحر حيث عاش وعانى مذ كان صبيا بوصفه "صياد مرجان". وفي تلك الأيام، قبل أن تنزل لعنة أميركا على كابري، كان جميع الرجال من السكان تقريبا يذهبون لاصطياد المرجان في "برباريا"، على مقربة من تونس وطرابلس. كان عملا فظيعا، حافلا بضروب المشقة والحرمان، وحتى بالأخطار، لأن كثيرين منهم لم يعودوا قطّ إلى جزيرتهم. ولقد كابد باكتشال عشرين سنة من الجهد الشاق على البحر ليجمع ثلاثمئة ليرة يحتاجها الرجل ليحصل على زوجة. مئة للقوارب وشباك الصيد، ومئتان للسرير وكرسيين، وطقم من ملابس الأحد ليتزوج بها، وعلى السيدة العذراء أن تعنى بهما حتى الراحة الأبدية. لقد انتظرت الفتاة سنوات، تغزل وتحوك الملابس والبياضات الكتانية التي وقعت عليها مهمة تجهيزها. ولقد ورث باكتشال أيضا من أبيه قطعة من الأرض، وفي حالته مجرد قطعة من الصخر الأجرد على طرف الماء، على عمق ألف قدم تحت داميكوتا. لقد حمل التراب في سلال على ظهره، سنة بعد سنة، حتى وفر ما يكفي من التربة ليغرس عددا قليلا من شجيرات الكرمة والصبار. وهو لم يصنع قطّ ولو قطرة من نبيذ، لأن أعنابه الغضة يحترقها بانتظام الرذاذ المالح حين تعصف الريح بماء البحر. وبين حين وآخر، كان يأتي للبيت بحبيبات قليلة من البطاطا الجديدة، وهي أول ما ينضج على الجزيرة، وكان يقدمها لي باعتزاز كبير. كان يمضي كل وقته الفائض في مزرعته الكبرى، يفتت الصخر بمعوله الثقيل أو يجلس على حجر متطلعا إلى البحر وغليونه الفخاري في فمه. ولقد اعتدت بين حين وآخر أن أهبط الجرف الشديد الانحدار، حيث يمكن للماعز أن يتردد أين يضع قدمه، لأقوم بزيارته فيكون في بهجة كبيرة. وكان تحت أقدامنا تماما كهف لا يمكن الوصول إليه من البحر، وهو غير معروف حتى اليوم لدى معظم الناس، وشبه معتم وفيه نوازل ضخمة معلقة. وعلى رأي باكتشال، كان مسكونا برجل ذئبي وهو كائن ذئبي غامض يثير الرعب وما يزال يتردد في خيال السكان بكثرة تكاد لا تقل عن تيبريو ذاته. كنت أعلم أن السن الأحفوري الذي عثرت عليه تحت الرمل في الكهف، هو لحيوان ثديي كبير كان مستلقيا ليموت هنا يوم كانت الجزيرة متصلة بالبر الرئيس، وأن قطع الصوان والزجاج البركاني كانت شظايا من أدوات الإنسان البدائي. وربما عاش هناك حتى الإله، لأن الكهف يواجه الشرق، مثرا( 10)، إله الشمس، كان يعبد هنا.
