Sunday, March 26, 2017

صلاة العيّاشي وتسبيحه



http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_publications_indetail.php?articleid=513

أحيانا نستدرج إلينا بعض الأوقات التي نشعر بها وقد تسلّلت إلينا من خارج فكرة الزمن الذي نعرفه..
لتلك الأوقات زمنها الخاص...
وهو زمن يدرك مسالكنا كلّها ويدخل، فإذا دخل فإنه لا يجيد المغادرة.
من هذه الأوقات التي علقت في وجداني، تلك السعادة التي كنت أستخلصها أثناء قراءة رحلة العياشي، وكأن خاطراً ملحّاً كان يدفعني إليها دفعاً، ثم يقف على مسافة قريبة مني ليرى إلى شغفي وهو يسيل من حواسي ويؤثث كل شيء بالجمال، بل يمكنني القول أنني وفي مرات ليست قليلة كنت أشعر أن زمني اختلط بزمن العياشي لدرجة أنني حاولت أن أحيط بجهات الرجل.
فأرسلت الأخ/نوري الجراح إلى "سجلماسة" لزيارة ضريح العياشي، وفي الوقت ذاته أرسلت الأخ/حسن اسماعيل إلى مكة للصلاة فيها على روح العياشي.
شرعت بقراءة هذه الرحلة قراءة مختلفة ومتأنية في رمضان من عام 2011
وأردت لقراءتي أن تكون متلاحمة عضويّاً مع الرجل وعصره على المستوى التاريخي وكذلك حرصت على متابعة الرحلة ومحطاتها من المغرب العربي حتى الديار المقدسة على المستوى الجغرافي، واستعنت بالخرائط التاريخية التي يوفّرها موقع غوغل ليكون التحامي تاما مع العياشي في رحلته الأخّاذة.
عندما قصد الأخ/حسن اسماعيل مكة، أخبرته أن يهاتفني لأعرف أنه بلغ من الرحلة ما بلغه العياشي، وما بلغته بنفسي وأنا أتعقّب الآبار ومواضع المياه والأماكن التي يُرجّح أن العياشي مرّ بها وآوى إليها بحسب ما ورد في الرحلة ومحاولة إدراك طائفة من أسماء الأمكنة التي ربما تكون قد طُمست أو تغيّرت بفعل الزمن. وعندما هاتفني وهو يستقبل الكعبة قلت له قبل أن يصلّي الركعتين يا حسن تأمل الكعبة، لقد صلّى العياشي فوق سطحها.
كنت كلّما اقتربت ساعة الفطور في رمضان من ذاك العام أترك الكتاب كمن يترك القافلة مكرهاً، ثم أعود إليه في اليوم التالي وكأنني ألتحق بقافلتي وأمشي لصق العياشي.. وأصغي إليه وهو يسرد فتوحات قلبه وروحه في الطريق إلى البيت العتيق.

No comments:

Post a Comment