نَعِمْتُ بصحبة صاحبي في نزهةٍ رائعةٍ نهار يوم 28 فبراير، واخترقنا
مُتنزه «كاتشيني» الذي بَلّلتْهُ أمطار شباط، نحن في (سعد بلع)، وتحديداً
دخلنا ما يعرف بأيام (العجوز) التي ذكرها «المسعودي» وسرد أسماءها يوماً
يوماً.
ولمّا بلغنا سوق (واقف) فلورنسا رأينا البضائع المتباينة التي عرضها ضروب
مختلفة من الجنسيّات، الكثير من الأفارقة هولاء الذين كتب لهم النجاة في
عبور البحار هرباً من جحيم أوطانهم، أردد كلمّا رأيت جموعهم قول أبي
الطيّب:
تجمّع فيه كلَّ لِسنٍ وأمّةٍ ** فما تُفهِمُ الحدّاثَ إلاّ التراجمُ
قال صاحبي -بعد أن قضم قطعة حلاوة من الفول السوداني- وتسمّى كروكانتي
(بالإيطاليّة): قرأت عن شائعةٍ متداولةٍ عن «بولجاري» تاجر المجوهرات
الشهير في كتاب (لماذا يحبّ الإيطاليّون الحديث عن الطعام) لـ «إيلينا
كوستوكوفتش» أنّه لمّا اخُتُطِف كان معصوب العينين فلم ير مختطفيه ولا
المكان البعيد الذي حُمل إليه، ولمّا أُطلق بعد دفع الفدية عاد إلى منزله
آمناً، وأخبر الشرطة عن شكل ونكهة الخبز الذي أكله عند الخاطفين وكذلك طعم
الصلصة فقبض عليهم نتيجة ذلك، وأضاف: «كلّ قرية في إيطاليا لها وصفتها».
No comments:
Post a Comment