Saturday, January 28, 2017

الأعمال الشعرية لجياكومو ليوباردي Giacomo Leopardi



الأعمال الشعرية لجياكومو ليوباردي Giacomo Leopardi

ولد الشاعر ليوباردي في مدينة ريكاناتي 1798 م وتوفي في نابولي عام 1837 م.

عند نقطة الارتكاز في الشاعرية اليوباردية ثمة عشق لاينضب للطبيعة و للانسان (حتى عندما تبرز عناصر الوحشة والإنطوائية لحب خائب، حين يُظهر ليوباردي في بعض الاحيان مواقف معادية للبشر وللحياة، نراه يهرب إلى الطبيعة ، كمدفن للحزن. وهو بهذا الاسلوب يبدو متوافقاً مع الكاتب والروائي الفرنسي ستاندل). ونظرا لنشوده الدائم للكمال الانساني سواءً اذا كان هذا الكمال موجوداً من خلال التحام الشاعر مع الطبيعة ، وما يتولد عنها من اوهامٍ سخية تفجر الحس والخيال معاً، مستعيناً على ذلك بقوة صفائه القادرة على استرجاع اقداره البائسة والتراجيدية، مستفيداً منها بتحويلها إلى طاقة شعرية خلابة إذ لم يكن أبداً قد قبلها بطريقتها السلبية الخانعة المستسلمة .

وفي هذا المركز من الشاعرية هناك دائما ًاعتراض ونزاع نشطين ضد كل ما هو مفقر ومذل لقوى الانسان، وهو بهذا العزم وهذه الارادة يستخلص دائماً من ألمه ومن بحثه في جوانب الطبيعة وفي الانسان ككائن رفيع، أهميةً لموضوعه الجوهري، عشقه الفكري والثقافي والاخلاقي و الشعري: فالإنسان برغم فضاضته ووحشيته، ثمة جانب آخر مضئ فيه، إنه الصفاء و القدرة على هزم المستحيل من خلال الطاقة الرجولية الممنوحة في تكوينه، وهو بهذا التناقض والتذبذب الذي يهيمن على حالته الوجودية، ما يدل على أنه إنسان يعيش مع بشر آخرين. [1]

اللامتناه

دائماً كانت عزيزة عليّ
تلك التلال المعزولة
وهذا السياج الذي من جوانب كثيرة
من آخر الأفق يغلق النظر.
غير أنني أجلس
وأتطلّع إلى حيث تتلاشى الحدود
فضائات من هناك،
ومن ذالك الماوراء
الهاجع في صمت عميق
و أتصور داخل فكري
أنني عند نقطة السكون
حيث يندر
أن يزجع القلب أ و يزيغ.
وفي مثل الريح أسمع هيجانه،
بين هذي النباتات
أنا ذلك المدى اللامتناه الصامت
لهذا الصوت
أريد ان اقارن واتذكر الخلود الأبدي
وموت الفصول القديمة والحاضرة
فليحيا صوت هذي الطبيعة.
هكذا بين هذا الإتساع العظيم يغوص فكري،
والغرق في مثل هذا البحر يحلو لي.
إلى القمر

يا أيها القمر المعطاء رحمة،
أنا مسكون بالذكريات
فعامك الآن ينقضي،
على هذه التلة:
أنا الصفح الممتلئً باللوعة،
فهلاَّ أذنت أن أتأملك بإعجاب
وأنت معلق فوق تلك الهضاب
ولطالما جدت عليها
بكرم هذا الضياء
لكنه ضبابي
ومرتجف من البكاء
منهمراً على جفوني
مداعباً عيناي
وشحوب وجهك
بادياً تحت الندى
كانت حياتي هكذا:
ما كانت الأهواء تُقَلِبُها
يا ملهمي يا قمري الجميل.
ها أنت ذا تشد من أزري
وتأخذني لذكراك وتعداد السنين
من عمري
آه يا للآلامي،
لكم يلزمني الإمتنان
في زمان الشباب المديد
حينما
الأمل لم يزل
والإختصار لديه ذاكرة المسار
يستعيد من الأشياء ذكراها التي مضت
فالحزن وضيق النفس،
يا قمري، لا يزالان،
على عهدهما،
فهارس المقطع النصي    كل الفهارس
فهارس المقطع النصي
إنهاء عملية الفهرسة  تعديل محتوى المقطع

http://101books.electronicvillage.org

No comments:

Post a Comment