ليوناردو دافنشي: رحلات العقل
7-تحويل مجرى النهر
كان ليوناردو قد عاد إلى فلورنسا مع بداية شهر مارس من عام 1503، وهو يسخر من الشهور التي أمضاها في بلاط الدوق قاطع الطريق. وسحب 50 قطعة من الدوكات الذهبية في الرابع من مارس من حسابه لدى سانتا ماريا نوفا. وهو يدوّن المعاملات على صفحة تحمل أيضاً ملاحظة مبهمة: " اطلب من الغونفالونييري إلغاء الكتاب، ومن السير [أي كاتب العدل] تزويدي بسجل مكتوب حول المبالغ المالية الواردة." معنى كلمة "cancel" والمقصود بها الإلغاء هي مفردة قانونية (وتعني في اللاتينية إلغاء إجراءٍ من خلال الكشط عليه بخطوط متقاطعة، وهي مشتقة من كلمة cancellus، أي الإحاطة بسياج شبكي). ترتبط الملاحظة على الأرجح بلوحة المذبح التي لم يتم تسليمها لكنيسة البشارة المقدسة، تصفية للحسابات، وفي هذه الحالة يكون السير هو السير بيرو دا فينشي، الذي كان يعمل كاتباً للعدل في خدمة كنيسة البشارة. هل هكذا كان ينظر ليوناردو إلى والده؟- "السير"، أو السيد؟ الغونفالونييري هو بيرو سوديريني، والذي كان قد تقلد هذا المنصب بالانتخاب في عام 1502 ليعمل في خدمة الجمهورية الفلورنسية، ليغدو في مقام رئيس وزرائها: وهو رجل شريف لكنه لا يتمتع بخصوبة الخيال، والذي لم تتسم تعاملاته مع ليوناردو بالودية في أغلب الأحوال.
في اليوم الثامن من أبريل اقرض ليوناردو "فانتي مينياتوري" اربعة دوكات ذهبية. رسام المنمنمات اتافانتي دي غابرييلو، وهو رجل في عمر ليوناردو تقريباً، وربما كان يعرفه من أيام الصبا. " نقلها إليه سالاي وسلمها إليه في يده: وقال أنّه سيعيدها إلي في غضون أربعين يوماً." وفي اليوم ذاته منح ليوناردو سالاي بعض المال من أجل شراء "جوارب زهرية اللون"- بنفس لون بزته (Pitocco)، والتي ذكرها الجاديّ قائلاً: " لقد ارتدى بزة زهرية قصيرة، تصل إلى ركبتيه في وقت اعتاد معظم الناس فيه لبس الطويل من الثياب." ويشعر المرء بالسخط يعبق في أجواء المحيطين بليوناردو، الشيء الذي يتناقض إلى حدٍ ما مع مزاج فلورنسا الجمهورية. وهذه اللمحة إلى زي ليوناردو كانت على الارجح من ذكريات الرسام الفلورنسي الذي يدعوه المجهول إل غافينا، أو بي دا غافيني.
في اليوم الرابع عشر من شهر يونيو سحب ليوناردو 50 قطعة أخرى من الفلورينات الذهبية من حسابه. ربما كان غير مستقر الحال: لم يكن مستقبله واضح المعالم، ومدخراته تتسرب من بين يديه. لا نعرف من أين كان يكسب عيشه في ذلك الوقت: ولم تعد أبواب كنيسة البشارة مفتوحة أمامه. ربما كان هنالك شخص ما حوالي هذا الوقت، تلميذ على الأرجح، يكتب على صفحة من مخطوطة اتلانتكس: " Tra noi non ha a correre denar' – "لدينا شحٌ في المال حقاً.."
