Saturday, April 21, 2018

تارا تحل جدائلها - الحبيب البعيد المنال





تارا تحل جدائلها
الحبيب البعيد المنال 
#محمد_أحمد_السويدي_مقالات
اقتنيت كتاباً للشاعرة سافو ورحت أقص على الصديقين بعض أخبارها ونحن نجتاز درب الدورشستر مرورا بنافورة بهجة الحياة. كان رذاذ مائها المتلألئ يحكي حبّات اللؤلؤ تنثره إبتهاجا تحيّة للشاعرة. قلت: هي أشهر نساء اليونان وكانت تعظّمها قبل أن تموت وكان سقراط يسمّيها الجميلة، وكتب إفلاطون مقطوعة شعريّة حماسيّة يقول فيها:
إن ربّات الشعر تسع، ألا ما أشدّ جهلهم، فليعلموا أن سافو اللسبوسيّة هي العاشرة. ولدت في بسافا Psappha في إرسوس من أعمال لسبوس عام (612 ق.م)، لم تشتهر بجمال، كانت صغيرة الجسم ضعيفة البنية ولكنّها كانت تسحر الناس برشاقتها ورقّتها ودماثة أخلاقها وحصافة عقلها، تزوّجت بتاجر ثريّ يدعى اندروس ورثت ثروته وأنجبت ابنة قالت عنها:
"صغيرة كالزهرة الذهبيّة، اسمها كليس قرّة عيني، تلك التي لا أفرط بها ولو أعطيت ليديا كلّها أو لسبوس الحبيبة.
ومن أقوال استابيوس فيها:
وحدث ذات مرّة في مجلس شراب أن أخذ اكسستيديس Execestidez، ابن أخي صولون يغنّي أغنية من أغاني سافو أعجب بها عمّه إعجاباً لم يسعه معه إلا أن يأمر الغلام أن يعلّمه إيّاها، ولمّا سأله أحد الحاضرين:
"لم يطلب هذا الطلب؟" أجاب بقوله: إني أريد أن أتعلّمها ثمّ أموت!". كانت تشبه الحبيب البعيد المنال بالتفّاحة الحلوة التي تحمرّ على طرف الغصن، على الطرف الأعلى من الغصن، والتي تغاضى عنها الجاني، لكن لم ينسها بل إنّه لم يستطع أن يصل إليها لعلوّها.
عبرنا بوّابة الملكة إليزابث وعبر نفق انتقلنا إلى الضفة الأخرى من شارع البارك لين ثم شارع البيكادلّلي ورحنا نغذ السير صوب الأكاديميّة.

No comments:

Post a Comment