الشاعر ازرا
28 ديسمبر 2011م
في الصباح صحونا على قرع ناقوس الكاتدرائية كما صحى الشاعر ازرا باوند ذات صباح في حيّ كينزنجتون الشهير في لندن بصداع نصفيّ وقال متململا: "عجيب هذا الدّين، إنّه يتسلّل اليّ حتّى من النافذة". بعد وجبة فطور خفيفة قصدنا الدومو، تأملت البناء الضخم للكنيسة القوطيّة المعمار وتساءلت كيف فات ليوناردو دافنشي ان يترك بصمة او اثرا او لوحة في هذا المعلم الكبير وهو الذي قضى زهرة شبابه في ضيافة امير هذه المدينة الأسمر (المورو) لودفيكو سفورزا، او كيف فات الأمير نفسه ان يقنع الفنان بترك اثر هناك، قلت في نفسي: لقد شغل الأمير ليوناردو –دأب الأمراء والحكّام في ايّ زمان- بتصميم فساتين بياتريس زوجتة، فساتينها، ملابسها الداخليّة، سراويلها، احذيتها، اكسسواراتها وكذلك حمّامها الفخم في جناح القلعة الشمّاء،القصر الكبير، ان جلّ ما تركه هذا الساحر في هذه المدينة هي لوحة يؤمها الحجّاج من كلّ فجّ عميق اسمها (العشاء الأخير) في سانتا ماريّا ديللي جراتزي او بشكل ادقّ ما تبّقى من لوحة العشاء الأخير، فالأصل قد تلف في زمن الفنّان نفسه، لأمرين، رطوبة المكان لكونه قاعة طعام الرهبان الذين لا يكلّون عن ازدراد الطعام، وخلطة الأصباغ التي جرّبها في رسم اللوحة، اضف الى ذلك ان الرهبان النهمون انفسهم فتحوا بابا في جدار اللوحة ذهب بقدمي المسيح وصندليه، خلاصة القول ان اللوحة الذائعة الصّيت ما هي الاّ ظلّ باهت للأصل.
في الصباح صحونا على قرع ناقوس الكاتدرائية كما صحى الشاعر ازرا باوند ذات صباح في حيّ كينزنجتون الشهير في لندن بصداع نصفيّ وقال متململا: "عجيب هذا الدّين، إنّه يتسلّل اليّ حتّى من النافذة". بعد وجبة فطور خفيفة قصدنا الدومو، تأملت البناء الضخم للكنيسة القوطيّة المعمار وتساءلت كيف فات ليوناردو دافنشي ان يترك بصمة او اثرا او لوحة في هذا المعلم الكبير وهو الذي قضى زهرة شبابه في ضيافة امير هذه المدينة الأسمر (المورو) لودفيكو سفورزا، او كيف فات الأمير نفسه ان يقنع الفنان بترك اثر هناك، قلت في نفسي: لقد شغل الأمير ليوناردو –دأب الأمراء والحكّام في ايّ زمان- بتصميم فساتين بياتريس زوجتة، فساتينها، ملابسها الداخليّة، سراويلها، احذيتها، اكسسواراتها وكذلك حمّامها الفخم في جناح القلعة الشمّاء،القصر الكبير، ان جلّ ما تركه هذا الساحر في هذه المدينة هي لوحة يؤمها الحجّاج من كلّ فجّ عميق اسمها (العشاء الأخير) في سانتا ماريّا ديللي جراتزي او بشكل ادقّ ما تبّقى من لوحة العشاء الأخير، فالأصل قد تلف في زمن الفنّان نفسه، لأمرين، رطوبة المكان لكونه قاعة طعام الرهبان الذين لا يكلّون عن ازدراد الطعام، وخلطة الأصباغ التي جرّبها في رسم اللوحة، اضف الى ذلك ان الرهبان النهمون انفسهم فتحوا بابا في جدار اللوحة ذهب بقدمي المسيح وصندليه، خلاصة القول ان اللوحة الذائعة الصّيت ما هي الاّ ظلّ باهت للأصل.
سألت صاحبي في جالاريّا (معرض) فيتوريو ايمانويل الثاني: اتعلم قصّة ثور تورين الذي يؤمه الناس في صحن المعرض اسفل القبّة الضخمة؟ فقال: يزعمون ان دعك خصية الثور بكعب الرجل اليمنى والدوران ثلاث مرات حول نفسك يجلب لك الحظ والتوفيق! قلت بل لعلّها روح مصمّم المعرض جوسييبي مانيوني الساخرة الذي مات اثر سقوطة من السقف في آخر ايّام 1877م تعزّى برؤية جمهور المهرّجين وهم يؤدون رقصاتهم المضحكة.
تناولنا وجبة طيّبة في المحل الفاخر "بك" القريب، ثم بوظة في محل "جروم" الشهير، وبين هذا وذاك لم ندع آلة صرف لم نجرّب بها صرف مبلغ من بطاقات الإئتمان دون جدوى، حتّى كادت هذه الآلات ان تشتمنا. ولم تنفكّ الأزمة الإ مساء ذلك اليوم، استطعنا تشغيل احدى البطاقات للصرف، واحدة منها فقط.
لم يستقبلنا النادل سيموني في دون كارلوس فقط، بل ديكان تسكانيّان ولكن على طبق شهيّ، هزّ الطرب جمهور الوجوه المتألقة على جدران المطعم لقرع الكؤوس، همس احدهم وقد هيأنا الشوكة والسكين: "بون ابتيتو".
عدنا لقضاء ما تبقّى من الليل مع السيّدة الجوزاء واليس سبنسر والتي قضت في 24 ابريل عام 1986م، بصمت لا يليق بضوضاء الثالث من يونيو عام 1937م يوم كتب عقد قرانها مع ادوارد الثامن الذي تخلّى لأجلها عن تاج الإمبراطوريّة التي كانت آنذاك – لا تغيب عنها الشمس -، عندما انكسر كأسا من كؤوس الجناح تلك الليلة، همست واليس: لا بأس عليكما، فأنتما في ضيافة الملك.
http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=43
No comments:
Post a Comment