ولكن حالما ظهر مشروع جديد ومثير، وغايته ليست أقل من تحويل مجرى نهر آرنو. وكان هنالك في الحقيقة مشروعين منفصلين: تحويل نهر آرنو السفلي، والذي كان تكتيكاً عسكرياً محضاً يهدف إلى فصل بيزا من البحر، وهو المشروع الأضخم لشق قناة بطول النهر غرب مدينة فلورنسا حتى يصبح صالحاً للملاحة. أصبح ميكافيللي في هذا الوقت الذراع اليمنى لسوديريني في ما يخص الشؤون العسكرية والسياسية، وكان مشاركاً في كلاهما عن كثب.
وكان قد شهد بعضاً من أعمال ليوناردو عندما كان مهندساً لبورجيا، وربما انبثق مشروع بيزا من الأساس من المحاورات التي جرت بينهما في إيمولا.
كانت بيزا قد سُلمت بشكل مؤقت إلى الفرنسيين على يد بيرو دي ميديتشي في 1494، وأعلنت استقلالها عندما انسحب الفرنسيون من إيطاليا في السنة التالية.
وقد ذهبت جهود الفلورنسيين لاستعادة المدينة مع الريح بشكل مخزٍ: لقد صمد مواطنو بيزا في وجه الحصار بفضل الأغذية والإمدادات التي تصل إليهم عبر مرفأهم على نهر آرنو. وعليه فقد أصبحت الاستراتيجية الجديدة-المنطقية رغم طموحها التقني- بتحويل النهر وبالتالي" حرمان مواطني بيزا من مصدر حياتهم" بحسب تعبير أحد مساعدي ميكافيللي.
في التاسع عشر من يوليو عام 1503 استولت القوات الفلورنسية على حصن لا فيروكا، أو فيروكولا، وهي هضبة يمكن رؤيتها حتى الآن على المنحدرات الجنوبية لتلال بيزا، والمشرفة على سهول وادي آرنو الأدنى. عقب ذلك بيومين وصل ليوناردو إلى هناك. كان بييرفرانسسكو توسنيغي، الضابط المسؤول يكتب إلى فلورنسا: " وصل ليوناردو دا فينشي شخصياً مع بعض مرافقيه، ولقد أريناه كل شيء، ويبدو لنا أنّه وجد هضبة فيروكولا ملائمة، وأنّه سُرّ بما رأى، وعقّب قائلاً أنّه يفكر في عدد من الطرق لتحصينها."
استشفت هذه البرقية المبهجة شخصية ليوناردو وهو يعمل في يوم صائف في التلال البيزية: شموليته (لقد أريناه كل شيء)، وحماسته (لقد سُرّ بما رأى).
بعد شهر من الزمان كان في الموقع مرة أخرى، في معية وفد رسمي يقود إليخاندرو ديلجي البيتزي. لقد كان هناك بحلول يوم 22 يوليو، عندما وضع التأريخ على أحد الرسومات التمهيدية لوادي نهر آرنو الأدنى، وفي الثالث والعشرين شارك في المناقشات في معسكر الحرب الفلورنسي، في ريجليوني على الأرجح، كما ذكر أحد القائد غويدوتشي في اليوم التالي:
لقد استقبلنا امس اليخاندرو ديلجي البيتزي حاملاً خطاباً من سيادتكم [غونفالونييري سوديريني]، ومعه ليوناردو دا فينشي وآخرين. لقد درسنا الخطة، وبعد مناقشات وتمحيص خلصنا إلى أن المشروع يخدم غايته بشكل رائع، وإن كان بالإمكان تحويل نهر آرنو بالفعل أو شق قناة لمياهه في هذا الموقع، فسوف تصبح التلال محصّنة أمام هجمات العدو.
كان في الوفد أيضاً جيوفاني بيفيرو، الذي دفعت له الحكومة لاحقاً ما يعادل 56 ليرة " نظير عربة بستة جياد، ونفقات الوجبات، في رحلته مع ليوناردو دا فنشي لتغيير مجرى نهر آرنو حول مدينة بيزا". وقد ورد ذكره في مكان آخر باسم جيوفاني دي اندريا بيفيرو، وهو في جميع الأحوال جيوفاني دي اندريا سيلليني، والده النحات الشهير بينيفنوتو سيلليني، الذي كان بالفعل أحد عازفي المزمار بمجلس الشعب.
