ندعوكم للتعرف معنا على «الأخوان جواردي: وهما "جيوفاني أنطونيو جواردي-Giovanni Antonio Guardi"، و"فرانشيسكو جواردي-Francesco Guardi"، وذلك ضمن مشروعنا #متحف_الفنون الذي يقوم على رعايته واختيار مادته المفكر والشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي. والتطبيق متاح مجاناً على iTunes من خلال: http://art.electronicvillage.org
فكرة تطبيق #متحف_الفنون أنها تقدم نسخة مبنية على خريطة لــ (فن الاستنارة) والخاص بالفترة الزمنية من القرن الرابع عشر الى القرن السابع عشر، حيث بدأت فترة الأستنارة كحركة ثقافية في إيطاليا في اواخر العصور الوسطى، ومنها انتشرت إلى باقي أوربا، وانتهت إلى العصر الحديث، ومادة التطبيق تعتبر كجسر يمتد من العصور الوسطى الى العصر الحاضر، أعدها ورسم ملامحها الشاعرالإماراتي / #محمد_أحمد_السويدي.
--------------
آل جواردي Guarde
يمثـّـل الأخَـوان جيان أنطونيو جواردي (1698 – 1760) وفرنشيسكو جواردي (1712 – 1793) ظاهرة الروكوكو خير تمثيل، فلقد عملا أول الأمر في فيينا حيث كان مولدهما، ومكثا يعملان سويةً في مرسمهما بالبندقية حتى وفاة جيان أنطونيو عام 1760.
كان مثلهما الأعلى المصوّر بلليجريني الذي عُرف بألوانه الناعمة الرقيقة، وكذا المصوّر ريتشي المعروف بتكويناته التشكيلية المتقنة وشخوصه المهيبة. وقد تأثـّرا بشكلٍ جليّ بأساليب شمالي أوربا الفنّية، ويعود ذلك إلى جنسية أبيهما النمساوية ونشأتهما بفيينا، وكذلك تأثرهما بأساليب الفن البافاري.
كانت قصة طوبيا مصدر إلهامٍ للكثير من الأعمال الفنية خلال عصر النهضة التي رسمها جيان أنطونيو لزخرفة شرفة الأورغن بكنيسة الملاك رافائيل بالبندقية، حتى يخيّـل إلينا أن الفرشاة تكاد لا تمسّ سطح اللوحة أثناء حركتها السريعة إلا برفق شديد. كما تشدّنا التكوينات الفنية بتفاصيلها الغامضة عن قصد حتى يتسربل الواقع بغموض شبه ضبابي، ولا توضّح الملامح شبه المطموسة سوى الأضواء، فتبدو الأشكال وكأنها كوكبة من المصابيح تتوهّج على سطح اللوحة.
يُغشّي جيان أنطونيو مكوّنات لوحاته بمحسّنات جمالية تخلب لبّ المشاهد، فهو يصبّ طلاءه اللوني لينساب انسياب الجداول في مسراها، متمايلاً ومتموّجاً على امتداد الحواف الأساسية للوحة، فيخلق بعبقريته من خلال اللّمسات القليلة لفرشاته السريعة مشاهد طبيعية كأنها السّراب.
غير أن هذه التقنية الرفيعة المفاجئة ذات الألوان الزاخرة لا تتجلّى بمثل هذه الكثافة في تصاوير فرنشسكو جواردي الذي ما لبث أن ضاق ذرعاً بصور الموضوعات الدينية فعكف علي ابتكار أسلوب مميّـز خاص به وحده، ينقل من خلاله طوبوغرافية مدينة البندقية، صائغاً منها بعبقرية الخيال مدينة سحريّـة وهميـّـة مغمورة بالضياء والمياه، بينما يتحوّل سكّانها إلى “نقاط” أو بقع لونية صغيرة لامعة متألّقـة.
ومما شجّعه على المضي في هذا الطريق ما لاحظه من إقبال زائري البندقية المتزايد على اقتناء لوحات معالم المدينة. وتعدّ مشاهده الغزيرة للبندقية وأحداثها الكبرى وأعيادها ومبانيها وجزر بحيرة اللاجون الشاطئية والجزر الجانبية المنعزلة والأطلال المعمارية الجديرة بالتصوير أبرز إنتاجه الذي بلغ به ذروة فريدة، نظيراً لحسّه الشديد بالجو المحيط بيئةً ومناخاً حتى يكاد أسلوبه ينتمي إلى النزعة الانطباعية.
