قصة سان ميشيل لأكسِل مونتي
ترجمة: علي كنعان
الحلقة رقم (12)
XIII
مامسِل أغاتا
دقت ساعة الجد العجوز في القاعة السابعة والنصف، وأنا أدخل في شارع ڤيليير بسكون كشبح. إنها الساعة التي بدأت فيها مامسل أغاتا بدقة متناهية تمسح أثر القدم عن مائدتي في غرفة الطعام، وكانت ثمة فرصة طيبة أن أصل بسلامة إلى غرفة نومي، ملاذي الآمن الوحيد. كان كل ما تبقى من البيت في يدي مامسل أغاتا. وقد اعتادت أن تنتقل طوال اليوم من غرفة إلى غرفة، صامتة لا تهدأ كنمس، وقماشة الغبار في يدها وهي تبحث عن شيء ما لتفركه أو رسالة ممزقة لتلتقطها عن الأرض. توقفت مسحوقا وأنا أفتح باب غرفة الاستشارة. كانت مامسل أغاتا تقف منحنية على المكتب تتفحص بريدي الصباحي. رفعت رأسها، وحدقت عيناها الشاحبتان بصمت شرس إلى ثيابي الممزقة الملوثة بالدم، ولم يجد فمها المطبق الكلمة البغيضة المناسبة مباشرة في تلك اللحظة.
وأخيرا غمغمت: "يا للسماء، أين كان؟" كان من عادتها أن تدعوني دائما بضمير الغائب حين تكون غاضبة، يا حسرة! ومن النادر أن تدعوني بأي شيء آخر.
قلت: "أصبت بحادث مرور في الشارع". فقد لجأت منذ وقت بعيد للكذب على مامسل أغاتا في دفاع جائز عن النفس. أمعنت النظر في المزق بعين الخبير المدقق، وهي تنتبه دائما لأي شيء يمكن ترقيعه، رتقه أو إصلاحه. وخيل إلي أن صوتها بدا ألطف قليلا وهي تأمرني أن أناولها ثيابي كلها حالا. تواريت في غرفة نومي، أخذت حماما، وأحضرت روزالي قهوتي، ولا أحد يمكن أن يعد فنجان قهوة مثل مامسل أغاتا.
قالت روزالي، وأنا أناولها ثيابي لتأخذها إلى مامسل أغاتا: "سيدي العزيز، أرجو ألا تكون قد أوذيت".
أجبت: "لا، لكني خفت فقط".
لم يكن بيني وبين روزالي من أسرار، يخفيها واحدنا عن الآخر، مما يهم مامسل أغاتا، فنحن كلانا نعيش في خوف قاتل منها؛ كنا رفيقَيْ سلاح في معركتنا اليومية من أجل الحياة، ونحن عاجزان عن الدفاع. كانت مهنة روزالي العمل نهارا في تنظيف المنازل، ولأن الطاهية هربت، ومدبرة المنزل تخلت عن العمل أيضا، فقد بقيت معي من باب الإحسان. أسفت جدًّا لفقد الطاهية، ولكن سرعان ما بدا لي أني لم أتناول قطّ أشهى من الوجبة التي تعدها مامسل أغاتا منذ أن أصبح المطبخ في عهدتها. وخادمة المنزل المغادرة، وهي بريطانية عنيدة، كانت أيضا تروقني كثيرا، وكانت تراعي بدقة اتفاقنا بألا تقترب من مكتبي ولا تلمس مقتنياتي القديمة. وبعد قدوم مامسل أغاتا بأسبوع، ظهرت عليها أعراض ضعف صحي، وبدأت يداها ترتعشان فسقط منهما أصيص إيطالي قديم، وسرعان ما لاذت بالفرار على عجل حتى إنها نسيت أن تأخذ مئزرها معها. وفي يوم رحيلها ذاته، قامت مامسل أغاتا بفرك وحف كراسي الأنيقة من طراز لويس السادس عشر، نافضة بشدة قطع السجاد الفارسي الثمين بعصا غليظة، كما غسلت بالماء والصابون وجه مادونا الفلورنسية المرمري الشاحب، وقد نجحت حتى في إزالة البريق الرائع من أصيص مدينة دوبيو الإيطالية على مكتبي. فلو أن مامسل أغاتا ولدت قبل أربعمئة سنة، فلا يمكن أن يبقى حتى اليوم أي أثر من فن العصور الوسطى. ولكن كم مضى من الزمن السحيق على مولدها؟ إنها تبدو تماما في السن ذاتها التي كنت قد رأيتها فيها وأنا صبي في بيتنا القديم في السويد. لقد ورثها أخي الأكبر عندما تقاسمنا بيتنا القديم. ولأنه رجل ذو شجاعة استثنائية، فقد أفلح في التخلص منها وأعطاني إياها. وقد كتب إلي أن مامسل أغاتا خادمة منزل لا مثيل لها، وهي بذاتها ما يناسبني تماما. وكان مصيبا في ذلك. وأنا حاولت بدوري، من ذلك الوقت، أن أتخلص منها. لقد اعتدت أن أدعو للغداء أصدقائي العزاب ومعارفي المشردين، وكانوا جميعا يقولون إني محظوظ فعلا بأن يكون لدي طاهية رائعة مثلها. وقلت لهم إني سأتزوج، ومامسل أغاتا لا تحب إلا العزاب، وأنها تبحث عن مكان آخر لها. وكانوا جميعا مهتمين جدًّا بذلك وأرادوا رؤيتها. والقرار الثابت أنهم لن يرغبوا في رؤيتها مرة ثانية، إذا استطاعوا ذلك. إن وصف ما كانت تشبهه فوق طاقتي. كانت لها خصلات شعر ذهبية مرتبة بطريقة من طراز فكتوريا المبكر- قالت روزالي إنه مستعار، لكني لا أعرف. جبهة مرتفعة وضيقة جدا، بلا حاجبين، وعينان شاحبتان صغيرتان، وتبدو وكأنها بلا وجه إطلاقا، ليس إلا أنف مثل كلاب طويل يتدلى على شق ضيق، من النادر أن ينفرج عن صف من أسنان طويلة مدببة كأنياب ابن عرس. وكان لون وجهها وأصابعها أزرق كجيفة، ولمس يدها كان دبقا باردا كجثة. وبسمتها – لا، لن أقول لك كيف كانت، فروزالي وأنا كنا مرعوبين منها جدا. ولم تكن مامسل أغاتا تتكلم إلا السويدية، لكنها كانت تتشاجر بطلاقة بالفرنسية والإنجليزية. ولا بد أنها اكتفت بفهم القليل من الفرنسية، على ما أعتقد، وإلا لما أمكنها أن تلتقط كل ما يبدو أنها تعرفه عن مرضاي. وغالبا ما كنت أجدها تصغي وراء باب غرفة الاستشارة، وبخاصة حين أستقبل سيدات. كان لها ولع شديد بالموتى من الناس، وكانت تبدو أشد ابتهاجا إذا ما كان أحد مرضاي على حافة الموت، ونادرا ما كفت عن الظهور على الشرفة في حال مرور جنازة في شارع ڤيليير. كانت تكره الأطفال، ولم تغفر لروزالي أبدا لأنها أعطت أطفال البواب من كعك الميلاد. وكانت تكره كلبي، وكانت تطوف دائما وهي ترش مسحوق مكافحة البراغيث على السجاد وتبدأ بحك جسمها حالما تراني، علامة على الاحتجاج. وكلبي كرهها منذ البداية، ربما بسبب الرائحة الغريبة جدًّاالتي تنبعث من كيانها كله. إنه يذكرني برائحة فأر رواية ابن عم بون لبلزاك ولكن بمزيج من رائحتها الخاصة التي لم أشعر بها إلا مرة في حياتي. وكان ذلك بعد سنوات حين ولجت قبرا مهجورا في وادي الملوك في طيبة ممتلئا بمئات الخفافيش الضخمة متدلية من جدرانه بشكل عناقيد سود.
