http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_publications_indetail.php?articleid=516
غدا عطلة بمناسبة يوم وفاة الإمام الخميني، العوائل تنتشر على ضفاف النهر بشكل ملحوظ نحن في أواخر مايو والجوّ لطيف يقول دليلنا تخرج جميع الأسر لقضاء المساء على ضفاف النهر. أراقب أفواج النساء نعم هناك جمال خاطف ولكن ليس كالجمال في طهران، طهران فاجأتني بحسانها أينما ذهبت ، إذا ما تأملت الفتاة مليّا فهي ليست خارقة الجمال ولكن التأنق والمكياج الخفيف ورهافة الطبع تجعلها كذلك . ذكرت قول الصديق عباس:
شهر طهران كر بسوزد آز حرارت دور نيست
جونكه أزهر كوجه آش صد آفتاب ايد بــرود
أي ليس ببعيد ان تحترق مدينة طهران، ذلك أنّ كل زقاق يُطلع مائة شمس. نعم أينما ذهبت ستلسع بلهب الشمس وسحر العيون . تنتشر في أصفهان العوائل على النهر مساء كالؤلؤ المنثور، وأجدني أشعر أن الفتى يستطيع إختيار حبيبته أو زوجته بسهولة ودون عناء، يفترشون سجّاد الأرض المعشبة الخضراء ويتناولون الوجبات الخفيفة ويراقبون أطفالهم في لعب ومرح ويستمعون لموسيقى خرير مياة النهر المتدّرج التي ذكرها أبو الطيّب في مكان قريب من هنا إذ يقول:
وأمواه يصلّ بها حصاها صليل الحلي في أيدي الغواني
ولقد كتب لي أن أسمع الصليل بإذني وأرى الحليّ بأم عينيّ. كان الهواء منعشا حقا والليلة من ليالي العمر.
عدنا إلى الفندق وذهبنا كل إلى غرفته أنا بدوري عرجت إلى عروس الروح ذات السجّادة المذهبة كانت سمير ليالي أصفهان ورفيقها.
كنّا قد إتفقنا مع الإخوة المرافقين أن نستغلّ إجازة الغدّ في مغامرة الذهاب إلى منبع النهرالأكبر زياندرود إذ قيل أنه على مبعدة 260 كم وعلى إرتفاع 3000 قدم على أن يتمّ التحرّك في التاسعة صباحا وهكذا كان.
إلى كوه رانع:
في الصباح الباكر توجهنا إلى كوه رانع على بعد 230كم من أصفهان الى منبع النهر الخالد، مررنا على بائع للفواكه وتزّودنا للطريق البطّيخ الأحمر الذي وصفه إبن بطّوطة والجيلاس الأصفر والأحمر (كرز) والزرد آلو
(المشمش) الذائع الصيت الطيّب الطعم ، سألت عن التفاح فقيل أن موسمه بعد شهر وهناك الأحمر والأصفر وآخر صغير الجرم أصفر شديد الحلاوة. في الطريق إلى كوه رانغ مررنا بجسر (بولي زمان خان) وهو جسر أقامه شخص موسر على مقربة من النهر نزلنا هناك لإلتقاط بعض الصور ثم اتّجهنا إلى (شيل جارد) مرورا (ببابا طاهر) و(فارسان) وانتهينا إلى المكان المقصود، حيث كان نزلنا بفندق (كوه رانع) لصاحبه فريدون رئيسي (قريب الشبه من الممثل Donal McCann الفنان الذي قدّمه بيرتلوشي في فيلمه التوسكانيّ Stealing Beauty ) تناولنا الغداء هناك وأخذنا قسطا من القيلولة في ذلك النزل. فريدون رجل أصيل، شاهدنا لديه شريطا للتزلج يصوّر فريقا فرنسيا جاء إلى هذه المنطقة البكر ومارس هذة الرياضة في جبالها الشتاء الماضي ، أضاف فريدون بأنه مهندس قرّر التقاعد في هذا الإقليم