Monday, May 7, 2018

في حضرة ادوارد جنر






في حضرة ادوارد جنر
#محمد_أحمد_السويدي_مقالات
في جولتنا الصباحيّة عرجنا على الجنائن الإيطالية في حديقة الرويال كنسنغتون، كانت النوافير تعزف لنصب «إدوارد جنر» الذي راح ينصت إليها في خشوع، وهو العالم الفذ الذي فك شفرة وباء جدري الماء، فالتفت الى صاحبي وقلت: لو وقف أبو العلاء المعري أمام نصب إدوارد لدبج فيه قصيدة ثناء، فالمعري فقد بصره صغيراً بسبب هذا الوباء. لقد أمر الملك ألبرت بإقامة هذا النصب عام 1862م.
وعرجنا بعد ذلك على شجرات «غبيراء» مزهرة، ولقد أثر عن مصادرنا العربية أنه متى ما أزهرت الغبيراء اغتلمت النساء.
ثم عبرنا الجهة الأخرى من «السربنتاين»، وسرنا في الطريق الشمالية السفلى في حديقة الكنسنغتون، جاوزنا «مارلبورو جيت»، فعرجنا للسلام على السناجب هناك، تلك المخلوقات التي حدثني عنها الصديق الراحل نزار قباني ذات يوم قائلاً: يا صديقي، سناجب لندن تأكل من يديك البندق، وتتسلّق كتفيك، والطيور في العالم العربي تفر منك من بعد ميل... قالها وأنا أهمّ بوداعه في شقته الصغيرة قرب هانز،عندما دخل عصفور من النافذة.

No comments:

Post a Comment