لكن لا وقت لدي الآن لاستكشاف الكهف، فأفكاري كلها كانت منصبة على السباق القادم. وأرسلت كلمة إلى باكتشال أعلمه بأني آت لتفقد أشرعتي الجديدة بعد الإفطار. كانت غرفة الأشرعة مفتوحة، ولكن ما أثار دهشتي أن العجوز باكتشال لم يكن هناك ليقابلني. وحسبت أني كنت على وشك الإغماء وأنا أنشر الأشرعة الجديدة واحدا بعد آخر. كان هناك شق في الشراع الثاني، وكان الشراع المثلث الحريري الذي سيرفع الكأس مشقوقا إلى شطرين، وكان شراع السارية الأمامية ملوثا بالطين وممزقا إلى خرق. ولما استعدت كلامي، صرخت مزمجرا على باكتشال، فلم يجئ. اندفعت خارجا من غرفة الأشرعة، فألفيته في آخر الأمر مستندا إلى سور الحديقة. وفي نوبة من جنون الغضب رفعت يدي لأضربه، فلم يتحرك، ولم يتفوه بحرف؛ كل ما فعله أنه ظل منكسا رأسه ومادا ذراعيه بصورة أفقية على الجدار. سقطت يدي، أدركت ما يعني ذلك، فقد رأيته من قبل. يعني أنه سيعاني وأنه بريء، إنها عملية صلب مولانا وقد أعاد تمثيلها بمد ذراعيه وانحناءة رأسه. تكلمت معه بألطف ما أستطيع، لكنه لم ينبس بحرف، ولم يتحرك عن وضع صلبه وهو في ألم مبرح. وضعت مفتاح غرفة الأشرعة في جيبي، وناديت كل سكان البيت. ما من أحد كان في غرفة الأشرعة، ولا أحد كان لديه ما يقوله، لكن جيوڤانيا أخفت وجهها بمئزرها وراحت تبكي. أخذتها إلى غرفتي ونجحت بصعوبة بالغة في جعلها تتكلم. وأود لو كان في استطاعتي أن أروي القصة المؤسفة كلمة بكلمة كما روتها لي من بين شهقات نشيجها. لقد جعلتني أوشك أن أبكي لما تذكرت أني كنت أهم بضرب باكتشال العجوز المسكين. لقد حدث الأمر قبل شهرين في الأول من مايو وكنا ما نزال في روما. ولعلك تتذكر أول مايو المشهور منذ سنوات، عندما حدثت اضطرابات اجتماعية في جميع بلدان أوروبا، واعتداء على الأغنياء، وتدمير لممتلكاتهم اللعينة. هذا ما قالته الصحف في أقل تقدير، وبقدر ما كانت الصحيفة صغيرة بقدر ما كان التهديد بالكارثة كبيرا. إن أصغر صحيفة كانت "ڤوتشي دي سان جينارو" التي كانت تحملها ساعية البريد ماريا إلى الكاهن مرتين في الأسبوع ليوزعها على المثقفين في القرية، وهي صدى خافت من أحداث العالم المدوية عبر السلام الأركادي( 11) في أناكابري. لكن لم تكن صدى خافتا تلك التي وصلت آذان المثقفين هذا الوقت من خلال أعمدة "ڤوتشي دي سان جينارو". كانت صاعقة من السماء الزرقاء هزت القرية كلها. إن ما حدث في الأول من مايو كان الزلزال الذي كان العالم يتوقعه منذ وقت طويل. وكانت قبائل أتيلا المتوحشة التي جندها الشيطان قد نهبت قصور الأثرياء وأحرقت مقتنياتهم ودمرتها. كانت بداية النهاية، عقاب الله! عقاب الله! لقد انتشرت الأخبار كالنار في الهشيم في أرجاء كابري كلها. وخبأ الكاهن الجواهر وأواني الكنيسة المقدسة تحت سريره، وسحب الوجهاء مقتنياتهم المنقولة إلى أقبية خمورهم. واندفع الناس إلى الميدان صارخين من أجل قديسهم الراعي ليخرجوا به من مزاره ويحملوه إلى الشوارع للحماية. وفي مساء ذلك اليوم المشؤوم، ذهب باكتشال لاستشارة الكاهن. كان بلداسار قد سبقه إلى هناك وغادر وقد أكد له الكاهن بثقة أن اللصوص بالتأكيد لن يعيروا أي اهتمام لتلك القطع الحجرية والفخرية والأشياء القديمة التي تخص السنيور الدكتور. أما باكتشال الذي كان مسؤولا عن الأشرعة، فقد كان في أسوأ ورطة، كما قال الكاهن. فقد كان إخفاؤها في أقبية النبيذ ستؤدي إلى أخطر مجازفة، لأن الرجال المشتغلين في البحر كانوا مولعين أيضا بالنبيذ الجيد. لماذا لا يحملها إلى مزرعته المنعزلة تحت جرف داميكوتا، فهو المكان الأسلم لها، فاللصوص لن يجازفوا برقابهم وينزلوا ذلك المنحدر الصخري الخطر لكي يأتوا بها من هناك.