وهو من شهر كرد القريبة وهو يروّج للسياحة في بلدة، لم يقبل أن يتقاضى أجر الغرفة وأضافنا مع ذلك الشاي وأرسل معنا دليلا لرؤية الجبل خلف الهضبة المجاورة المطّلة على النزل شكرناه وتبادلنا العناوين واتّجهنا بالسيارات والدليل إلى خلف الهضبة وبعد دقائق قليلة أطلّ (السورخ كوه والزرد كوه) الجبل الأحمر والجبل الأصفر وقد تسربل بالبياض فكانا مهيبان وقوران إلتقطنا لهما الصور التذكاريّة، إنّ زياندرود ذو الأربعمائة كم مدين لكما بالفضل الكثير. عدنا لإنزال الدليل وإثابته . كانت وجهتنا بعد ذلك chech meh في جلي كرد حيث المياه الرقراقة الباردة وكعادتهم هناك وضعنا البطّيخ في الماء دقائق وسرعان ما أكلناه باردا طازجا ورائحته العذبة تنعش الروح . خلعت الحذاء للسير في الماء الرقراق، كان باردا غير عميق وكنّا نحذو حذو الزوّار الأهالي والتقطنا الصور وبعد ساعة بدأت رحلة العودة. في تلك النواحي رأينا قبائل اللور الشهيرة منتشرة في كل مكان وهي قبائل من الأميين تنزح في الصيف إلى كوه رانع حيث الكلأ والماء وإعتدال الطقس-24 درجة- وفي الشتاء تعود إلى عبدان في ترحال ونزوح دائمين منذ آلاف السنين. سلكنا ذات الطريق في العودة إلى أصفهان التي وصلناها وقد أرخى الليل سدوله وانصرفنا إلى الغرف على أن نلتقي صباحا. أنا بدوري كنت على موعد مع ذات الخال التركيّة والتى لأجل شامتها الحلوة باع شاعر إيران الأكبر حافظ على حدّ قوله، بخارى وسمرقند، عاصمتيّ تيومر الذهبيّتين.
غدا عطلة بمناسبة يوم وفاة الإمام الخميني، العوائل تنتشر على ضفاف النهر بشكل ملحوظ نحن في أواخر مايو والجوّ لطيف يقول دليلنا تخرج جميع الأسر لقضاء المساء على ضفاف النهر. أراقب أفواج النساء نعم هناك جمال خاطف ولكن ليس كالجمال في طهران، طهران فاجأتني بحسانها أينما ذهبت ، إذا ما تأملت الفتاة مليّا فهي ليست خارقة الجمال ولكن التأنق والمكياج الخفيف ورهافة الطبع تجعلها كذلك . ذكرت قول الصديق عباس:
شهر طهران كر بسوزد آز حرارت دور نيست
جونكه أزهر كوجه آش صد آفتاب ايد بــرود
أي ليس ببعيد ان تحترق مدينة طهران، ذلك أنّ كل زقاق يُطلع مائة شمس. نعم أينما ذهبت ستلسع بلهب الشمس وسحر العيون . تنتشر في أصفهان العوائل على النهر مساء كالؤلؤ المنثور، وأجدني أشعر أن الفتى يستطيع إختيار حبيبته أو زوجته بسهولة ودون عناء، يفترشون سجّاد الأرض المعشبة الخضراء ويتناولون الوجبات الخفيفة ويراقبون أطفالهم في لعب ومرح ويستمعون لموسيقى خرير مياة النهر المتدّرج التي ذكرها أبو الطيّب في مكان قريب من هنا إذ يقول:
وأمواه يصلّ بها حصاها صليل الحلي في أيدي الغواني
ولقد كتب لي أن أسمع الصليل بإذني وأرى الحليّ بأم عينيّ. كان الهواء منعشا حقا والليلة من ليالي العمر.
عدنا إلى الفندق وذهبنا كل إلى غرفته أنا بدوري عرجت إلى عروس الروح ذات السجّادة المذهبة كانت سمير ليالي أصفهان ورفيقها.