وأول وثيقة يرد فيها ذكر تحويل مجرى نهر آرنو هي رسالة القائد غويدوتشي المؤرخة في 24 يوليو 1503، بيد أنّ "الخطة" التي درسوها وخطاب التفويض من الغونفالونييري يشيران إلى أن المشروع كان في مرحلة متقدمة على الورق. فالفكرة كانت شق قناة لتحويل مجرى النهر إلى الجنوب لمنطقة مستنقعات بالقرب من ليفورنو تدعى البركة. وكانت المياه ستحوّل بواسطة السدود عبر قناة ضخمة، تمتد إلى ميل و16 ذراعاً (32 قدما) في عمق الأرض، ثم تنقسم إلى قناتين أصغر حجماً. كانت المسافة بين النهر والمجرى الجديد في البركة تبعد حوالي 12 ميلاً، وبحسب تقديرات ليوناردو فسينتج عن حفر القنوات ما يقارب مليون طن من التراب. ومن أقدم النماذج على دراسات الحركة والزمن، فقد قام بحساب كمية التراب التي يمكن أن يزيحها عامل واحد. لأن القنوات سوف تكون عميقة جداً فاحتسب أنّ الدلو الواحد من تراب القاع يحتاج إلى أن يتناوله أربعة عشر من العمال بالتناوب قبل أن يصل إلى السطح. وبعد إجراء القليل من الحسابات المعقدة خلص إلى أن المشروع بكامله يتطلب 54000-رجل/يوماً. ويقول بدلاً عن ذلك، أنّه يجب استخدام "عدد من الآلات" لتسريع العملية. وإحدى هذه الآلات هي الحفارة الآلية الموجودة في مخطوطة أتلانتكس: القياسات المصاحبة للرسم تتوافق بشكل دقيق مع الحسابات المقترحة لشق قنوات نهر آرنو، وبالتالي فيبدو أن هذه الآلة مصممة لأداء تلك المهمة. وهنالك حسابات أخرى تقول: " حمل المجرفة الواحدة يساوي 25رطلاً، أي ستة أحمال تساوي حمل عربة يدٍ واحدة، وحمل عشرين عربة يد يعادل حمل عربة يجرها حصان." هذه هي تفاصيل عمل ليوناردو كمهندس عسكري ومدني.
الحفر في قناة نهر آرنو التي تربطه بالبركة لم يبدأ قبل سنة من التخطيط له. ولم يكن ليوناردو مشاركاً بشكل كامل في هذه المرحلة المتقدمة: المهندس الآخر أو معلم المياه كولومبينو، كان مسؤولاً، وقد كان بعض ما تم إنجازه مختلفاً عن خطة ليوناردو. لقد بدأ العمل في 20 أغسطس عام 1504 " في برج طائر التدرج"، والذي تم هدمه لتوفير مواد البناء من أجل إقامة السد. لم يكلل المشروع بالنجاح، وتوقف بعد شهرين، وسط اضطرابات متزايدة بسبب عدم سداد الأجور. ويلخص بياجيو بوناكورسي مساعد ميكافيللي الأمر بإيجاز في تقريره:
عندما اتُخذ القرار أخيراً، أُقيم معسكر في ريجليوني، وتم استدعاء الخبير بالمياه. وقالوا بأنّ العمل يتطلب توفير الفين من العمال، وكمية من الخشب لتشييد سدٍ ليحجز مياه النهر ويحولها على طول قناتين تنتهيان في البركة، ووعدوا بإكمال المشروع في ثلاثين الف من العمال/والأيام [أقل كثيراً من تقديرات ليوناردو] وأنطلق المشروع على ذلك الأمل في 20 أغسطس [1504] بألفي من العمال على كارلينو واحد في اليوم لكل منهم. ولكن المشروع في الحقيقة استهلك المزيد من المال والوقت، وبلا فائدة، لأنّه على الرغم من هذه التقديرات، لم يكن ثمانين ألفاً من العمال بالأيام قادرين حتى على إنجاز نصف العمل المطلوب. لم تتدفق المياه عبر هذه القنوات عدا في وقت الفيضان، وحالما ينحسر تعود المياه أدراجها. والتكلفة الكاملة للمشروع سبعين ألفا من الدوكات أو أكثر لأنّه بجانب سداد أجور العمال كان من اللازم الاحتفاظ بألف جندي لحماية العمال من هجمات مواطني بيزا.