وبعد أن حل الظلام، قام باكتشال وأخوه ورفيقان مؤتمنان، وهم مسلحون بعصي غليظة، بسحب أشرعتي الجديدة نزولا إلى مزرعته. كان الليل عاصفا، وسرعان ما انهمر وابل من المطر، فانطفأ الفانوس، وجازفوا بحياتهم وهم يتلمسون طريقهم نازلين تلك الجروف الزلقة. وصلوا إلى المزرعة مع انتصاف الليل، وأودعوا أثقالهم في كهف الهولة. جلسوا هناك طوال الأول من مايو على حزمهم من الأشرعة المنقوعة، وكان كل واحد منهم يقف بدوره حارسا على باب الكهف. ومع اقتراب غروب الشمس، أرسل باكتشال أخاه، على كره منه، ليستطلع في القرية دون أن يعرض نفسه لأي مجازفة غير ضرورية. وعاد بعد ثلاث ساعات ليعلن أن لا أثر لقطاع الطرق، وكل شيء يسير كالمعتاد. كان الناس كلهم في الميدان، والشموع مضاءة أمام المذبح في الكنيسة، وقد جاؤوا بسان أنطونيو إلى الميدان ليتلقى دعوات الشكر من أهالي كابري لأنه أنقذ من جديد قريته من الدمار. وعند انتصاف الليل زحفت الجماعة خارجة من الكهف وصعدت الطريق إلى القرية من جديد ومعها أشرعتي المبللة. ولما اكتشف باكتشال المصيبة أراد أن يغرق نفسه، وقالت ابنتاه إنهما لم تجرؤا أن تتركاه خارج نظرهما لعدة أيام وليال. ولم يعد أبدا كما كان من ذلك الحين، ونادرا ما كان يتكلم. لقد لاحظت ذلك بنفسي وسألته مرارا ما خطبه. وقبل أن تنهي جيوڤانينا اعترافها بوقت طويل، زالت عني كل آثار الغضب، وعبثا فتشت عن باكتشال في كل أنحاء القرية لأعلمه بذلك. وأخيرا وجدته في مزرعته جالسا على حجره المعتاد يتطلع إلى البحر متأملا كما هي عادته. قلت له إني أشعر بالخجل لأني رفعت يدي لأضربه. كانت تلك كلها غلطة الكاهن. لم أكن لأهتم بشيء( 12) حول الأشرعة الجديدة، فالقديمة تكفيني بصورة جيدة. كنت أنوي أن أنطلق غدا في رحلة طويلة، وكان عليه أن يأتي معي وسننسى كل شيء متعلق بها. وهو يعرف أني كنت دائما أمقت عمله في حفر القبور، ومن الأفضل أن يتخلى عن ذلك العمل لأخيه ويعود إلى البحر. كان قد ترقى من ذلك اليوم ليصبح الملاح المسؤول عن المركب الشراعي الصغير. كان جاتانو ثملا حتى العمى مرتين في كالابريا وكاد يودي بنا إلى القاع، وكنت عازما على صرفه من الخدمة على أية حال. ولما رجعنا إلى البيت، جعلته يلبس قميص البحارة الجديد الذي وصل قبل حين من إنجلترا وقد طرز على صدره بأحرف حمراء الليدي ڤكتوريا من نادي اليخوت الكندية الملكية. ولم يخلعه قطّ، لقد عاش فيه ومات فيه. لقد صادفت باكتشال أول مرة وهو رجل مسن، وهو لا يعرف كم عمره، ولا ابنتاه تعرفان، ولا أي شخص آخر. وعبثا حاولت أن أتحرى ميلاده في سجل البلدية الرسمي. لقد تم نسيانه تماما من البداية. ولكنني لن أنساه أبدا. سوف أتذكره دائما كأشرف رجل في أصفى عقل وأكرم خلق واجهته في أي بلد وفي أية مرحلة من الحياة، لطيفا كطفل. وأولاده بذاتهم أخبروني أنهم لم يسمعوا منه كلمة طائشة أو نابية موجهة لأمهم أو لهم. وكان لطيفا حتى مع الحيوان، فقد اعتاد أن يملأ جيوبه بفتات الخبز ليطعم العصافير في كرمه، وهو الرجل الوحيد على الجزيرة الذي لم ينصب شركا لعصفور ولم يضرب حمارا. إن خادما عجوزا مخلصا يلغي