لم تغادر مامسل أغاتا المنزل أبدا إلا أيام الأحد حين كانت تجلس وحيدة في إحدى مقصورات الكنيسة السويدية في شارع أومانو، وهي تصلي لإله الانتقام. كانت المقصورة دائما خاوية، وما من أحد يجرؤ على الجلوس بجانبها، وقد أخبرني صديقي القسيس السويدي أنه حين وضع الخبز لأول مرة في فمها أثناء العشاء الرباني المقدس، حملقت فيه بضراوة حتى إنه خاف أن تعض إصبعه وتقطعها.
لقد فقدت روزالي كل مرحها السابق، وهي تبدو نحيلة وبائسة، وتتحدث عن ذهابها لتعيش مع أختها المتزوجة في مدينة تور. ومن الطبيعي أن يكون هذا أيسر لي، لأني كنت بعيدا طوال اليوم. وحالما رجعت إلى البيت شعرت بأن قوتي كلها تلاشت من جسدي، وأن إرهاقا رماديا قاتلا يسقط على أفكاري كالغبار. وبما أنني اكتشفت أن مامسل أغاتا تسير في نومها، فقد باتت لياليّ أشد قلقا واضطرابا، وغالبا ما حسبت أني أشم رائحتها في فراشي. وفتحت قلبي أخيرا لفلايغار، القسيس السويدي الذي كان زائرا يتردد غالبا إلى بيتي ولديه، على ما أظن، اشتباه غامض بالحقيقة المرعبة.
وفي أحد الأيام قال لي القسيس: "ليس في وسعك أن تستمر هكذا، وأنا فعلا بدأت أعتقد أنك خائف منها. فإن لم يكن لديك الشجاعة لتطردها بعيدا عنك، فأنا سأتولى ذلك من أجلك". فقدمت له ألف فرنك قربانا لصندوق كنيسته، إذا كان قادرا على إبعادها عني.
"سأوجه الليلة ملاحظة لمامسل أغاتا، فلا تشغل بالك، وتعال إلى غرفة المقدسات غدا بعد الصلاة وستسمع أخبارا طيبة".
في اليوم التالي، لم يكن ثمة من صلاة في الكنيسة السويدية، وقد أخذوا القسيس مريضا فجأة مساء البارحة، وكان الوقت متأخرا جدًّا لإيجاد بديل عنه. وفي الحال ذهبت إلى بيته في بلاس دي تيرن، فقالت لي زوجته إنها كانت على وشك أن ترسل في طلبي. لقد رجع القسيس إلى بيته مساء البارحة وهو على وشك الإغماء، وقالت زوجته إنه كان يبدو وكأنه رأى شبحا.
وخطر لي، وأنا أتوجه إلى غرفته، أنه ربما رأى شبحا. قال لي إنه حين راح يخبر مامسل أغاتا بالمهمة، فقد توقع أن تنفجر غاضبة لكنها بدلا من ذلك ابتسمت له فقط. وفجأة أحس برائحة شديدة الغرابة في الغرفة، وشعر أنه على وشك الإغماء، وكان متأكدا أنها الرائحة.
قلت: "لا، إنها الابتسامة".
طلبت إليه أن يبقى في الفراش حتى أعود، وسألني ماذا أصابه بحق السماء، فقلت إني لا أدري – ولم أكن صادقا، فقد كنت أعلم تماما وقد ميزت الأعراض.
وحين هممت بالذهاب، قلت له: "بودي أن تخبرني عن العازر، أنت قسيس ومن المؤكد أنك تعرف عنه أكثر مني. أليس ثمة أسطورة قديمة..".