وقعت كارثة في أوائل شهر اكتوبر من عام 1504. هبت عاصفة عنيفة، فحطمت عدد من قوارب حراس فم القنوات، وكانت الخسائر في الأرواح تقدر بحوالي 80 نفساً. وانهارت جدران القنوات، وغمرت السيول الوادي بأكمله، مدمرة عدداً من المنازل. وبحلول منتصف شهر اكتوبر، أي قبل مضي شهرين على بدء العمل، توقف المشروع تماماً. انسحب الجيش الفلورنسي، وردم سكان بيزا القنوات، وسرعان ما اصبح الأمر برمته طي النسيان. وهي مضيعة أخرى للوقت والمال والأرواح في الحرب الطويلة مع بيزا والتي استمرت حتى عام 1509.
كانت هذه الخطة المحبطة جزءاً ومرحلة من حلم ليوناردو الأكبر: بناء قناة طويلة تتغلب على المشاكل التي تعيق الملاحة في نهر آرنو وتفتح أمام فلورنسا طريقاً خاصاً بها إلى البحر مباشرة. ولم يكن النهر أسفل فلورنسا صالح للملاحظة بسبب المنحدرات التي يتسم بها مجراه ما بين البركة ومونتيلوبو على بعد عشرة أميال غربي المدينة، وهو ضحل، ويغمره الطمي، وتكثر التعرجات في مجراه طول الطريق من هناك وحتى بيزا: ويستحضر المرء هنا قارب برونيليسكي تعس الحظ والذي انجرف إلى إحدى الضفاف الرملية في إمبولي. تختلف هذه القناة الكبرى عن مشروع التحويل العسكري، ولكن ربما شكلت مشاركته في الأخير دافعاً أكبر لشق هذه القناة في مشروع أعظم، والذي كان ذهنه مشغولاً به لفترة من الوقت. وإن تم تنفيذهما فسيؤدي عملهما المشترك إلى ربط فلورنسا بالبحر، وبالتالي تمكينها من المشاركة في المغامرة العالمية الكبرى في التجارة والاستكشاف، والإثارة التي دأب البحار الفلورنسي أميريغو دي فيسبوتشي على التشجيع عليها في رسائله لراعيه الإيطالي لورينزو دي بيرفرانسسكو دي ميديتشي، والتي تم نشر مخلص لها في فلورنسا عام 1504.
ويشجع هذا الأمر على فكرة طال بها الأمد: قناة نهر آرنو التي اقترحت منذ عام 1347، وكان ليوناردو نفسه مهموماً بها لنحو عقد من الزمان أو يزيد. وهنالك صفحة من الملاحظات حول هذا الموضوع في مخطوطة اتلانتكس والتي بذكرها استفادة بيزا من المشروع تبدو كما لو كتبت قبل بدء العدائيات بين فلورنسا وبيزا في 1495. حيث قال:
ينبغي صنع أحواض في وادي لا شيانا عند آريزو، حتى أنّه عندما يحل الصيف ويقل منسوب المياه بالنهر، لا تتأثر القناة. ويجب أن يكون عرض القناة 20 ذراعاً عند القاع و30 عند السطح، وعمقها ذراعين، أو أربعة حتى تستخدم ذراعان من المياه في إدارة الطواحين وري المراعي، والتي سوف تعود بالخير على المنطقة، وتكسب وبراتو، وبيشتويا، وبيزا 200 الف دوكات في السنة، وسوف تسهم في توفير المال والرجال لهذا المشروع النافع، والأمر نفسه ينطبق على لوكشيسي لأن بحيرة سيستو ستصبح صالحة للملاحة. وسأجعلها تمر ببراتو وبيشتويا وسنعبر إلى سيرافالي وتخرج من الوادي إلى البحيرة، وبالتالي لن تكون هنالك حاجة إلى حواجز.