اسم السيد. لقد غدا صديقي، وذلك شرف لي، وكان رجلا أفضل مني بكثير. لقد فهم كل واحد منا الآخر على نحو جيد تماما، مع أنه كان ينتمي إلى عالم آخر غير عالمي، عالم أكاد لا أعرفه. وخلال الأيام والليالي الطويلة التي كنا فيها وحدنا معا على البحر، علمني أشياء كثيرة لم أقرأها في كتبي ولم أسمعها من شفاه رجال آخرين. كان رجلا صموتا، فقد علمه البحر سكوته منذ عهد بعيد. كانت أفكاره قليلة، وذلك في نظره أفضل بكثير. لكن أقواله كانت حافلة بالشعر، وبساطته القديمة في عباراته المجازية كانت إغريقية خالصة. وكثرة من كلماته ذاتها كانت إغريقية، وكان يتذكرها من ذلك الوقت الذي أبحر فيه على امتداد ذلك الساحل ذاته كواحد من البحارة في سفينة يوليسيس. وحين كنا في البيت، كان يواصل حياته كالمعتاد يشتغل في حديقتي أو ينزل ليعمل في مزرعته الحبيبة بجوار البحر. ولم أكن مولعا بهذه الحملات في صعود الجروف الشديدة الانحدار ونزولها، وقد ظننت أن شرايينه ستصاب بتصلب شديد، وأنه غالبا ما يعود من صعوده الطويل منقطع الأنفاس إلى حد ما. وخلافا لذلك، كان يبدو في حالته ذاتها تماما، فلم يشكُ من أي شيء قطّ، ويأكل معكرونته بشهيته المعتادة، وكان على ساقيه من الفجر حتى الغروب. وفجأة رفض في أحد الأيام أن يأكل، حاولنا أن نتملقه بكل ضروب الأشياء، لكنه قال: لا. قال إنه يشعر بالوهن، متعب قليلا، وبدا راغبا تماما في أن يجلس في حدود يومين تحت العريشة متطلعا إلى البحر. ثم أصر أن ينزل إلى مزرعته، وكان من الصعوبة البالغة أن أقنعه بالبقاء معنا. لا أظن أنه كان يدرك لماذا أراد أن يذهب إلى هناك، لكني أعرف ذلك تماما. إنها غريزة الرجل البدائي التي تدفعه إلى هناك ليتوارى عن عيون الرجال الآخرين ويستلقي ليموت وراء صخرة، أو تحت شجيرة أو في الكهف حيث استلقى بدائيون آخرون ليموتوا منذ ألوف السنين. وحوالي الظهيرة، قال إنه يريد أن يستلقي على سريره قليلا، وهو الذي لم يستلقِ على سرير إطلاقا ولو يوما واحدا في حياته. وسألته عدة مرات بعد الظهر كيف كان يشعر، قال إنه يشعر بأنه على ما يرام تماما، شكرا لك. ومع اقتراب المساء جعلتهم ينقلون سريره إلى جوار النافذه حيث يستطيع أن يرى الشمس وهي تغوص في البحر. ولما رجعت بعد السلام المريمي، كان كل من في البيت، وأخوه، وأصحابه جالسين حول الغرفة. ما من أحد طلب إليهم أن يأتوا، وحتى أنا بنفسي لم أكن أدري أنها قريبة إلى هذا الحد. لم يتكلموا، ولم يصلوا، بل ظلوا جالسين هناك بسكون تام طوال الليل. ولم يكن أحد بجوار السرير، كما هو العرف هنا. كان باكتشال العجوز راقدا تماما هناك بسكون وسلام، وهو يتطلع بعيدا إلى البحر. كان كل شيء هكذا بسيطا ومهيبا، كما كانت تعني تماما حين تكون حياة ما على وشك أن تنتهي. وجاء الكاهن بالسر المقدس الأخير. وقد قالوا لباتشال العجوز أن عليه أن يعترف عن خطاياه ويطلب المغفرة. أومأ برأسه وقبل الصليب. ومنحه الكاهن الغفران. لقد وافق الله العظيم بابتسامة، وقال إن العجوز باكتشال مرحب به في السماء، وأظن أنه كان هناك قبل ذلك لما رفع يده فجأة وربت على خدي بلطف، وبخوف تقريبا.
