Thursday, June 9, 2016

من وادي السيلكون إلى الموسوعة الشعرية

 
من وادي السيلكون إلى الموسوعة الشعرية
درست في جامعة كال بالي في بومونا وسكنت في ويست كوفينا بكارلفوريا، لم يكن (الكراج) الذي كان أول مكتب لبيل جيت عام 1975 بعيدا، وكذلك لم يكن كراج ستيف جوبز هو الآخر أبعد منه، فلقد كانا يتقاسمان معجزة تطهى على النار ببطء.
كما كان وادي السيلكون على بعد 400 كيلو في الشمال الكاليفورني
في هذه البيئة أصبت بعدوى ثورة الحاسوب الذي أنتج طريقا معبدة اسمها الويندوز بعد أن نبذ الدروب غير السالكة لنظام الأس أم دوس
وهو نظام كان يٌعدّ بدائيا
حملت معي بعد أن تخرجت في عام 1983 صندوقا إلى أبو ظبي، وكان عبارة عن جهاز ماكنتوش K512 ورحت أقضي ساعات الليل والنهار قبالة صندوق العجائب هذا.
اشتركت في بنوك للمعلومات أذكر منها بنكا للسينما يزوّدني بكل شاردة وواردة عن هذا العالم المترامي الأطراف من مخرجين ومنتجين وممثلين وأفلام
وعندما أرسلت إليّ قائمة المشتركين في ذلك الوقت كان العلم الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الدال على وجود مشترك في النظام هو علم الإمارات.
ثم انخرطت في العمل بالمجمع الثقافي وكان ذلك في عام 87، وأخذنا ننظم معارض الكتاب، وفيها شاهدت عن كثب رواد المعرض وهم يبتاعون الكتب والصعوبات التي يواجهونها في اقتناء الموسوعات تحديدا.
فلقد كان كتاب الأغاني يكلّف مئات الدراهم وكذلك الأمر مع كتب التاريخ والموسوعات والتفاسير والحديث والمعاجم كالطبري وابن كثير وابن منظور والزبيدي .....
وبينما كنت أقضي الصيف في لندن في عام 1995 وقع بين يدي قرص مدمج أنتجته شركة كوريل يشتمل على 5 آلاف كتاب من عيون المصادر التي تشكّل جانبا واسعا من التراث الإنساني كمؤلفات شكسبير وتولستوي وديكنز وديستوفسكي والقرآن الكريم والكتاب المقدس وغيرها الكثير مما يشكّل مكتبة هائلة يمكن حملها في جيبك أنّى يممت وجهك.
عندها صرخت صرخة شبيهة بتلك التي أطلقها أرخميدس: وجدتها
وقلت في نفسي الآن استطيع أن أحلّ أزمة الكتاب، فشرعنا في عمل الموسوعة الشعرية، وكلّفت الأخ عبد الله مدني ليقود فريقا من المبرمجين والمدخلين والمصممين، وبعد عام من الكدح المتواصل قُدّم لي عرض، بيد أنه خيّب أملي، فلقد كان أقرب (للأس أم دوز) منه إلى نظام الويندوز
فقال عبد الله، امنحنا وقتا أطول وسنقدم عرضا جديدا، فقلت له سأمنحكم ستة أشهر أخرى
في تلك الآونة زارنا مفكر أسمه (برهان بخاري) وقال أنه يعكف على نظام لتقسيم عروض الشعر وبحوره بكبسة زر.
وكان برهان قد شرع من قبل مع مهندس اسمه منذر العكيلي، وقال أنه أدخل عشرات آلاف الأبيات، فاشترينا حقوق الخمسين الف بيت التي كانت كل ما أدخله، وضممنا منذر إلى فريق الموسوعة.
وكانت بيئة عمل الفريق في أبوظبي أفضل بكثير من بيئة عمل برهان
وبعد ستة أشهر نجح عبد الله مدني والمهندس منذر العكيلي في تقديم النسخة الاولى من الموسوعة الشعرية، وقلت لهم: استعدوا لطرح هذا العمل الخلّاق في معرض أبو ظبي للكتاب، وكان ذلك في عام 1997
واشتملت الموسوعة على 180 ألف بيت من الشعر مع مكتبة صغيرة من عيون كتب اللغة والتاريخ.
وما أن حلّت سنة 2000 حتى كان قرص الموسوعة المدمج قد بلغ مليوني بيت من الشعر، بما يوازي نحو 2200 ديوان شعر مع مكتبة أكثر توسعا.
لقد كانت الموسوعة نصرا عظيما وباهرا بعد سنوات من الكدح والدأب، واستقبلها الشيوخ والملوك والرؤساء والأمراء والباحثين والمفكرين بفرحة غامرة.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=121

No comments:

Post a Comment