Sunday, January 7, 2018

بين الوالد والأخ / يسري التميمي





بين الوالد والأخ / يسري التميمي
#مقالات || #محمد_أحمد_السويدي ||
في مجلسه، مال الوالد ناحية أخي/ خالد وسأله:
ـ من الرجل الذي يجلس على يساري؟، كنت قريبا من الوالد واتخذت مكاني إلى جانبه فسمعته؛ وقلت له: إنّه السيد/ يسري التميمي، الذي كنت قد حدثتك عنه، وهو رجل يتحلّى بالأمانة، -ولا نزكيه على الله- ؛ فأولاه الوالد اهتمامه، وسأله عن صحته، وأموره، وكيف هي أحواله، وكعادة والدي وبراعته في القبض على أمور شتى في الوقت ذاته، كانت عيناه تقبض في الشريط الإخباري على اسم رئيس الوزراء الباكستاني..فسأل: ما هو لقب رئيس وزرائهم؟ فقال يسري: الرجل هو أخو رئيس وزرائهم السابق نواز شريف.
فقال الوالد: لا، ليس أخو نواز الذي أقيل بحجب الثقة عنه، لأن شهباز -وهذا هو اسمه- لا يملك مقعداً برلمانياً وهو الأمر الذي يجعله غير مؤهل لشغل منصب رئيس الوزراء رغم أنّه يتولى مسؤولية إقليم البنجاب منذ العام 2008، لذا عليه أن يترشح لانتخابات 2018 ويُنتخب في الجمعية الوطنية قبل ترشيحه للمنصب الذي يبدو أن الحزب الحاكم يعتزم تعيينه فيه. ثم التفت ناحيتنا، وقال: هل هناك من يعرف؟ ولكن يسري كرّر إجابته السابقة، وأكّد أنه -بحسب علمه- أن المنصب الشاغر سيشغله "شهباز" أخوه بعد أن رشّحه عقب إقالته.. عندها انتقل الوالد من كرسيّه وجلس إلى جانب يسري وقال: يا أخ يسري، تنقسم باكستان إلى أربعة أقاليم تحكم بطريقة فيدرالية، وهي: 1-بلوشستان و2-إقليم الجبهة الشمالية الغربية أو(خیبر بختونخوا)، و3-البنجاب و4-السند. 
أمّا بلوشستان فعاصمتها مدينة كويتا، ويتكلمون اللغة البلوشية ويشكلون قرابة 5% من مجموع سكان باكستان. وأما خیبر بختونخوا فهي موطن الپشتونيين والهندكوه والأفغانيين الذين يتكلمون الپشتو أو الهندكوي أو الفارسي، وعاصمتها مدينة بيشاور، ويشكل عدد السكان بالقياس إلى العدد الإجمالي نحو 13%.
ثم البنجاب، ومعظم سكانه يتكلمون اللغة البنجابية والسرائكية. ويعتبر الإقليم مقدساً عند السيخيين ولكن معظم البنجابيين من المسلمين. وعاصمة بنجاب مدينة لاهور، وتبلغ نسبة سكانها بالقياس إلى سكان باكستان حوالي 54%. والسند التي يشكل السكان المهاجرون من الهند نسبة عالية منها، ويتكلمون الآردية، وعاصمتها مدينة كراتشي، ومجموع سكانها من إجمالي عدد سكان باكستان هو أكثر من 22% بقليل.
أمّا رئيس الوزراء الذي جرى تعيينه في هذه المرحلة الانتقالية من قبل حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز شريف) هو (شهيد عباسي)، وهو من موالي نواز شريف، ويشغل منصب وزير البترول.
لقد كان الوالد يرى ما يريد ويقبض بقوة على خيوط المشهد الباكستاني وتحولاته، ولقد منحنا تصوراً واضحاً وتاماً عن طبيعته، لقد كان علينا أن نصغي لندرك مالم يكن بوسعنا معرفته دون هذه المداخلة الثمينة.

No comments:

Post a Comment