قال القس بصوت واهن: "العازر هو الرجل الذي نهض من القبر حيث أمضى ثلاثة أيام بلياليها مطروحا في أرجوحة الموت، وعاد إلى مسكنه. ما من شك في تلك المعجزة، فقد رأته مريم ومرتا والعديد من أصدقائه القدامى".
"أتساءل كيف كان يبدو؟"
"تقول الأسطورة إن الدمار الذي أصاب جسمه بفعل الموت، توقف بمعجزة، وكان لا يزال ظاهرا في الزرقة الجيفية التي تغشي وجهه وأصابعه الطويلة، والباردة برودة الموت؛ وأظفاره نمت طويلة بما لا يقاس، وكانت رائحة القبر النتن لا تزال عالقة بملابسه. وحيثما سار العازر بين الناس الذين اجتمعوا ليرحبوا بعودته إلى الحياة، كانت كلماتهم البهيجة في التحية تموت على شفاههم، وكان ظل رهيب يتهاوى كالغبار على أفكارهم. وكانوا يفرون بعيدا، واحدا بعد آخر، وقد شل الخوف أرواحهم".
ولما قص القس تلك الأسطورة القديمة غدا صوته أضعف فأضعف وانطرح في سريره بهلع، وصار وجهه شاحبا كالوسادة تحت رأسه.
قلت: "هل أنت متأكد أن العازر هو الوحيد الذي نهض من قبره، وهل أنت واثق أن ليس له أخت؟"
وضع القس يديه على وجهه صارخا برعب.
وعلى الدرج قابلت الكولونيل ستاف، الملحق العسكري السويدي الذي وصل في تلك اللحظة ليطمئن على القس. بادر الكولونيل إلى إيصالي بعربته إلى البيت، وأبدى رغبته بالحديث إلي على مسألة ملحة. لقد خدم الكولونيل ببسالة عظيمة في الجيش الفرنسي أثناء حرب السبعين وجرح في غرافلوت. تزوج سيدة فرنسية وكانت له حظوة كبيرة في مجتمع باريس.
ولما جلسنا لتناول الشاي، قال الكولونيل: "أنت تعلم أني صديقك وأكبر منك بما يزيد عن ضعفي عمرك، ولا ينبغي أن تأخذ ما سأقوله لك مأخذا خاطئا وهو في صالحك. غالبا ما سمعنا مؤخرا، زوجتي وأنا، شكاوى منك للطريقة الظالمة التي تعامل مرضاك بها. لا أحد يحب أن يتلقى كلمات الانضباط والطاعة مقذوفة في وجوههم باستمرار. فالسيدات، ولا سيما السيدات الفرنسيات، لم يعتدن على مثل هذه المعاملة الخشنة من شاب مثلك، وقد سبق أن أطلقن عليك لقب تايبريوس. وأسوأ ما في الأمر، على ما أخشى، أن يبدو طبيعيا أن تأمر كما تتصور أن من الطبيعي أن على الآخرين أن يطيعوا. أنت مخطئ يا صاحبي الفتى، فما من أحد يحب أن يطيع، كل امرئ يحب أن يأمر".
"لا أوافقك الرأي، فمعظم الناس، وكل النساء تقريبا، يحبون الطاعة".
"انتظر حتى تتزوج"، قال الصديق الشهم وهو يخالس النظر نحو باب غرفة الجلوس.
وتابع الكولونيل: "والآن لندخل في أمر أشد خطورة إلى حد بعيد. هناك إشاعة تدور حولك، مفادها أنك مستهتر في المظاهر المتعلقة بحياتك الخاصة، وأن ثمة امرأة مريبة تعيش معك في وضع مزعوم بأنها مدبرة شؤون المنزل. وحتى زوجة القنصل الإنجليزي ألمحت بشيء من ذلك إلى زوجتي التي دافعت عنك بكل ما في وسعها. ماذا سيقول الوزير السويدي وزوجته، وهما يعاملانك وكأنك ابنهما بذاته، إذا بلغتهما الإشاعة، وهذا ما سيكون بلا ريب عاجلا أو جلا. فاسمع ما أقوله لك، يا صديقي: إن هذا لا يليق بطبيب في مكانتك ولديه كثير من السيدات، إنجليزيات وفرنسيات، يترددن عليه للاستشارة. وأكرر أن هذا لا يليق! إذا كان لا بد لك من الانغماس مع خليلة، واصل طريقك! هذا شأنك، ولكن أبعدها عن بيتك بحق السماء، فحتى الفرنسيون لا يطيقون فضيحة كهذه!".
