Tuesday, June 7, 2016

لخولة


السؤال الأول وجوابه:
عكفت طيلة سنوات على جعل فكرة الكتاب تنضغط ليبدأ مختبري الداخلي بإنضاجها، ولقد استغرقني الأمر قرابة ثلاث عقود من الزمان، فلقد اكتشفت عندما كنت أراجع تسجيلاتي القديمة وبعض القصاصات التي أعكف على تدوينها بين الفينة والأخرى، أنّ هذا المشروع كان حاضراً على الدوام ، وكل ما كنت أحتاج إليه هو الشروع بتدوينه، وهذا ما فعلته.
الأمر مرتبط بالطريقة التي تجعلني أقبض على الفكرة، فكما قبض "ليوناردو" على عشائه الأخير بطريقة لم يسبقه إليها أحد لأنه عكف على تدوير الفكرة فيه قبل أن يطلقها في دير الراهبات، هذا تماما مافعلته في كتابي (لخولة)
وربما جعلني مشروع كتاب (منازل القمر) أتمدّد بعيداً بعض الشيء عن تنفيذه، فلقد صرفتني منازل القمر عن منازل خولة، وهو كتاب تناولت فيه التقويم الشمسي للعرب، ولقد دفعني العمل عليه لارتياد عالم التنجيم من خلال عمقه التاريخي والذاكرة التي اشترك في صنعها مجموعة من العلماء العرب في مختلف العصور الاسلامية الزاهرة.
-فبوسعك القول أنّ-الأمر شبيه بالتركة التي وصلتك، وعليك أن تعمل على تفعيلها لتواصل حياتها.
فلقد ترك أسلافنا مؤلفات لها شأن عظيم في مجال التنجيم وعلوم الهيئة كما كان يُطلق عليها.
أثناء عملي على المنازل بدأت أرصد خرائط بعض الأصدقاء والمقرّبين ولقد كان لبعضها توافقا مع أبيات تعود إلى مشروعي الأول (لخولة)،
فبدأت بعملية تنسيبها، فكل مقطع يعود لأحد منهم، أو كما جاء على لسان أبي الطيب المتنبي:
وما زلتُ أطوي القلب قبل اجتماعنا على حاجة بين السنابك والسبل
أي أنه كان يبتغي الوصول إلى الممدوح فيطوي قلبه قبل الطريق ليبلغه، وذلك الشأن معي، فلقد طويت قلبي لأصلهم بهذه الأبيات.
لذا لم تكن تلك المقطّعات الـ (365) خبط عشواء كما يقولون، بل لقد قطعت بها درباً طويلاً كما تقطع سنابك الخيل الدروب لتبلغ مرادها.
وكل هذا يقودني إلى القول أنّ زز انشغالي بهذا العمل استغرقني سنوات طويلة، كما لابد من التأكيد على أنّني ضمّنته مفاتيح هي في حقيقة الأمر رسالات يعرفها ويدركها أصحابها ممن قصدتهم بالمقطوعات.
السؤال الثاني .........................
وكنت قد عثرت على تسجيلات لي -وأنا بعد في العشرينات- أتحدث فيها عن هذه القصائد في مجالسنا الأدبية، ولطالما ذكرت الأمر لأصدقاء كمحمود درويش، ونزار قباني، وطلال حيدر، وعبد الرحمن الأبنودي، وخالد الشيخ، ومحمد المصمودي. ولكنّ أكثر من شغفته الفكرة ولم تغادره قط هو الأخ الرئيس عبد العزيز بو تفليقة، ففي إحدى زياراتي إلى الجزائر،-وكان ذلك في عام 2009- سألني عمّا آل إليه المشروع.
فكانت استعادته للفكرة وسؤاله عنها الشرارة التي بدا وكأنه قبسها من نار "بروميثيوس" ودفعها إليّ، فاشتعلت الهمة ولم أكفّ عن العمل عليه حتى أنجزته بعد أربع سنوات على سؤاله.
السؤال الثالث
ما أهمية أن تجمع الكثير من القصائد في كتاب واحد .........؟
ـــ ربما أردتُ أن أوقظهم.
هؤلاء العشاق الذين أضرموا أبدانهم بنار قلوبهم حتى ما عاد بوسعك أن ترى أحدهم لولا سماعك صوته.
إنهم المعادل الموضوعي لهذا الزمن الذي بات يزخر بالكراهية والحقد والشرّ.
فوطننا العربي أصبح في حالة تكاد تفتقد إلى شبيهتها في كل العصور.
الأمم من حولنا تتساءل من أين أتى كل هذا الشرّ وأين كان مخبوءاً؟
لا شك في أن العالم العربي عانى كثيراً من الاستعمار والحكّام الطغاة -وهي معاناة مركّبة بلا ريب- ولكنّ الشرّ الذي صرنا إليه فاض على كل ما يمكن تخيّله، لذا؛ كان لزاماً عليّ أن أوقظ شعراءنا من المتصوفة والعذريين والغزل والتشبيب والنسيب والحبّ لنقول بصوت واحد:
(نحن أمة عرفت الحب كما لم تعرفه شعوب الأرض، وهذا دليلي إليكم.)
‫#‏محمد_أحمد_السويدي‬
‫#‏لخولة‬
‫#‏تساؤلات‬

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=120

No comments:

Post a Comment