في عام 1996م كان السيد "إيواساكي" لا يزال يجتهد في تحديد موعد مع السيد "ناكاياما" رئيس مجلس الإدارة (بنك اليابان الصناعي) حتى ظفر به. وكان السيد "ناكاياما" ساعتها قد أشرف على الثمانين، وهو زميل قديم للوالد.
غمرت الفرحة "إيواساكي"، وأخذ يؤكد أن عشر دقائق لا يظفر بها إلا من كان
ذو حظّ عظيم، وما برح يردّد خبر الموعد على كلّ من يصادفه حتى حان الموعد.
عُقد اللقاء في مجلس واسع أنيق، كنا نرهف السمع عندما تناهى إلينا وقع
خطوات وئيدة ومتثاقلة، وبعد برهة أشرف الرجل علينا، ثم اتّخذ مجلسه ..
وحيّانا.
رمقني لحظة .. قبل أن يستعيد ذكرى لقاء جمعه بـوالدي قائلاً: لا أنسى
والدك يامحمد، فلقد استقبلته في عام 1970 قبل قيام اتحادكم، واصطحبته في
اللقاء الذي جمعه برئيس وزراء اليابان آنذاك السيد "إيساكو ساتو".. ولقد
أخذني العجب كل مأخذٍ، عندما شرع (والدكم) يطرح موضوع القضية الفلسطينية
على رأس قائمة جدول أعماله .. وكنت أعتقد أنه سيهمّ بالحديث عن البترول،
والغاز .. الذي كنا قد بدأنا نستورده منكم. كان أمراً غريباً .. أن تقوم
بتغليب قضية على قضيتك الأم، وخصوصاً في تلك المرحلة التي كانت تشهد مخاض
إعلان (اتحاد الإمارات السبع).
أما الموقف الآخر، فلقد حدث بعد مرور عقدين كاملين على اللقاء الأول،
وكان ذلك في عام 1990م أثناء الزيارة التي قام بها الشيخ (زايد) إلى
اليابان، أذكر حين وقف (والدكم) أحمد خليفة السويدي في محفل ضمّ قرابة الـ
400 من رجالات اليابان في عدة مجالات واختصاصات، وألقى فيه خطاباً بالنيابة
عن رئيس الدولة، وخصّني فيه بالتقدير شخصيّاً لجهودي في تطوّير العلاقة
بين دولتينا، ثم طلب مني الوقوف، فانتصبت كساموراي بين الجموع الغفيرة
..كانت تلك لحظة لم أكفّ عن استعادتها حتى الآن.
امتدّ اللقاء مع السيّد "ناكاياما" إلى ما يزيد على الساعة، وربما شارف
على الساعتين، - وكان هذا الوقت كافيا ليكون حديث السيد "إيواساكا"
الشاغل-، وكان يكرّر أن هذا يعد شيئا شبيها بالمعجزة، فـ "ناكاياما" على
حدّ علمه ليس لديه المتسّع من الوقت لحكّ شعر رأسه.
كانت الزيارة مخصصة لإعداد دراسة تتناول إنشاء قبّة سماوية في (المجمّع
الثقافي)، ولقد تمكنا بالفعل من إعداد دراسة متكاملة لإنجاز أفضل قبّة
ممكنة، ولكن -وبكلّ أسف- لم يخرج المشروع من القول إلى الفعل.
No comments:
Post a Comment