Sunday, April 22, 2018

من جغرافية الكتب حولي 3





من جغرافية الكتب حولي 3
#محمد_أحمد_السويدي_مقالات

سأسرد لكم بضع أسماء كتب أعكفُ على مطالعتها هذه الأيام بشغف كبير، فأولها: كتاب (موانئ وجزر الخليج الفارسي) من تأليف ملا أحمد فرامرزي، والكتاب من ترجمة وتحقيق وإخراج فاضل الشريف العسكري. وهو عبارة عن رحلة زار فيها«فرامرزي» مدن الساحل ومنحها مساحة واسعة في كتابه بالإضافة إلى الموانئ في الساحل الشرقي من الخليج العربي، وقدم إلى أبوظبي في أيام حكم الشيخ صقر بن زايد بن خليفة #آل_نهيان الذي حكم أبوظبي من عام 1926م إلى عام 1928م، وسرد أحداثاً متعلقة بها سواء على مستوى الفعاليات المجتمعية أو وصف التربة والمياه وسائر الحِرَف التي كان يقوم بها سكان أبو ظبي في تلك المرحلة.

ولقد ذكر أن أبو ظبي على أيامه تشتمل على ما يقارب 1500 منزل مشيدة من سعف النخيل (العشوش والعرشان)، وليس فيها البيوت المشيدة بالحجارة سوى واحداً أو اثنين وهما تابعان للشيخ، وبيت يعود لخلف بن أحمد #العتيبة، وكذلك المسجد وأجزاء من سوق المدينة.
أما البيتان التابعان للشيخ فهما قصر الحصن وهو مقر الحكم أيضا، وبيت آخر قريب منه. وبالقرب منهما بيت الوجيه خلف بن عبدالله العتيبة، وأما المسجد فهو ذات المسجد الذي قام ببنائه الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان حاكم أبوظبي من عام 1845م إلى عام 1855م، ثم قام خلف العتيبة بترميمه وتوسيعه وصيانته. فعرف بين أهالي ابو ظبي باسم مسجد العتيبة. ويقع إلى الشمال من قصر الحصن.
كما أعكف على مطالعة كتاب (التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي) للمفكر الإيراني علي شريعتي، وأنا شخصياً أجد متعة كبيرة كلما عاودت قراءة هذا الكتاب الباذخ.

ترجمه إلى العربية حيدر مجيد وقدّم له الدكتور إبراهيم دسوقي شتا، وصدر الكتاب عن دار الأمير للثقافة والفنون، بطبعته الاولى سنة 2002 ميلادية.

طرح فيه «شريعتي» ما أطلق عليه بالتشيع الصفوي وقال في شأنه (كان على الحركة الصفوية ورجال الدين المرتبطين بها أن يعملوا كلّ ما من شأنه التوفيق بين القومية الإيرانية والدين الإسلامي لتبدو بوشاح ديني أخضر، وفي هذا الصدد أعلن بين عشية وضحاها أن الصفويين – أحفاد الشيخ صفيّ – هم (سادةٌ) من حيث النسب أي أحفاد للنبي محمد، وتحول المذهب الصوفي فجأة إلى مذهب شيعي، وصار الفقيه والمحدث بدائل عن المرشد والبديل، وتلبس الصفويون بلباس ولاية علي ونيابة الإمام والانتقام من أعداء أهل البيت، وفي ظل كل هذه المحاولات كان الهدف الأصلي هو إضفاء طابع مذهبي على الحالة القومية، وبعث القومية لإيرانية وإحياؤها تحت ستار الموالاة والتشيع).

ومن جغرافية الكتب المركّبة التي تحيطني كتاب (إمبراطورية الكلمة) لنيقولاس أوسلر. بترجمة محمد توفيق الدجيري، وهو كتاب يستحق كل دقيقة أقضيها في قراءته.
ويعدّ أول الكتب التي تسرد قصة التنوع في العالم، فهو يبيّن الابتكارات المذهلة التي حصلت في حقول التعليم والثقافة والدبلوماسية في الشرق الأوسط، ويصف الصراع الذي أدى إلى ولادة لغات جديدة في أوروبا الحديثة، ويقيس الانتشار العالمي للغة الانجليزية، كما يبين لنا لغات المستقبل.

كما أتصفّح كتاب (حياتي مع الجوع والحب والحرب) للكاتب عبد عزيز ضياء الدين (1914-1997م)، وهو أديب ومترجم وإذاعي سعودي. عُرف على نحو واسع باسم عزيز ضياء.
سجّل في كتابه أحداث تلك المرحلة ونزوحه إلى الشام.

يتكون الكتاب من جزئين يتناول فيهما المنعطفات الأساسية في تاريخ المنطقة بدءاً من اضمحلال دور وجغرافية الدولة العثمانية وتفككها في مناطق نفوذها في الحجاز واليمن، وصولاً إلى حلف أشراف مكة والبريطانيين وقيام الثورة العربية ومن ثم لاحقا الدولة السعودية.

وفي جانب من طاولتي القريبة يفتح فاغراً فمه كتاب (المجتمع المفتوح وأعداؤه) للفيلسوف كارل بوبر، ويعنى الكتاب بنشأة الحضارات، ويثير مجموعة من القضايا التي تواجه حضارتنا في نزوعها إلى تحقيق ما هو إنساني من قيم المساوات والحرية.

ثم يشير إلى أن الحضارة لم تفق بعد من صدمة ميلادها، أي صدمة التحول من «المجتمع القبلي» أو «المغلق»، إلى «المجتمع المفتوح» الذي يطلق قوى الإنسان النقدية.
كما يراجع بوبر في فصل عقدة الجذور العميقة للثقافة الغربية، في هذا الجزء يناقش بروح انتقادية أفلاطون بوصفه الفيلسوف المقدس تكرّس ذلك منذ كتابات التنويريين.

ولا يكتمل فضل الجليس إلا عندما يكون عنوانه (طوق الحمامة) وهو سعي ابن حزم في بيان الألفة والألاف، أو رسالة الغفران لرهين المحبسين أو وعّاظ السلاطين لعلي الوردي، وهي مؤلفات كان #الوالد قد أبدى رغبة في قراءتها فوفّرتها له، فسرّ بها كثيرا بعد أن جدّ في طلبها.

وللحديث .. بقيّة.

No comments:

Post a Comment