وتعدّ لوحة إقلاع يخت البوتشنتوري من قمم أعماله، حيث يتوجّه الدوج برفقة عِلـية القوم البنادقة والسفراء إلي مَـنـْـفـَـذ الليدو يوم عيد صعود المسيح ليـُـلقي في مياه البحرَ الأدرياتي بالخاتم الذهبي الرامز لعقد قران مدينة البندقية بالبحر، وما أكثر ما اجتذب هذا الحفل العديد من الزوّار الأجانب لما كان يحظى به من عروض مرحة مثيرة، حيث تصحب يخت البوتشنتوري في رحلته تلك أعداد كبيرة من القوارب والجندولات الحافلة بالجماهير المبتهجة المتهلّلة.
كانت قصة طوبيا مصدر إلهامٍ للكثير من الأعمال الفنية خلال عصر النهضة التي رسمها جيان أنطونيو لزخرفة شرفة الأورغن بكنيسة الملاك رافائيل بالبندقية، حتى يخيّـل إلينا أن الفرشاة تكاد لا تمسّ سطح اللوحة أثناء حركتها السريعة إلا برفق شديد. كما تشدّنا التكوينات الفنية بتفاصيلها الغامضة عن قصد حتى يتسربل الواقع بغموض شبه ضبابي، ولا توضّح الملامح شبه المطموسة سوى الأضواء، فتبدو الأشكال وكأنها كوكبة من المصابيح تتوهّج على سطح اللوحة.
يُغشّي جيان أنطونيو مكوّنات لوحاته بمحسّنات جمالية تخلب لبّ المشاهد، فهو يصبّ طلاءه اللوني لينساب انسياب الجداول في مسراها، متمايلاً ومتموّجاً على امتداد الحواف الأساسية للوحة، فيخلق بعبقريته من خلال اللّمسات القليلة لفرشاته السريعة مشاهد طبيعية كأنها السّراب.
غير أن هذه التقنية الرفيعة المفاجئة ذات الألوان الزاخرة لا تتجلّى بمثل هذه الكثافة في تصاوير فرنشسكو جواردي الذي ما لبث أن ضاق ذرعاً بصور الموضوعات الدينية فعكف علي ابتكار أسلوب مميّـز خاص به وحده، ينقل من خلاله طوبوغرافية مدينة البندقية، صائغاً منها بعبقرية الخيال مدينة سحريّـة وهميـّـة مغمورة بالضياء والمياه، بينما يتحوّل سكّانها إلى “نقاط” أو بقع لونية صغيرة لامعة متألّقـة.
ومما شجّعه على المضي في هذا الطريق ما لاحظه من إقبال زائري البندقية المتزايد على اقتناء لوحات معالم المدينة. وتعدّ مشاهده الغزيرة للبندقية وأحداثها الكبرى وأعيادها ومبانيها وجزر بحيرة اللاجون الشاطئية والجزر الجانبية المنعزلة والأطلال المعمارية الجديرة بالتصوير أبرز إنتاجه الذي بلغ به ذروة فريدة، نظيراً لحسّه الشديد بالجو المحيط بيئةً ومناخاً حتى يكاد أسلوبه ينتمي إلى النزعة الانطباعية.
وتعدّ لوحة إقلاع يخت البوتشنتوري من قمم أعماله، حيث يتوجّه الدوج برفقة عِلـية القوم البنادقة والسفراء إلي مَـنـْـفـَـذ الليدو يوم عيد صعود المسيح ليـُـلقي في مياه البحرَ الأدرياتي بالخاتم الذهبي الرامز لعقد قران مدينة البندقية بالبحر، وما أكثر ما اجتذب هذا الحفل العديد من الزوّار الأجانب لما كان يحظى به من عروض مرحة مثيرة، حيث تصحب يخت البوتشنتوري في رحلته تلك أعداد كبيرة من القوارب والجندولات الحافلة بالجماهير المبتهجة المتهلّلة.
No comments:
Post a Comment