وهمس: "أنت طيب كالبحر!"
وأنا لا أكتب هذه الكلمات بخداع، لكني أكتبها بتعجب. من أين جاءت تلك الكلمات؟ لقد جاءت من مكان قصي بكل تأكيد، جاءت كصدى من عصر ذهبي منسي منذ زمن بعيد، يوم كان پان( 13) ما يزال على قيد الحياة، حين كانت الأشجار في الغابات قادرة أن تتكلم، وأمواج البحر قادرة أن تغني، والإنسان قادرا أن يصغي ويفهم.
-------------------------
(1 ) G. Suetonius Tranquillus (نحو 69 – ما بعد 122م): مؤرخ وكاتب سير روماني. (W)
( 2) Karl Baedeker (1801 – 1859): ناشر ألماني لكتب الرحلات. (م)
( 3) Jackal: ابن آوى.. وكذلك هو التابع الخسيس، وقد رأيت أن (ابن آوى) أبلغ. (م)
( 4) M. F. Quintilian (35 – 100م): خطيب روماني بليغ. (W)
( 5) L. A. Seneca (4 ق. م – 65م): فيلسوف وسياسي وكاتب مسرحي روماني. (W)
( 6) G. Plinius Secundus (23 – 79 م): كاتب روماني، معروف باسم بلينيوس الأكبر. (W)
( 7) D. J. Juvenalis (من حوالي 55/60 – 127م) شاعر هجائي روماني. (W)
( 8) Caprese: كابروي (نسبة إلى كابري). الكاتب طبيب أعصاب، وهذا يعني أن أبناء كابري كلهم أذكياء في نظره. ولعله هنا يغمز من الغطرسة الإنجليزية. (م)
( 9) Salto di Tiberio: جرف صخري ارتفاعه 330 مترا، زعموا أن تايبريوس كان يقذف بضحاياه منه إلى البحر. (G)
( 10) Mithra – مثرا: إله النور وحامي الحقيقة وعدو الظلام عند الفرس. (المورد)
( 11) Arcadia: منطقة في وسط اليونان عرفت بأنها موطن البسطاء، وهي منتجع المتطلعين إلى حياة السكينة والمسرة والأمان.
( 12) وردت في النص حرفان منفصلان بخط هكذا d-n، وفي تقديري أنها damn: لعين أو شيء تافه لا قيمة له. (م)
( 13) Pan: إله المراعي والغابات والرعاة عند الإغريق. (المورد)
---------------------
هذه الملحمة الإنسانية لاكسيل مونتي يصعب أن نَفيها حقها في مقالة موجزة، خاصة وهو يعبر بعمق وألم عن المعركة الدائرة بين الموت والحياة... فالمعركة منظمة في أدق تفاصيلها وفق قانون من التوازن بين الحياة والموت لا يقبل التغيير... لذا أترك للقارئ متعة قراءتها، كما استمتعت. محمد أحمد السويدي
بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، وبدافع من حب المعرفة والسعي لنشرها قامت القرية الإلكترونية بتوفير هذه النسخة من قصة سان ميشيل مترجمة باللغة العربية – ترجمها علي كنعان. (جميع الحقوق محفوظة)
صفحتنا الرسمية في فيس بوك :
منصتنا في جوجل بلس لمتابعة باقي مشروعاتنا
No comments:
Post a Comment