Sunday, May 8, 2016

عشاء السيدة روزي



تلقّى (الوالد) قبل أيّام دعوة على العشاء من قبل السيدة "روزي" التي
تسكن في منطقة "ساكس"، ودقّت الدعوة ناقوساً من الذكرى يعود لحكاية جرت قبل قرابة عقود أربعة، فلقد سبق لها دعوة الوالد في مناسبة صار يُردّدها كلما وجد سبيلاً إلى ذلك، كان ذلك في السبعينات من القرن الماضي.
فلقد سألت السيد "روزي" الوالد عمّن سيأتي معه على دعوة العشاء، فنظر حوله ولم يجد سوى صديقه عبد الرحيم المحمود، فقال لها أنا وعبد الرحيم
فرحّبت بمجيئهما المرتقب.
وفي اليوم المحدّد للدعوة، اتصل الوالد بها وأخبرها عن شخص ثالث ألمّ بهم دون سابق إنذار سيشاركهما الحضور.
فارتبكت السيدة روزي وتلعثمت ولم تجد ما تقوله.
وعندما وصل الوالد ورفاقه إلى منزل "روزي"
وزوجها وجدهما في غاية الإرباك والتوتّر.
فسألهما عن سبب ذلك، فقالت بسرعة وكأنها أعدّت للجواب طيلة اليوم: إنّه بسبب ضيفك الثالث الذي لم تخبرنا عن مجيئه إلا بعد أن أنهينا تحضيراتنا، فلقد أعددنا عشاء لخمسة أشخاص واشتريت خمسة قطع من شرائح اللحم، فمن سيكون مستعدا للتخلي عن شريحة لحمه من أجل ضيفك؟.
كان الوالد يردّد الحكاية دائما للدلالة على طريقة الإنكليز في مواجهة حالات طارئة كهذه لم يجعلوها في عداد حساباتهم الصارمة.
وفي هذه المرة وقبل حلول يوم الدعوة سألت السيدة روزي الوالد: كم عدد الضيوف الذين ستحضرهم معك؟.
فقال الوالد وهو يضحك ويستعيد حكاية أصبح الآن عمرها أربعين سنة: خمسة أشخاص.
ثم استدرك وقال وهو لا يزال يضحك: وهذا عدد نهائي يا سيدة روزي.
وعندما وصل الوالد وجدها أعدّت مائدة عامرة تفيض على طاقة اثني عشر شخصاً، فقال لها بعد أن فرغوا من تناول وجبة الطعام: لما كلّ هذا الإسراف يا "روزي"؟
فقالت على الفور: لقد تعلمنا منكم أيها البدو.

No comments:

Post a Comment