لا أستطيعُ تفسيرَ وجود النُصْبِ التذكاري الغريب للمهراجا "راجارام" من
كلهابور في أقصى طرف جنائن كاشيني. يُقال إنّه قضى بعد فترة وجيزة من وصوله
إلى فلورنسا، وكان قد خرج من بلاده قاصداً لندن في رحلة لتحصيل العلم،
فحلّ ضيفا على الحكومة البريطانيّة، واستقبله كبار رجالات الحكومة، ثمّ
سافر إلى فلورنسا فألمّ به التهاب في الصدر، ومات في غضون أيّام، ولمّا
أرادت عائلته إقامة طقوس الحرق، في فلورنسا، كما جرت عادتهم، وافق السيّد
«مديتشي» والي المدينة، على أن يكون ذلك في موضع بعيدٍ عن المدينة، وهو ذات المكان الذي يقوم فيه النصب اليوم، وعلى أن يتمّ ذلك ليلاً.
كان ذلك في أوائل ديسمبر 1870، ثمّ ذُرّ رماده في النهر بناء على طلب
العائلة، واليوم، صار الجسر الضخم ذو الطريقين يسمّى باسمه، والطريقان واحد
للسيّارات، والآخر للمشاة.
فقلت في نفسي: صدق ليوناردو دافنشي في وصف #فلورنسا عندما
قال: «فلورنسا هي معبر من خلاله يمرّ غرباء كثيرون»، وعندما علمت
الصديقة/ سيلفيا الفلورنسيّة المولد بذلك، أقسمت أن العمدة قد قبض لقاء ذلك
مكافأة سنيّة، قلت: هكذا يفسّر الطليان هذه القرارات في مثل هذه المواقف.
قال صاحبي: لقد تبيّن لي سبب إقامة العرس الهندي الصاخب قبل أعوام في الساحة المقابلة لفندق الجراند هوتيل الذي أقام فيه المهراجا، وقضى.
قال صاحبي: لقد تبيّن لي سبب إقامة العرس الهندي الصاخب قبل أعوام في الساحة المقابلة لفندق الجراند هوتيل الذي أقام فيه المهراجا، وقضى.
بعد جولتي في متنزّه «كاتشيني»، المعتادة، ذهبت إلى ساحة السّادة، ووقفت
أمام الموضع الذي أحرق فيه الداعية المتزمت «سافانارولا»، قبل دخول القرن
السادس عشر.
ثمّ عرجت على القصر القديم الذي أقيمت فيه مسابقة القرن بين ليوناردو
دافنشي ومايكلأنجلو، تلك المسابقة التي لم يكتب لها النجاح؛ فلقد هجر
الثاني العمل بعد أن استدعاه بابا روما، وأمّا الأول فلقد أفسدت لوحتَه
الأمطارُ الغزيرة التي انهمرت وتسلّلت من فتحات السقف، وكذلك رعونة
«سالديني» حاكم جمهوريّة فلورنسا التي استمرّت أربعين عاما.
مررت على ساحة «بياتزا دي سانتا ترينيتا» قبالة محلّ سلفادوري فرّاجامو.
هنا حدثت المشادّة الكلاميّة بين ليوناردو ومايكلأنجلو، وهي مشّادة من طرف
واحد.
ثمّ عبرت الجسر القديم، هنا لو كثّف الزمن، لوجدتني أقف مع ليوناردو
ومايكلأنجلو ورفائيل وميكافيللّي ودانتي وجاليليو، ومئات من العظماء الذين
عبروا الجسر، وحدهم آل مديتشي (لوراندزو وآله) المستثنون، فقد بنوا معبراً
فوق الجسر لأنهم لا يؤثرون مخالطة الناس.
ثمّ أعود عابراً ساحة جميع القدّيسين لأسلّم على «بوتاشيلّلي» الذي ينام في كنيسة الفرانسيسكان بنفس اسم الساحة.
»فلورنسا» بلد أُثر عنه حب الغلمان، أوَما كان «ليوناردو» في حريره
ومخمله لا يفارق كوكبته من الشبّان ذوي الرؤوس المعقوصة، وأمّا «داناتللو»
فقد أَنجَز فيها تمثاله الذائع الصيت (داوود) وقد بدا بعجيزة امرأة.
No comments:
Post a Comment