Tuesday, August 16, 2016

جَيشٌ مِنَ الأطْفَال



«جَيشٌ مِنَ الأطْفَال»
كُنّا على مأدبة غداء عندما سألني (حسن إسماعيل) ما معنى أن يكون القمر في الجدي؟!
وسأل المحامي (عبدالرحمن بخش) من هم السلاجقة؟ أول الأمر قبل أن يضيف إليهم الشعوبيون وما هو بيان حالهما والفرق بينهما وأماكن انتشارهما ودورهما؟
ولما تعذّر على الصديقين فهم (حلول القمر في البرج) شفاهة؛ نشرت على الطاولة إثني عشر كتاباً على هيئة دائرة تشكل أبراجاً، ووضعتُ جسماً في منتصف الدائرة بمثابة الشمس، وكانت في يدي قبة السماء لتشكّل الأرض .
وشرعتُ في شرح معنى أن يكون (القمر في الجدي):-
«تدور الأرض حول نفسها مرة كاملة كل يوم، فنرى أبراج الشمس الإثني عشر برجاً كل ساعتين .
وتدور حول الشمس مرة واحدة في السنة فتحل الأرض برجاً كل شهر .
ويدور القمر حول الأرض مرة كل 28 يوم فيحل برجاً جديداً كل يومين ونصف» .. ، أصبح لدي متعة المحاضرة، ولكن وبالرغم من أننى أتنقل من موضوع إلى آخر بحسب ما يُطرح من أسئلة أو ما أجده قابلاً للتوضيح، فإنني أسلك مسلك "الدايالوغ" فى الحديث وليس "المونولوج" وذلك بأن أخلق حواراً كاملاً مع المتلقي .. ولقد شعرت أن الصديقين قد استوعبا ما كنتُ أرمي إليه بالرغم من وعورة هذه المنطقة البحثية وشحّة مصادرها - إنْ لم أقل انعدامها- في الثقافة العربية بطريقة تُخرجها من تجريديتها وتجعلها قابلة للتعاطي.
ثم إنتقلنا للحديث عن السلاجقة، فحدثتهم عن مؤسسها «طغرل بك» ، وإن الدولة السلجوقية تُعدّ واحدة من الدول الكبرى في إقليم وسط آسيا، وهي في الأصل من قبائل تركية، ولطالما لعبت دوراً كبيراً في تاريخ الدولة العباسية والحروب الصليبية والصِّراع الإسلامي - البيزنطي.
ولقد حكمت الدولة السلجوقيَّة في أوج ازدهارها الأقاليم الجغرافية التي تشكّل إيران وأفغانستان ووسط آسيا وُصولاً إلى كاشغر في الشرق (وهي إحدى أشهر مدن تركستان الشرقية ، وكانت عاصمة لهذا الإقليم)، وصولاً إلى العراق والشام والأناضول غرباً حتى مشارف القسطنطينية. وتُعد لحظة دخول طغرل بك إلى مدينة مرو في وسط آسيا لحظة قيام دولتهم وكان ذلك في عام (1037م (429 هـ).
ثمّ عرجنا على الحروب الصليبية وحدثتهم عن الحملة الصليبية الأولى التي سحقها السلاجقة.
أما الحملة الثانية فلقد تمكنت من إحتلال فلسطين وأجزاء من بلاد الشام.
وأما الثالثة فكانت بقيادة ريتشارد قلب الأسد من أجل إسترداد القدس بعد أن تمكن صلاح الدين من تحريرها.
والرابعة وهي تلك التي تركت الديار المقدسة وانحرفت صوب القسطنطينية، البلد التى أشعل هذه الحروب، وحدثتهم عن الطريقة التي دمر بها الكاثوليك هذه المدينة الأرثوذكسية وسرقوا جيادها البرونزية التى تزين الآن كنيسة سان ماركوس في البندقية.
وتمدد الحديث حتى بلغ الحملة الصليبية الخامسة التي إشتملت على (جيش من الأطفال).
لأن أحد الأطفال رأي في منامه أن عيسى قال له: «إذهبوا في جيش من الأطفال». فانتهى بهم الأمر بضاعة تباع وتشترى في أسواق العبيد بعد أن قبضوا عليهم .
كانت الإنكسارات الصليبية في الفترة التي إستيقظ فيها ملوك دول أوربا من سباتهم الطويل، فأعلنوا مقاطعة الكنيسة، وطريقتها في تعطيل العقل ومنذ ذلك الحين كانت هذه الفترة هي ‫#‏صحوة_أوروبا‬ وبداية ما يطلق عليه بعصر التنوير .
أما ‫#‏الشعوبيون‬ فلهم حديث آخر...
 

No comments:

Post a Comment