وقد احتسب نفقة هذا العمل بمعدل ليرة واحدة لكل ذراع مربع، بيد أن هذا لا يتضمن أية تقديرات للعمل الهائل "الحفر عبر" الجبل في سيرافالي.
هنالك خرائط وخطط تعود في تأريخها إلى الأعوام 1503-1504 وتبين المسار المقترح للقناة. وفي ركن إحداها ملاحظة تقول: إنهم لا يعلمون لماذا لم يجر نهر آرنو في قناة مستقيمة: لأنّ الأنهار التي تتدفق فيه ترسب الطمي حيث ترفده، وتنقله من الجانب المقابل، ولذلك ينثني النهر." ويسمع المرء لمسة الاستدلال، الملاحظة الوقورة التي قد وجدها البعض وهم يحاولون "فهم" لا يعلمون هذه الحقيقة الأساسية والتي كرر شرحها لعدد لا يحصى من المرات.
ظلت القناة حلماً- ربما كان فشل التحويل العسكري محبطاً، بيد أنّ النفقات الهائلة للمشروع كانت كافية لإصابة مجلس الشعب بالإحباط على أية حال. لم يتم إنجاز أي عمل، بيد أن كامل الطريق السريع بين فلورنسا وبيزا كان يغطي ذات المسار الذي يزمع أن تقام عليه القناة المقترحة، وعليه ربما يقول المرء بأنّ رؤية ليوناردو كانت خاطئة فقط حتى الآن نسبة لعجزها عن توقع الممر المائي ذاته كوسيط للنقل. فقد أخفق خياله دون تخيل محرك الاحتراق الداخلي.
كانت مشاريع شق القنوات هذه وغيرها مما تولى أمره في ميلانو، هي لمحات أخرى من ولع ليوناردو على مدى عمره بالمياه، وتياراتها، وضغوطها، ودواماتها وانكساراتها، والتي سجلها، وحللها، ورسمها ولونّها حقيقة بأسلوب رائع- الوميض المتقد للباديول خلف جنيفرا، والآفاق البحرية للبشارة، والأنهار الجارفة للصخور التي تتسكع في قوة خلف كل من السيدة ذات المغزل والموناليزا.
------------------------------------------------
ليوناردو دافنشي: رحلات العقل
تأليف: تشارلز نيكول
ترجمة: أميمة حسن قاسم
محاولة استعادة شيء من ليوناردو الإنسان هي مهمة هذا الكتاب- ذلك هو، ليوناردو الإنسان الحقيقي، الذي عاش في وقت حقيقي، وأكل أطباقاً حقيقية من الحساء، مقابل ليوناردو الرجل الخارق، متعدد التخصصات.
بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، وبدافع من حب المعرفة والسعي لنشرها قامت القرية الإلكترونية بتوفير هذه النسخة من كتاب ليوناردو دافنشي: رحلات العقل | تأليف: تشارلز نيكول | ترجمة: أميمة حسن قاسم
وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في جوجل بلس نأمل أن تحوز إعجابكم وأن تكون مساهمة في #نشر_المعرفة
صفحتنا الرسمية في فيس بوك :
منصتنا في جوجل بلس لمتابعة باقي مشروعاتنا
(جميع الحقوق محفوظة)
No comments:
Post a Comment