Tuesday, November 28, 2017

علي بوملحا ومحمد علي





“علي بوملحا ومحمد علي”
|| #محمد_أحمد_السويدي || #مقالات
بعد جولتنا الصباحيّة مع الوالد في جنائن ريجنت، جلسنا نحتسي الكاباشينو، هذا هو أوّل يوم يغيب فيه أخي خالد، فلقد ذهب لوداع أسرته التي تغادر #لندن اليوم عائدة إلى #أبوظبي، كانت (أم خالد وخلف) رفاق جولة اليوم. قلت للوالد إنني وقعت على كتاب شرح قصيدة الولاء لقاضي الظفرة الشيخ علي بن سالم بوملحا المرر ، وشيئ من سيرته، فقد ولد عام 1825م وتوفي في 1900م، وله قصائد ما زالت تردد، ومنها القصيدة التي يطرب لها الوالد ويرددها كثيراً وهي: 
يا فحّال الجزيرة في لوحدة مجساك
شوف أحوالك ضريرة ما كن حد حذاك
كم جاسيت الحجيرة ما حد صبر شرواك
لو في حضن لبصيرة كان محبي لفاك
وداس أرضك بالجبيرة وأصبح يندي ثراك
لي هيضت السريرة قطع القمة عساك
وازم يدعك حضيرة رسم الذاري عفاك
(*في الصورة المرفقة يو لبصيره)
وأضفت مخاطبا الوالد إنّ قصائد الشاعر بو ملحا في موزه بنت محمد بن عتيبه (زوجة الجد خلف وبنت عمّه) ستكون في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، فقال #الوالد: أدركنا موزه (لحقنا على) وقد ناهزت التسعين، وكذلك خلف الذي امتدّ به الأجل، أضاف الوالد: لقد قيّض الله له رجلاً يدعى محمد الطوير من قوم بن دلموك من الظواهر في العين برّه ورعاه عندما أقعده المرض، فكان يحممّه ويلبسه ملابسه، وللطوير ابن باقٍ إلى اليوم. 
ثمّ حدّثت الوالد عن كتاب (رحلة بيركهارت) بعنوان رحلات إلى شبه الجزيرة العربيّة في بداية القرن التاسع عشر، فسألني الوالد عنه فقلت: ولد 1784 من أب سويسري وأم إنجليزية، واضطر سنة 1806م إلى الانتقال إلى لندن بعد احتلال الامبراطور الفرنسي نابليون لبلاده، والرحلة واكبت وجود محمد علي باشا في الطائف وذلك في عام 1814، وكان في الثلاثين من العمر يشكو أثر الضعف والمرض بينا كان محمد علي في الخامسة والأربعين، مات الأول (من مواليد برج العقرب) في 1817م ولم يتجاوز الثلاثين وامتدّ العمر بالثاني (من مواليد الثور) حتّى ناهز الثمانين.
سرد الوالد تاريخ محمد علي باشا كمن يحفظ كتاباً عن ظهر غيب، كيف وصل إلى مصر وكيف اعتلى سدّة الحكم، وكيف دخل الجزيرة العربيّة، كما قصّ تاريخ ضمّه السودان والشام قبل أن يرغمه الغرب وعلى رأسهم بريطانيا على الانسحاب من شبه الجزيرة والشام على أن تبقى مصر له ولذريّته من بعده..
هممنا بمغادرة المتنزّه فلمح الوالد قبيلة من الكلاب يقودها رجل فقال: إنّ هذا الرجل مكلّف بالتجوال والتريّض مع هذه الكلاب، وذكر صديقاً له كان في لندن فيما مضى يقوم بنفس المهمّة لقاء أجر، وأنّه خرج في يوم قارص البرودة لممارسة مهمتّه فركن إلى مقهى دافئ ساعة من الزمن قبل أن يعود الى البيت، فسألته صاحبة الكلب إن كان قد تريّض مع الكلب فهزّ رأسه بالإيجاب فقالت وهي تكرّر السؤال اصدقني القول، فاعترف الصديق بأنّ برودة الطقس قادته إلى مكان يستريح فيه، فعلم منها أنّها عرفت ذلك لنشاط الكلب الذي كان يقفز وينبح بحيويّة كلب يريد التريّض.

No comments:

Post a Comment