Thursday, March 30, 2017

قائد السفينة الحربيّة - سكارنهورست


http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_publications_indetail.php?articleid=518

كنّا في طريقنا إلى العم سعيد عندما قال لي الوالد إسأل "فروكا" ما اسم السفينة التي كان يقودها والدها، فعلمت أنّها السفينة الحربيّة "سكارنهورست" سميّت على اسم القائد البروسي "جيرهارد جوهان ويتز فون سكارنهورت"، الذي عاصر الحروب النابليونيّة، وكانت هذه السفينة الحربيّة مفخرة الصناعة الألمانيّة، دشنّت في السابع من يناير عام 1939، وشاركت في بداية الحرب العالميّة الثانية، وأسهمت في تدمير وإغراق سفن ملكيّة بريطانيّة عدّة قبل أن تدمّرها سفينة "دوق يورك" الحربيّة قبالة السواحل النرويجيّة، ولقد نجا 36 من بحّارتها الألفين الذين ينامون في أعماق المياه المتجمدّة لبحر الشمال النرويجي وعلى رأسهم والد فروكا قائد السفينة المنكوبة.
وكان قد آثر إنقاذ بحّارته على إنقاذ نفسه، فقضى غرقا.
قال الوالد: ويبدو أن الصلابة والبأس التي أورثها ابنته هي السبب في أنّه آثر العيش العزيز والموت الكريم.
أمّا السفينة الحربيّة "بلفاست" التي تربض في نهر التايمز قبالة برج لندن فهي من السفن التي شهدت معارك رأس الشمال النرويجي وشاركت في تدمير سفينة سكانهورست.
وسأل الوالد عن حاملة الطائرات "الآرك رويال" التي افتخر الألمان بإغراقها وكان صدى اسمها يتردد في أمواج الأثير عندنا، فقلت له وضع تصميمها في عام 1935، وقد أغرقها طوربيد ألماني في 14 نوفمبر 1941 قرب سواحل الطرف الأغر ولقد حاول الإنجليز إنقاذها دون جدوى وذلك أن الطوربيد أصاب منطقة خزّانات الوقود وعزا الخبراء بأن عيبا في التصميم أدّى إلى سرعة غرقها.
كان الوالد في ميعة الصبا عندما شهد عبور أسراب مئات من الطائرات وكأنها الطير الأبابيل في طريقها إلى ميادين القتال، ولقد سقطت بضعة طائرات في أرجاء متفرقة من البلاد، وفي أبوظبي شاهد طائرة تهبط وسط دهشة أهالي الإمارة، ثمّ أقلعت بعد أن أصلحت، كان العرب ميّالون إلى تأييد الألمان الذي أطلقوا عليهم الشر المحتمل.
وما زال الوالد يردد تلك الأبيات التي يصف بها السيّد الهاشمي أهوال الحرب العالميّة الثانية:
وش نكّر الدنيا على عربانها شبّت ركون الأرض من نيرانها
الجو ما به مزبن للخايف والبحر ضاقت من غريج أسفانها
من مشرق الدنيا إلى مغربها شبّت حرايقها ورقص شيطانها
شيطانها هتلر سعى في شومها حرّك زناده وانفجر بركانها
فلك على طوفان موت طامي سنّيدها ما سال عن سكّانها
مشحونة ما ينشّد عن بارها ما يكشف غطاها سوى ربّانها
والكل من فيها دريك وخايف خطرن تشطّف بالطهف ليحانها
ربّك جعل باس الملا بيناتها وجاها وعدها يوم ربّك حانها
حربن بقاع البحر ذيّر حوته وحربن بعلو الجوّ مع عقبانها

No comments:

Post a Comment