Thursday, February 11, 2016

سندريللا

سندريللا




قصدنا مساء اليوم ذاته باليه "سندريللا" التي ألّف موسيقاها الروسي سيرجي بروكوفييف (1891- 1953)، أو "الصبي المتمرد" كما أطلقوا عليه بسبب أن النقاد في تلك الفترة ت...عاملوا مع مؤلفاته باعتبارها حديثة أكثر مما يستوجبه العصر، وأطلق على باليه "سندريللا" السمفونية السادسة.
كتب سيناريو العرض نيكوليا فولكوف، وتُعدّ الباليه من أشهر مؤلفات بروكوفييف الذي دُعي في روسيا إلى أن يكون عام 2016 عاماً مخصصاً لاستعادة موسيقاه وقوة حضوره في الجسم الموسيقي في روسيا والعالم.
و"سندريللا" إحدى أشهر المؤلفات الموسيقية التي ألهمت العديد من مصممي الرقصات منذ عرضها الأول عام 1945 في مسرح "البولشوي".
ومن أبرز شخوصها "سندريللا" التي تعني الحذاء الصغير من لفظ (صندل) بإبدال الحروف الذلقية (اللام والراء). أما اللام في نهايتها فجاءت للتصغير، دلالة على صغر قدمها الدال بالضرورة على جماله ورشاقته وترفه.
أدت دور "سندريللا" اليساندرا فاسالو،
أما الأمير، فلقد لعب دوره ماركو أدوسينينو
ثم يأتي بعد ذلك ضلع الباليه الثالث المتمثل بالأم وابنتيها، وهو دور فيه ضرب من السخرية المحببة والناعمة.
ولعلّ استبدال الحذاء بالقميص جعل من سندريللا وكأنها تعبر قوس ذاكرتها وتدفعنا إلى إعادة تركيب الأحداث في داخلنا واستبدال الحذاء البلوري الذي استمدت الحكاية تسميتها منه إلى قميص أحمر، جعل مكابدات الأم في إلزام ابنتيها على ارتدائه تبدو، على رغم مشقتها، مضحكة، وفيها جانب من السخرية المرة، لكنها شفافة في آن معاً، فلا تجد في نفسك ميلاً إلى بغض أحد من هذا المثلث (الأم وابنتاها).
فالأم المتسلطة كان عليها أن تذعن أخيراً وتقرّ أن القميص لا يناسب إلا ابنة زوجها "سندريللا".
لم ينغّص عليّ العرض سوى رأس قوقازيّ انتصب على كتفين شاهقتين وكان يتمايل يميناً وشمالاً، مثل بندول بشري عملاق، لذا يصحّ القول أنني لم أشاهد إلا نصف الباليه، ونصف القميص ونصف مؤامرات زوجة الأب لصرف أنظار الأمير عن صاحبة القميص. ولقد ذكّرني القوقازي بحكاية سردها الصديق عبّاس مهاجراني عن شيخ كان يعظ المصلّين ويحدّثهم عن الجنة وحور عينها، فقال إن الواحدة من الحور يزيد طولها على عشر قامات، وما بين كتفيها نحو ثلاثة أمتار، وصار يسهب في سرد مقاييسها حتى استوقفه رجل من المصلين قائلاً: "يا شيخنا، لا أريد حورية كهذه".
فتعجّب الشيخ من أمر الرجل وقال: "ولماذا لا تريدها هكذا؟".
فقال الرجل: "يا شيخ، وكيف لي أن أعلم من سيكون في اعلاها إذا كنتُ أنا في أسفلها؟".
في الصباح التالي، جلس على طاولة فطورٍ مقابلةٍ شابان ناعمان من... يرتديان من الملابس ما هو أبعد عن ملابس الذكور، ولمحت حقيبة يد نسائية إلى جانبهما، تحدثا عن عرض الليلة من "سندريللا"، ثم تشاكيا، فقال أحدهما بغنج ودلٍّ: "صاير مثل موقّض اللوه".
فقلت للأصدقاء: "هذا هو الجزء الثاني من سندريللا، ولعلّه الجزء المسكوت عنه، ويمكننا أن نشاهده تاماً، فلا حور عين بعشر قامات ولا قوقازيّ مثل بندول بشريّ عملاق يحجب شيئاً".
http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=65

No comments:

Post a Comment