كنّا قد إتفقنا مع الإخوة المرافقين أن نستغلّ إجازة الغدّ في مغامرة الذهاب إلى منبع النهرالأكبر زياندرود إذ قيل أنه على مبعدة 260 كم وعلى إرتفاع 3000 قدم على أن يتمّ التحرّك في التاسعة صباحا وهكذا كان.
إلى كوه رانع:
في الصباح الباكر توجهنا إلى كوه رانع على بعد 230كم من أصفهان الى منبع النهر الخالد، مررنا على بائع للفواكه وتزّودنا للطريق البطّيخ الأحمر الذي وصفه إبن بطّوطة والجيلاس الأصفر والأحمر (كرز) والزرد آلو
(المشمش) الذائع الصيت الطيّب الطعم ، سألت عن التفاح فقيل أن موسمه بعد شهر وهناك الأحمر والأصفر وآخر صغير الجرم أصفر شديد الحلاوة. في الطريق إلى كوه رانغ مررنا بجسر (بولي زمان خان) وهو جسر أقامه شخص موسر على مقربة من النهر نزلنا هناك لإلتقاط بعض الصور ثم اتّجهنا إلى (شيل جارد) مرورا (ببابا طاهر) و(فارسان) وانتهينا إلى المكان المقصود، حيث كان نزلنا بفندق (كوه رانع) لصاحبه فريدون رئيسي (قريب الشبه من الممثل Donal McCann الفنان الذي قدّمه بيرتلوشي في فيلمه التوسكانيّ Stealing Beauty ) تناولنا الغداء هناك وأخذنا قسطا من القيلولة في ذلك النزل. فريدون رجل أصيل، شاهدنا لديه شريطا للتزلج يصوّر فريقا فرنسيا جاء إلى هذه المنطقة البكر ومارس هذة الرياضة في جبالها الشتاء الماضي ، أضاف فريدون بأنه مهندس قرّر التقاعد في هذا الإقليم وهو من شهر كرد القريبة وهو يروّج للسياحة في بلدة، لم يقبل أن يتقاضى أجر الغرفة وأضافنا مع ذلك الشاي وأرسل معنا دليلا لرؤية الجبل خلف الهضبة المجاورة المطّلة على النزل شكرناه وتبادلنا العناوين واتّجهنا بالسيارات والدليل إلى خلف الهضبة وبعد دقائق قليلة أطلّ (السورخ كوه والزرد كوه) الجبل الأحمر والجبل الأصفر وقد تسربل بالبياض فكانا مهيبان وقوران إلتقطنا لهما الصور التذكاريّة، إنّ زياندرود ذو الأربعمائة كم مدين لكما بالفضل الكثير. عدنا لإنزال الدليل وإثابته . كانت وجهتنا بعد ذلك chech meh في جلي كرد حيث المياه الرقراقة الباردة وكعادتهم هناك وضعنا البطّيخ في الماء دقائق وسرعان ما أكلناه باردا طازجا ورائحته العذبة تنعش الروح . خلعت الحذاء للسير في الماء الرقراق، كان باردا غير عميق وكنّا نحذو حذو الزوّار الأهالي والتقطنا الصور وبعد ساعة بدأت رحلة العودة. في تلك النواحي رأينا قبائل اللور الشهيرة منتشرة في كل مكان وهي قبائل من الأميين تنزح في الصيف إلى كوه رانع حيث الكلأ والماء وإعتدال الطقس-24 درجة- وفي الشتاء تعود إلى عبدان في ترحال ونزوح دائمين منذ آلاف السنين. سلكنا ذات الطريق في العودة إلى أصفهان التي وصلناها وقد أرخى الليل سدوله وانصرفنا إلى الغرف على أن نلتقي صباحا. أنا بدوري كنت على موعد مع ذات الخال التركيّة والتى لأجل شامتها الحلوة باع شاعر إيران الأكبر حافظ على حدّ قوله، بخارى وسمرقند، عاصمتيّ تيومر الذهبيّتين.
No comments:
Post a Comment