Wednesday, June 26, 2019

ماتسوشيما - Matsushima







صحيح أن منظر ماتسوشيما، مهما قيل عنه، هو الأجمل في اليابان، وليس بأي حال أقل روعة من تونغ-تينغ أو البحيرة الغربية في الصين. يمتد البحر من الجنوب الشرقي مشكلا خليجا بعرض سبعة أميال، وتتدفق أمواج المد بغزارة، كما هي الحال في تشيه-تشيانغ. وثمة جزر لا حصر لها. بعضها يرتفع ويشرئب نحو السماء؛ والمنخفضة منها تزحف تحت الأمواج. هناك جزر تتراكم متضاعفة أو حتى ثلاثة أضعاف بارتفاعها. تنتصب الجزر إلى الشمال متفرقة، وإلى اليمين متصلة معا. يبدو بعضها وكأنه يحمل جزرا صغيرة على ظهره، وأخرى كأنها تحتضن الجزر بين ذراعيها، مستدعية حب الأم لأطفالها. خضرة الصنوبر ذات دكنة رائعة، وأغصانها محنية دائما بفعل رياح البحر، لذلك تبدو وكأن التواءها ينتمي لطبيعة الأشجار. إن المشهد مفعم بسحر خفي لوجه امرأة جميلة. وأنا أتساءل هل إله الجبال هو الذي خلق ماتسوشيما، في عصور الآلهة؟ وهل من إنسان قادر على أن يبدع في لوحة أو قصيدة مثل هذه الروعة في جمال الطبيعة؟ 
وعلى أوجيما، وهي جزيرة متصلة بالبر الرئيسي الممتد في البحر، تقع آثار كوخ أونغو، ناسك الزن، والصخرة التي اعتاد أن يتأمل عليها. وألقيت نظرات خاطفة هنا وهناك تحت أشجار صنوبر الكهان الذين تخلوا عن حطام الدنيا. لقد عاشوا بسكينة في أكواخ مسقوفة بالقش، ومنها كان حتى هذه اللحظة يتصاعد الدخان من أكواز الصنوبر وأوراقه الإبرية التي يستخدمونها وقودا. لم أكن أدرك أي معدن من الرجال يمكن أن يكونوا، لكني شعرت بالانجذاب نحوهم. وحالما توجهت نحوهم، رأيت القمر ساطعا على البحر، وبدا مشهد ماتسوشيما مختلفا عما كان عليه أثناء النهار. فرجعت إلى الشاطئ، وأخذت غرفة في نزل وهو من مبنى من طابقين وله نوافذ تطل مشرعة على الخليج. ولما استلقيت لأنام في جو من النسيم والسحاب، غمرني شعور من بهجة غريبة.

في ماتسوشيما 
هل استعرت ريشك من الغرنوق
أيها العندليب!
سورا 
استلقيت دون أن أؤلف قصيدة، وكنت مستثارا حتى لم أستطع النوم. وتذكرت أني لما غادرت كوخي القديم، تلقيت من سودو قصيدة بالصينية عن ماتسوشيما هدية، ومن هارا أنتيكي قصيدة تانكا عن جزيرة ماتسوغورا. فتحت حقيبتي وجعلت هاتين القصيدتين سميرتيَ آناء الليل. وكان لدي أيضا قصائد هوكّو لسامبو وجوكُشي.

في اليوم الحادي عشر، زرنا معبد زويغان. ومنذ سنوات بعيدة، كان رئيس الدير الحالي ماكابِه نو هيشِرو قد ذهب إلى الصين للدراسة، وبنى هذا المعبد بعد رجوعه إلى اليابان، وذلك قبل أن يتلقى أسرار الرهبنة البوذية باثنين وثلاثين جيلا. وأعيد بناء قاعات المعبد السبع، بعد ذلك، بفضل الجهود المباركة التي قام بها راهب الزن أونغو. وغدا المعبد اليوم ردهة كبيرة للعبادة، تشرق جدرانها الذهبية بما يليق بفردوس بوذا من أبهة.
ورحت أتساءل أين يمكن أن يكون معبد الإنسان التقي كيمبوتسو. 
هل أنتم من محبّي السفر والرحلات؟
________________________

يسرنا أن نصطحبكم في رحلة افتراضية إلى الأمكنة التي زارها أعظم شعراء اليابان (باشو) العظيم، والذي قام برحلة كبرى إلى شمال البلاد، 
(ماتسوو باشو) هو أحد أعمدة الأدب الياباني في الفترة التي عرفت بـ"قرن أوساكا الذهبي" عاش (1644-1694 م) 
قام باشو برحلة على قدميه استمرت مئة وخمسين يوما، وقطع خلالها نحو ثلاثمئة كيلومتر، وقد دوَّن هذه الرحلة في كتابه "الدرب الضيق إلى أوكو".
أو رحلة إلى شمال البلاد.
كما ندعوكم لإبداء الرأي في مختاراتنا من هذه الرحلة لتكونوا جزءًا من بعثة رحالة #القرية_الإلكترونية التي ستزور هذه الأماكن برعاية الشاعر #محمد_أحمد_السويدي لاقتفاء أثر هذه الرحلة في #اليابان قريباً

ماتسوشيما | رحلة إلى شمال البلاد | باشو

No comments:

Post a Comment