Sunday, June 11, 2017

رحلة في البادية إسكندر الحايك ضمن مشروعنا - 2



http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_publications_indetail.php?articleid=716

رحلة في البادية إسكندر الحايك ضمن مشروعنا #أدب_الرحلة بتكليف ورعاية كريمة من الشاعر الإماراتي  محمد أحمد السويدي
(2)
 وإذ كنت بعد ظهر ذلك اليوم أفكر في أمر مسيرنا وقد اسودت السماء في وجهي إذا برجل جليل يدخل علي وكانت ملامحه تدل على إنه شيخ إحدى القبائل العربية فرحبت به ودعوته للجلوس فجلس وقال: أنا محمد شيوخ شيخ قبيلة شمر، وقد بلغني أنكم ذاهبون إلى الموصل سالكين طريق الجزيرة.
قلت: نعم، وكيف عرفت ذلك؟
قال: خبركم قد شاع في كل المدينة
قلت: وما رأي الشيخ في هذه الرحلة
 قال: رأيي أن تعدلوا عنها لأن في الجزيرة أهوالاً تفوق الوصف وقبائل رديئة للغاية تلحق الأذى بأي من وقع بين أيديها
قلت: وهل لكم أن تساعدونا للنجاة من شر تلك القبائل؟
 قال: إذا خلصتكم من أيدي العربان كيف تنجون من أيدي اليزيدية؟ فإن جمال باشا والي الموصل اضطر أن يدفع (الخوة) مالاً وافراً لقاء مروره في أرض أولئك الجماعة وهو ممثل الدولة في تلك البلاد، وهم خاضعون لسيطرته.
وحين اجتاز تلك الأراضي كان يقوم بحراسته مائتا فارس من أشجع الناس وأبسلهم وأشدهم بأساً.
ووادي سنجار واد مخيف يقطنه عبدة الشياطين اليزيدية. قلت: كلما قيل لنا أن سفرنا محفوف بالأخطار تشتد رغبتنا في السفرة ولذا اجتياز الجزيرة في أخطارها وغايتنا أن نرى بأم العين ما هو جار في تلك البقاع فلقد سمعنا عنها أشياء كثيرة ومتنوعة ولربما لم تكن كلها حقيقية.
قال: يظهر لي أنك شجاع وأنك تحمل الغير على الشجاعة فدعوت هذا السائح إلى تفقد الجزيرة مبعداً عن مخيلته كل ما يشتم منه رائحة خوف
 قلت: لست بأشجع من هذا السائح فهو الذي يتوق إلى هذه الرحلة لأنه لا يبالي بالموت فهو يعتقد أن المرء مائت عاجلاً أو آجلاً
قال: وهل أنتم مسافرون غداً؟
 قلت: نعم بإذن الله. وأراد الشيخ أن يودعنا وينصرف فألححت عليه ليتناول العشاء معنا فقبل دعوتنا وقد استفدنا منه في السهرة أشياء مهمة تتعلق بأحوال الجزيرة. وشاء أن يساعدنا فبعث معنا بعلامة إلى شيخ قبيلة الجبور وهي القبيلة الكبيرة الأولى التي كنا مزمعين على المرور بها بعد اجتيازنا نهر الخابور (الذي هو فرع من الفرات).
ثم سألته: أين هي قبيلتكم؟
قال: حوالي الموصل في أرض الجزيرة
قلت: وهل نلتقي في الطريق؟
 قال: لا يسعني أن أفيدك لأن أمرنا بالحل والترحال فإذا كانت القبيلة لا تزال هنالك التقينا وإلا فاجتماعنا في الموصل. أما العلامة التي كانت بمثابة توصية بنا والتي بعث بها إلى شيخ قبيلة الجبور فهي مع ملاحظة إنه يجب علينا عند وصولنا إلى حدود القبيلة أن نتوقف ونرسل فارساً رافعاً علماً أبيض (علامة الصداقة) إلى قبيلة الجبور ويقابل الشيخ حمود شيخ القبيلة ويقول له هذه العبارة: إن محمد شيوخ عرب شمر لا يستطيع المرور هناك في أثناء رجوعه لأنه مسافر بطريق البديع وأبو حامضه وهو يقول إن الأسعار لا توافق الآن: انتظروا شهراً آخر. وكان الشيخ حمود قد كلف الشيخ محمد شيوخ يستفهم له عن أسعار السمن والصوف في أثناء مروره
حوالي الساعة الحادية عشرة مساء طلعنا خارج الخيمة فوجدنا جمع غفير من أهالي دير الزور حول الخيام يتفرسون في الحملة ويتعجبون من رحلتنا في الجزيرة ثم ودعنا الشيخ وانصرف.


 



No comments:

Post a Comment