شكرت الكولونيل وقلت إنه مصيب تماما، وأني حاولت أن أبعدها عن بيتي لكني لم أمتلك القوة.
رد الكولونيل موافقا: "أعرف أنه ليس سهلا، فأنا بذاتي كنت شابا، فإن كنت لا تمتلك الشجاعة لإخراجها بعيدا عن المنزل، فأنا سأساعدك! إني في خدمتك، وأنا لم أخف أبدا من أحد، رجلا كان أو امرأة، لقد هاجمت البروسيين في غراڤلوت، وفي ست معارك كبيرة واجهت الموت..".
قلت له: "انتظر حتى تواجه مامسل أغاتا سڤينسون".
"ألا تريد أن تقول إنها سويدية؟ هذا أفضل بكثير، وإذا ساءت الأمور، فسأطردها من فرنسا بأمر المفوضية. سأكون غدا صباحا في الساعة العاشرة في شارع ڤيليير، وعليك أن تكون هناك بالتأكيد".
"لا، شكرا، إني لن أكون هناك، فأنا لا أقوى على الاقتراب منها، إن أمكنني ذلك".
"ومع ذلك تنام معها"، رد الكولونيل وهو يرشقني بنظرة استغراب.
كنت آنئذ على وشك التقيؤ على سجادته لما بادر وناولني في الوقت المناسب براندي قوية مع الصودا، ثم خرجت مترنحا من المنزل بعد أن قبلت دعوته على الغداء في اليوم التالي احتفالا بالنصر.
لكني تغديت في اليوم التالي وحيدا مع مدام ستاف. فلم تكن حال الكولونيل على ما يرام، وكان علي أن أتوجه لرؤيته بعد الغداء، فقد كان متألما من جرح غراڤلوت، كما ظنت زوجته. كان الكولونيل الشهم مستلقيا على سريره وعلى رأسه كمادة باردة، وبدا كبيرا وضعيفا، وعيناه خاويتان من التعبير، فلم أره بهذه الصورة من قبل.
سألته: "هل ابتسمت؟"
فارتعد وهو يمد يده لتناول البراندي والصودا.
"هل لمحت الكلاب الأسود الطويل على ظفر إبهامها، وكأنه كلاب خفاش؟"
غدا وجهه شاحبا وراح يمسح العرق عن جبينه.
"ماذا سأفعل؟" قلت ذلك مغموما، وأنا أضع رأسي بين كلتا يدي.
أجاب الكلونيل بصوت واهن: "ما من مهرب ممكن لك إلا أن تتزوج أو تلجأ للشراب".
--------------------
هذه الملحمة الإنسانية لاكسيل مونتي يصعب أن نَفيها حقها في مقالة موجزة، خاصة وهو يعبر بعمق وألم عن المعركة الدائرة بين الموت والحياة... فالمعركة منظمة في أدق تفاصيلها وفق قانون من التوازن بين الحياة والموت لا يقبل التغيير... لذا أترك للقارئ متعة قراءتها، كما استمتعت. محمد أحمد السويدي
بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، وبدافع من حب المعرفة والسعي لنشرها قامت القرية الإلكترونية بتوفير هذه النسخة من قصة سان ميشيل مترجمة باللغة العربية – ترجمها علي كنعان. (جميع الحقوق محفوظة)
صفحتنا الرسمية في فيس بوك :
منصتنا في جوجل بلس لمتابعة باقي مشروعاتنا

No comments:
Post a Comment